شهدت منطقة النزهة في ميدان الألف مسكن، بشارع جسر السويس، واقعة إطلاق ضابط شرطة النار بسلاحه الميري على سائق سيارة أجرة، أسفرت عن إصابته بالفخذ الأيسر، بسبب اختلاف سائقين على أولوية تركيب الزبائن من جهه، ورفض الضابط النزول من سيارة المجني عليه واستقلاله السيارة الأخرى.
من جانبه، قرر اللواء مجدي عبد الغفار، وزير الداخلية، إحالة النقيب أحمد سمير نصار، الضابط بالإدارة العامة للمعلومات والتوثيق، إلى النيابة العامة، وإيقافه عن العمل، وإحالته للإحتياط، عقب قيامه بإصابة سائق سيارة أجرة ميكروباص بطلق ناري بالفخذ، إثر حدوث مشادة كلامية بينهما تطورت إلى مشاجرة، بسبب إعاقة السائق للطريق، تدخل على إثرها مجموعة من السائقين لمناصرة زميلهم، حيث قاموا بالتعدي على الضابط وإحداث إصابات به، مما دعاه إلى استخدام سلاحة وإطلاق العيار الناري، وألقت الأجهزة الأمنية القبض على طرفي المشاجرة والسلاح المستخدم، وتحرير المحضر اللازم ونقل المصاب إلى المستشفى، وتم إتخاذ الإجراءات القانونية.
وكشف عدد من جيران الضابط، أنه يتمتع بسمعة طيبة، ولكنهم صدموا بما وقع بينه وبين السائق، وأكدوا أن الضابط والمجني عليه يعرفون بعضهما بإعتبارهما جيران، والاثنين من عائلات كبيرة في منطقة عين شمس.
والتقت «الشروق» بعدد من شهود العيان الذين حضروا الواقعة، فقال «كريم» شاب عشريني صاحب «فرشة أحذية» بميدان الألف مسكن، إنه "في تمام الساعة التاسعة مساءً كان يقف المجني عليه بجوار سيارته الخالية من الركاب يتحدث إلى أحد الأشخاص الذي يستقل سيارته ويأمره بالنزول بالقوة، واحتدمت بينهما المشادة الكلامية التي تحولت إلى مشاجرة، وتبادل الطرفين السباب بالألفاظ الخارجة، فتدخل عدد من السائقين وأصحاب الفرش لفض الاشتباك، وأصابنا الذهول عندما استخدم الطرف الأول -الضابط- سلاحًا ناريًا، وأطلق الرصاص منه صوب السائق «رجب»، وعلمنا أنه ضابط شرطة لأنه كان يرتدي زيًا مدنيا".
وأضاف «كريم» أن "المجني عليه استخدم كرسيًا ليدافع به عن نفسه، فبادره الضابط بإطلاق النار التي أصابته في فخذه، فأسرعنا ناحية المصاب لنقله للمستشفى، والتف عدد من البائعين حول الضابط وتحفظوا عليه في أحد المخازن الخاصة بالبضاعة، حتى حضر ضباط الشرطة الذين اصطحبوا المتهم للقسم".
وقال سعيد عرابي، أحد السائقين وصديق المجني عليه، إن "الضابط كان يرتدي زيا مدنيا ويستقل سيارة «رجب»المجني عليه، وأمره بأن ينقله لمنزله بعد طلبه بالإسراع، قائلا: إنه مستعجل، لكن السائق رفض المثول لأمره، تبادل الاثنان على إثرها ألفاظ وشتائم، نزل الضابط من السيارة وأخرج سلاحه الميري فقابله المجني عليه بكرسي حديدي ليدافع به عن نفسه، الذي تلقي الطلقة التي خرجت من سلاح الضابط فاخترقت الكرسي وأصابت السائق بالفخذ الأيسر، فهرولت إليه وحملته، وأسرعت به لمستشفى هليوبلس التي رفضت استقبال الحالة ونقلته لمستشفى الدمرداش، وأخبرني الطبيب أن الطلقة مرت من أعلى الفخذ الأيسر، واصطدمت بالخصيتين، ومن المقرر أن تجرى له جراحة عاجلة حتى يتماثل للشفاء".
وأوضح بائع بأحد الأكشاك أنه "سمع صراخا من سيدة تحذر من إطلاق نار، وعندما توجه لمكان الحادث وجد مجموعة من المواطنين يمسكون بضابط شرطة يرتدي زيًا مدنيًا، واستولوا على سلاحه الميري، بعد أن أطلق النيران على سائق ميكروباص".
وشهد محيط ميدان الألف مسكن، تجمع عدد من السائقين وأقارب المجني عليه؛ الذين أعربوا عن غضبهم لإصابة السائق مطالبين بتطبيق القانون على الجميع.
من جانبها، أمرت نيابة حوادث شرق القاهرة الكلية برئاسة المستشار محمد الجرف، وبإشراف المحامي العام الأول لنيابات شرق القاهرة، المستشار محمد عبد الشافي، باستعجال تحريات المباحث حول الواقعة، واستدعاء شهود العيان للاستماع لأقوالهم، وأصدرت قرارا بالتحفظ على السلاح الشخصي للضابط وانتقلت لمعاينة موقع الحادثة لرصد وجود كاميرات مراقبة سجلت الواقعة.
وكان قد تلقى قسم شرطة النزهة بلاغًا من الأهالي، يفيد بإصابة أحد السائقين بطلق ناري بالفخذ الأيسر على يد أحد الضباط، بعد مشاجرة نشبت بينهما، على الفور انتقلت الأجهزة الأمنية، وتحفظت على الضابط، وأمرت بنقل المصاب للمستشفى لتلقي العلاج، وتحرر محضر بالواقعة، وأحيل للنيابة التي تولت التحقيق.
