الحلاج.. شهيد العشق الإلهى - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 7:50 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الحلاج.. شهيد العشق الإلهى

كتب ــ محمود هاشم:
نشر في: الإثنين 28 مايو 2018 - 9:57 ص | آخر تحديث: الإثنين 28 مايو 2018 - 9:57 ص

«ما لى وللناس، كم يلحوننى سفها، دينى لنفسى، ودين الناس للناس»، لم يقع هذا البيت الشعرى ــ وغيره ــ وقعا حسنا على صاحبه، بل كان سببا فى مقتله بطريقة أشد بشاعة مما يتخيل كثيرون، ليس لشىء إلا لأنه كان يرى الحب الإلهى بطريقة لم يعهدها أبناء عصره، فـ«قلوب العاشقين لها عيون، ترى ما لا يراه الناظرون».

«أنا من أهوى ومن أهوى أنا، نحن روحان حللنا بدنا، فإذا أبصرتنى أبصرته، وإذا أبصرته أبصرتنا»، لم يكن الحسين بن منصور «الحلاج» متصوفا عاديا، بل كانت له خلافات مستمرة مع أعلام الصوفية فى عصره، فبينما كانوا هم يبتون أمرهم على كتم مشاعرهم ووجدهم وأسرارهم، ويفضلون العزلة على الناس، سائرين على مبدأ «دع الخلق للخالق»، كان هو يفضل الجهر بهذه التجليات إلى العامة، لعلهم ينتفعون بها.

كان الحسين بن منصور يتجول فى البلاد والأسواق، فينتقد الأوضاع السائدة فى عصره، حتى أنه أشيع عنه وقوفه مع ثورات الزنج والقرامطة ضد الخليفة العباسى، نظرا للمعاملة القاسية التى كانوا يلقونها حينها من الدولة، كما كان دائم الحديث عن إصلاح أحوال العباد والحكام، فأوغر ذلك عليه الصدور، ودبرت له مكيدة، حوكم على إثرها محاكمة صورية، وتم اتهامه بالإلحاد والزندقة.
لم يكن الحلاج يتحدث حديثا يفهمه العامة، لكنه كان كذلك فى وقت محاكمته، حينما اتهم بالسحر والزندقة وادعاء الألوهية وحمل الرسالة، فقال «ما لكم أن تتهمونى بما يخالف عقيدتى، ومذهبى السنة، فالله الله فى دمى».

لكن ذلك لم يمنع الخليفة العباسى المقتدر بالله من الحكم بصلبه حيا أياما متتالية، لينادى عليه بما ذكر عنه، ثم يعود ويسجن، ينزل من حبس إلى حبس حتى انتهى إلى دار السلطان، فناصره غلمان السلطان حتى صاروا يدافعون عنه، كما كان يعظ السجناء فى محبسه، ما دفع المقتدر إلى تدبير محاكمة له، حكم عليه على إثرها بالجلد ألف سوط، وقطع يديه ورجليه، وحرق جثته، ورمى رمادها فى نهر الفرات، وتعليق رأسه بباب الكرخ، بعد أكثر من 9 سنوات من سجنه.

رأى الحسين بن منصور التصوف جهادا للنفس، وبثا لروح الثورة ضد الظلم والطغيان، واتصاله بالزنج والقرامطة أكبر دليل على ذلك، كان يرى الله بعين العاشق لا بعين العابد، لكن ذلك ضيق صدور الكارهين قاده إلى حتفه، وعنه قال الإمام الصوفى عبدالقادر الجيلانى «لم يكن فى زمانه من يأخذ بيده، ولو أدركته لأخذت بيده».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك