ألقى الهجوم الالكترونى الذى روع العالم و ضرب نحو 80 مؤسسة اقتصادية فى عدة مناطق فى أوروبا وروسيا والولايات المتحدة بأثره على عدة مؤسسات رسمية وخاصة، وذلك بعد أقل من شهرين على الهجوم الالكترونى الذى هاجم نحو 150دولة فى العالم، فى مايو الماضى.
وكانت الضحية الأولى هذه المرة لفيروس الابتزاز «بيتيا» هى أوكرانيا، حيث استهدفت الهجمات بنوك تجارية، ومؤسسات رسمية وخاصة، والشركة الموزعة للكهرباء فى البلاد، كما تعرضت المحطة النووية فى مدينة تشرنوبل شمالى البلاد للهجوم، مما أسفر عن تعطيل أنظمة التشغيل وتم اللجوء لعدادات يدوية.
كما لم ينج مطارالعاصمة كييف الرئيسى،«بوريسبيل»، الذى أعلن أن تأخيرا قد يصيب بعض الرحلات، وحتى شبكة الإنترنت التى تستخدمها الحكومة لم تعد متوافرة، بحسب نائب رئيس الوزراء الأوكرانى.
من جهته، حمل مستشار وزير الداخلية الأوكرانى، روسيا مسئولية الهجمات الإلكترونية، ووصفها بالأسوأ فى تاريخ البلاد.
وانتقل الفيروس ليضرب الولايات المتحدة إحدى أكبر شركات الأدوية فى العالم، ميرك، فيما أشارت شبكة «سى.إن.إن» أن المهاجمين أصبحوا أكثر تطورا ويمكنهم إنشاء البرامج الضارة فى وقت أسرع، واستخدام العملات الرقمية المجهولة مثل «بيتكوين» لطلب فدية وتوظيف أدوات القرصنة القوية. 
كما تعرضت روسيا نفسها للهجوم الإلكترونى، إذ أعلنت عملاقة النفط الروسى، شركة «روزنيفت»، أنها تعرضت لمحاولة اختراق إلكترونى تسبب فى حجب موقعها الإلكترونى، كما أعلن المصرف المركزى الروسى تعرض أجهزة الكمبيوتر فى بنوك روسية لهجمات إلكترونية.
ومثل فيروس «واناكراى» الذى ضرب أكثر من 150 دولة منذ نحو 401 يوما، فإن فيروس «بيتيا» يغلق أنظمة الكمبيوتر، ويطالب بدفع فدية بالعملة الرقمية «بيتكوين» لإعادة فتحه مرة أخرى.
وفى ألمانيا، وقعت شركات ضحية الهجوم العالمى، فيما دعت برلين مواطنيها للإبلاغ عن أى مشكلات إلكترونية، وعدم الرد على طلباتِ دفع المال.
أما فى بريطانيا، فقد أعلنت شركة «دبليو بى بى» العملاقة للدعاية تعرضها للهجوم، مما حجب موقعها عن شبكة الإنترنت. وقالت الشركة على صفحتها على موقع التدوينات القصيرة «تويتر»: إن «أنظمة تكنولوجيا المعلومات فى العديد من الشركات التابعة للشركة تأثرت بالهجوم الإلكترونى ونتخذ الاجراءات المناسبة وسنعلن عن آخر التفاصيل فى أسرع وقت ممكن».
وفى النرويج، أعلنت سلطة الأمن القومى، أن هجوما إلكترونيا ينتشر فى البلاد، أصاب شركة دولية لم يعلن اسمها.
كما عانت شركة الشحن «إى بى مولرميرسك»، الدنماركية انقطاعا فى نظامها الإلكترونى.
وفى فرنسا، تعرضت عدة شركات ومؤسسات اقتصادية للفيروس من بينها شركة الصناعات الفرنسية «سان جوبان». وقال سكرتير الدولة الفرنسى للتكنولوجيا الرقمية، منيرمحجوبى، إن مستوى الهجوم الالكترونى غير مسبوق موضحا أن «الهجوم استهدف مؤسسات صناعية آلية تعتمد بشكل مباشر على شبكات ذكية».
وحول الاجراءات التى اتخذتها الحكومة الفرنسية للتصدى للهجمات أوضح محجوبى «لدينا فريق كامل يعمل على تحليل مصدر هذه الهجمات ومحاولة التصدى لها»، مضيفا أن «الأجهزة الحساسة فى الدولة محمية من هذا النوع من هذه الهجمات عالية المستوى».