«ياريت ينفع أموت وهو يرجع للدنيا تانى» بهذه الأمنية المستحيلة استهل «أحمد.ع» حديثه عن فلذة كبده الذى يحترق قلبه من فراقه.. ومازال الوجع يمزقه صباح مساء.. ويتمنى لو أن طلقة مماثلة للطلقة التى اخترقت جسد ابنه تنهيه من عناء الحياة..
الرجل فى الستينيات من العمر ويعمل فى مصنع بمنطقة مصر القديمة، وكان ابنه الراحل يبلغ 31 عاما ومصدر البهجة فى حياته وكان يعمل سائق ميكروباص فى خط مصر القديمة ــ المترو..
يقول بصوت خافت : «فى اليوم المشئوم كانت الساعة الثالثة عصرا وحان موعد الغداء دخل ابنى غاضبا بوجه عابس وعندما سألته عن سبب غضبه ورفضه تناول الغداء قال «شبعان» ثم نظر إلى أولاده وقام بتقبيلهم وكأنها القبلات الأخيرة ثم قال لى «خلى بالك منهم» وقالى الميكروباص عليه مخالفات فى المرور تبين بعد ذلك أن هذه المخالفات وصلت لـ 31 الف جنيه بعد أن فشلت محاولاته فى تسديدها من خلال إقامة معارضة، ثم دخل بعد ذلك حجرته وأغلق على نفسه الباب وبعد لحظات سمعنا من داخل الحجرة صوتا لطلقات نار ففزعنا وتوجهنا ناحيه الحجرة فكسرنا الباب فصدمنا من هول المفاجأة فقد وجدت ابنى غارقا فى دمائه ووجدنا بجوار جثته سلاح فرد «خرطوش» تم نقله بعد ذلك لمستشفى القصر العينى الفرنساوى ولكنه لقى مصرعه فور وصوله للمستشفى.
وأضاف والد الضحية: «ابنى كان فى حالة نفسية صعبة للغاية وهو ما أدى به للوصول لقمة اليأس من الحياة فأطلق على نفسه الرصاص مع العلم أن الخرطوش فى كثير من الحالات بحسب كلام الأطباء لا يميت لكنه أطلق على نفسه الرصاصة عن قرب نحو قلبه فتسببت فى انفجار بداخل الجسم والشريان المتصلة بالقلب فلقى مصرعه فى الحال».
كان والد الضحية قال فى أقواله فى النيابة: «مفيش حد قرب منه.. هو الكبير وكان عائلا للبيت ولكنه ضرب نفسه عندما علم بأن الديون قد تودى به للسجن فى حالة عدم سدادها».
يذكر أنه تم تحرير محضر بالواقعة رقم 3737 لسنة 2014 بقسم مصر القديمة بعد أن تلقى مأمور قسم مصر القديمة إخطارا من مسشفى قصر العينى الفرنساوى باستقبال «محمد.أ» سائق يسكن بشارع عمر بن العاص بمنطقة مصر القديمة مصابا بطلق خرطوش عن قرب تسبب بانفجار داخل الجسم ولقى مصرعه وفور وصوله إلى المستشفى تم تحرير محضر بالواقعة. وأمرت نيابة مصر القديمة بتشريح الجثة.