جارديان: كانبرا اعترضت على مسودة تقرير حول تغير المناخ بدعوى إضراره بالسياحة فى البلاد

كشفت صحيفة «جارديان» البريطانية، أمس، أنه تم حذف أى إشارة إلى دولة أستراليا من الصيغة النهائية لتقرير مهم للأمم المتحدة حول تغير المناخ بعد اعتراض الحكومة الإسترالية على المعلومات الواردة فيه، بدعوى أنها قد تضر بحركة السياحة فى البلاد.
وأوضحت الصحيفة أن التقرير المعنون «التراث العالمى والسياحة فى مناخ متغير»، الصادر عن منظمة الأمم المتحدة لتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة واتحاد العلماء المعنيين، كان مسودته تضمن فصلا رئيسيا متعلق بالحاجز المرجانى العظيم فى أستراليا، وكذلك أجزاء عن حديقة كاكادو وغابات تسمانيا (جنوب شرق).
وقالت الصحيفة إنه «عندما أطلعت وزارة البيئة الأسترالية على مسودة التقرير، اعترضت على تلك الأجزاء، فقام اليونيسكو بحذف أى ذكر لأستراليا من النسخة النهائية للتقرير.
وأضافت الصحيفة أنه لم يتم حذف أى أجزاء عن أى بلد آخر، وباتت أستراليا القارة الوحيدة المأهولة بالسكان على وجه الأرض التى لم تذكر فى التقرير.
وحول أسباب الاعتراض على مسودة التقرير، قال المتحدث باسم وزارة البيئة الأسترالية إن «الوزارة وجدت أن الإدارة المختصة بصياغة التقرير خلطت بين مسألتين، وهما مواقع التراث العالمى المهددة بالمخاطر الناجمة عن تغير المناخ والسياحة».
وفى المقابل، أكدت مسودة التقرير أن اختيار دراسات الحالة جاء بناء على تمثيلها الجغرافى وأهميتها للسياحة والأدلة الدامغة حول تأثير تغير المناخ عليها.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحاجز المرجانى العظيم يمر بأسوأ أزمة على مر التاريخ نتيجة لتغير المناخ والظواهر الجوية الآخرى، لافتة إلى أن ارتفاع درجة حرارة المياه تسببت فى ابيضاض 93% من الشعاب المرجانية بالحاجز، كما يعتقد العلماء بموت نحو نصفها فى الجزء الشمالى منه.
وتحدث عملية الإبيضاض، بحسب الصحيفة، عندما ترتفع درجة حرارة المياه أكثر من المعدل الطبيعى، فتقوم الشعاب المرجانية بشكل دفاعى بطرد الطحالب التكافلية والملونة التى تمدها بالأوكسجين الضرورى للبقاء على قيد الحياة.
بدوره، استنكر ويل ستيفن، الأستاذ الفخرى فى الجامعة الوطنية الأسترالية ورئيس المجلس الأسترالى للمناخ، تصرف حكومة كانبرا ووصفه بأنه يشبه تصرفات الاتحاد السوفيتى السابق.
وقال ستيفن: «لقد قضيت جانبا كبيرا من حياتى المهنية فى العمل على الصعيد الدولى، ونادرا ما رأيت تصرف كهذا»، مضيفا «ربما رأيت مثل تلك التصرفات من الاتحاد السوفيتى السابق، حيث حجب المعلومات التى لا تروق له. ولكن فى الديمقراطيات الغربية لم يحدث ذلك من قبل».
وذكرت الصحيفة فى ختام تقريرها بأن هذه الأنباء تأتى بعد أقل من عام على نجاح الحكومة الأسترالية فى الضغط على اليونسكو لعدم تصنيف الحاجز المرجانى العظيم ضمن قائمة «مواقع التراث العالمى المهددة بالخطر».