بعد أكثر من 50 عامًا من الصراع المسلح مع الحكومة الكولومبية، سلم المتمردون اليساريون من جماعة القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) رسميا جميع أسلحتهم، وفقا لاتفاق السلام الموقع مع الحكومة العام الماضى.
وتمت عملية التسليم فى احتفال رسمى، اليوم، فى كولومبيا حضره الرئيس خوان مانويل سانتوس وزعيم (فارك) رودريجو لوندونو فى معسكر بالقرب من بلدية ميسيتاس فى مقاطعة ميتا.
وقال لوندونو خلال مراسم فى وسط البلاد التى كانت لأعوام معقلا لفارك وارتكبت فيه الجماعة عدة جرائم عنيفة: «وداعا للأسلحة، وداعا للحرب، مرحبا بالسلام».
وأكد رئيس بعثة الأمم المتحدة جان آرنو، أن مسلحى فارك البالغ عددهم 6803 مسلحين سلموا ما إجماليه 7132 قطعة سلاح مسجلة سابقا. وقال سانتوس على موقع التواصل الاجتماعى تويتر: «التزمت فارك بقول الحقيقة وتقديم التعويضات.. سيكون هناك عدالة وضمانات لجميع الضحايا».
يذكر أن الأسلحة التى تم جمعها سيتم صهرها وصنع نصب تذكارى للسلام منها فى كولومبيا وفى الأمم المتحدة بنيويورك وفى هافانا التى استضافت مفاوضات السلام لمدة أربعة أعوام. وقال سانتوس: «بالنسبة لى ولأغلبية الكولومبيين، اليوم هو يوم خاص جدا.. يوم لن ننساه أبدا.. يوم تستبدل فيه الكلمات بالسلاح».
تجدر الإشارة إلى أن متمردى «فارك» تجمعوا فى 26 «منطقة سلام» من أجل تسليم أسلحتهم على ثلاث مراحل هذا الشهر فى عملية نزع سلاح أشرفت عليها الأمم المتحدة. ووقع المقاتلون بيانا أعلنوا فيه أنهم لن يعودوا إلى الأسلحة وأنهم سيمتثلون لاتفاق السلام.
وعانت كولومبيا من نزاعات داخلية منذ ستينيات القرن الماضى، حيث خاضت جماعة فارك ومتمردون يساريون آخرون قتالا ضد قوات الجيش والشرطة والميليشيات شبه العسكرية اليمينية.