«مفاوض متمرس.. يجمع بين دهاء الدبلوماسى وعقلية الاقتصادى.. لديه قدرة كبيرة على التوفيق بين المتخاصمين.. وعلى دراية كاملة بأبرز مكونات المشهد السياسى والطيف المدنى اليمنى» إنه إسماعيل ولد الشيخ أحمد، المبعوث الأممى الجديد إلى اليمن، والذى يعول عليه المجتمع الدولى لإنهاء الأزمة المشتعلة فى أفقر البدان العربية.
وبحسب مقربين من ولد الشيخ أحمد، المولود عام 1960 فى العاصمة الموريتانية نواكشوط، فإنه يجمع بين التقاليد الشرقية والفكر الغربى، اذ تلقى تعليمه الابتدائى والمتوسط والثانوى فى كتاتيب ومدارس نواكشوط، ثم حصل على شهادة الثانوية العامة فى العلوم الطبيعية عام 1980، قبل أن ينتقل للدراسة فى الخارج.
وفى فرنسا، حصل الرجل على شهادة البكالوريوس فى الاقتصاد من جامعة مونبلييه، ثم انتقل إلى جامعة مانشستر بالمملكة المتحدة فحصل على شهادة الماجستير فى تنمية الموارد البشرية، ثم التحق بكلية ماستريخت للدراسات العليا بهولندا فحاز شهادة متقدمة فى الاقتصاد وتحليل السياسات الاجتماعية.
وعمل ولد الشيخ أحمد، الذى يتقن بطلاقة اللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، موظفا بمفوضية الأمن الغذائى فى موريتانيا لمدة سنتين، قبل أن ينتقل للعمل فى وظائف مختلفة بهيئات تابعة للأمم المتحدة، حيث ترقى على مدى 28 سنة أمضاها فى المنظمة العالمية فى مناصب مهمة ومتعددة، كما عمل فى بعض المناطق الشائكة فى أفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا الشرقية، وفقا لوكالة الأناضول للأنباء.
وأمضى فترة طويلة كموظف فى صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، وتولى مناصب مهمة فى الصندوق منها منصب مدير إدارة التغيير ثم نائب مدير الصندوق، ثم عمل لاحقا ممثلا للصندوق فى العديد من الدول الآسيوية والأوروبية.
وخلال الفترة (2008 ــ 2012) شغل منصب المنسق المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى فى سوريا، قبل أن يتولى المهمة نفسها فى اليمن (2012 ــ 2014).
وفى مطلع العام 2014، عُين نائبا لمبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا، ثم اختاره الأمين العام للأمم المتحدة فى ديسمبر من نفس السنة ليكون مبعوثه الخاص لتنسيق جهود مكافحة فيروس «إيبولا» الذى اجتاح دولا عديدة فى غرب أفريقيا.
تعامل ولد الشيخ، وفقا للإعلام المحلى فى موريتانيا، فى مناصبه الدولية المختلفة مع القضايا التى كُلف بها بحرفية الدبلوماسى وعقلية الاقتصادى، فحقق نجاحات فى بعض الملفات الكبرى، من بينها جهوده فى مواجهة «إيبولا». وعُرف بين زملائه ــ وفقا لبعض من عملوا معه ــ بالقدرة على الاستماع، والبحث عن نقاط التلاقى بين الفرقاء، والصبر على التفاوض. ما رشحه بحسب مراقبين، إلى اعتباره أبرز الدبلوماسيين الذين يمتلكون مؤهلات للمساهمة فى حل الأزمة اليمنية.