رغم تصدر كبار السن المشهد فى انتخابات الرئاسية، إلا أن بعض الشباب حرصوا على المشاركة فى أول تجربة انتخابية بالنسبة لها، مشيرين إلى فرحتهم بالمشاركة والمساهمة فى رسم مستقبل بلدهم.
أمام لجان التصويت بمدرسة سيزا نبراوى بالتجمع الخامس، كانت ثلاث فتيات يتحسسن خطواتهن نحو باب المدرسة التى يحيطها الجنود من الجيش والشرطة «قوة تأمين»، فبادرت سارة بسؤال أحدهم عن مكان التصويت فأرشدهن على طريقها مبتسما، لترد عليه آية قائلة: «أصلنا أول مرة ننتخب».
وسارعت الثلاث فتيات لداخل اللجنة التى يشرف عليها قاضية و8 موظفين مساعدين، وعن سبب مشاركتها، قالت الفتاة الثالثة مريم لـ«الشروق»، أمس: «نازلين علشان نحس إننا بنعمل حاجة لمصر»، متابعة: «دى مدرستنا وإحنا طلبة.. واستنينا ميعاد الانتخابات عشان ننزل».
وكانت الانتخابات الرئاسية انطلقت الاثنين على مدى ثلاثة أيام، يختار فيها الناخبون بين الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى يسعى لفترة رئاسية ثانية ويمتلك حظوظا وافرة، ومنافسه الوحيد موسى مصطفى موسى رئيس حزب الغد.
وفى مدرسة فاطمة عنان، التى لا تبعد طويلا عن سيزا نبراوى حيث صوت الفتيات الثلاث، فضلت «لورا جورج» الطالبة بالفرقة الأولى فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، مشاركة لحظة تصويتها الأولى مع والدها، قائلة لـ«الشروق»: «هذا حقى فى بلدى ولازم أشارك فى صنع القرار السياسى فيها.. والديمقراطية تعنى إنى أصوت حتى لو هبطل صوته».
وأبدت أمنية محمد الطالبة بالفرقة الأولى كلية إعلام جامعة مصر الدولية، سعادة بالغة بعد مشاركتها للمرة الأولى فى انتخابات الرئاسة، قائلة: «المشاركة شىء إيجابى حتى لو النتيجة محسومة».
ووصف أحمد عمر الطالب فى الصف الثانى الثانوى تجربته الأولى بعد إدلائه بصوته فى مدرسة سيزا نبراوى، قائلا: «إحساس جديد بالنسبة لى.. أصبح لدى دور فى اختيار الرئيس الأصلح لبلدى»، مضيفا: «المشاركة بالانتخابات بحد ذاتها يترتب عليها استمرار التمسك بصندوق الانتخابات وفى النهاية رأى الشعب سينتصر».
وتابع: «شاركت بالانتخابات من أجل مستقبلى حتى أجد تعليم جامعى كويس بعد انتهائى من دراسة الثانوية وأيضا فرصة عمل جيدة».
أما تقى عصام، اصطحبها أبوها للتصويت بلجنة مدرستها فى القاهرة الجديدة، فلم تتحمس لفكرة التصويت فى «انتخابات نتيجتها محسومة»، لكن الأب قال لـ«الشروق»: «لابد أن نعلمهم الولاء لبلدهم، ولازم نحسسهم أن لصوتهم قيمة حتى لو كانت نتيجة معروفة مسبقا»، موضحا: «بدون انتخابات لن تشعر بقيمتها كمواطنة فى البلد، لذلك يجب أن نبث فيهم روح المشاركة». وعلقت الفتاة: «نتيجة الانتخابات معروفة، لكن لو صوتى هيفرق فى النتيجة كان هيبقى إحساس مختلف».