فى الوقت الذى تسيطر فيه حالة من الترقب على دفاع المتهمين، ومحامى أسر الشهداء فى قضية «القرن»، انتظارا لصدور الحكم غدا السبت، أشاد الجميع بالمحكمة وبحسن إدارتها لجلسات القضية، ومنح جميع الأطراف حقهم كاملا فى المرافعة والدفاع عن نفسه.

كما اتفق جميع المحامين على أن القضية أمام سيناريوهات مفتوحة، وكل الأحكام متوقعة، ربما تأتى بالإدانة فى بعض الاتهامات والبراءة فى أخرى، وربما تأتى ببراءة كاملة أو إدانة كاملة، لذا فلن تكون هذه الجولة هى الأخيرة فى محاكمة القرن، وسيتم الطعن على الحكم من الطرفين أو من أحدهما.

ويحاكم فى القضية الرئيس الأسبق حسنى مبارك، ونجلاه علاء وجمال، وصديقه رجل الأعمال حسين سالم، ووزير داخليته حبيب العادلى و6 من كبار مساعديه، بقتل المتظاهرين فى 25 يناير، وارتكاب جرائم فساد مالى.

وقال المحامى عصام البطاوى، دفاع اللواء حبيب العادلى الذى حكم عليه بالمؤبد فى الدرجة الأولى، إن قرار المحكمة السابق بمد أجل الحكم وعرضها لأحراز القضية أثار الشكوك حول إفصاح المحكمة عن عقيدتها واتجاهها نحو الحكم بالإدانة، مشيرا إلى أن كل احتمالات الحكم واردة سواء كانت بالإدانة أو بالبراءة، مؤكدا ثقته فى براءة موكليه العادلى، واللواء إسماعيل الشاعر مدير أمن القاهرة الأسبق.

وأكد البطاوى أن المحكمة أعطت الدفاع حقه كاملا، وأنه فى حال صدور حكم بالبراءة لجميع المتهمين، فإنه سيكون ثبت فى عقيدتها ما ورد على ألسنة الشهود من السياسيين والعسكريين الذين عاصروا الأحداث، وما جاء فى مرافعة الدفاع بأن مبارك والعادلى ومساعديه لم يتآمروا أبدأ لقتل المتظاهرين، وأن أحداث العنف خلال ثورة 25 يناير تسببت فيها جماعة الإخوان، التى استغلت الأحداث للانقضاض على الدولة.

وأضاف البطاوى: أما إذا جاء الحكم بإدانة المتهمين فتكون المحكمة اقتنعت بالاتهامات الواردة فى أمر الإحالة بثبوت جريمة الاشتراك أو التحريض أو المساعدة على قتل المتظاهرين، أو عدم تنفيذ المتهمين بالمهمة المكلفين بها دستوريا بحفظ الأمن واتخاذ التدابير والاحتياطات اللازمة لحماية الوطن والمواطنين، مؤكدا أنه فى هذه الحالة فلن يكون أمامه سوى الطعن للمرة الأخيرة على الحكم أمام محكمة النقض.

وتوقع المحامى سعيد منسى دفاع اللواء عمر الفرماوى مدير أمن أكتوبر الأسبق، الذى حصل على البراءة فى الدرجة الأولى، إدانة بعض المتهمين فى الوقائع الخاصة بقتل المتظاهرين، مشيرا إلى أنه على الرغم من أن أقوال الشهود من السياسيين والعسكريين المعاصرين للأحداث برأت جميع المتهمين من أول مبارك حتى آخر متهم، إلا أنه من حق المحكمة أن تأخذ من هذه الأقوال ما تشاء وتطرح منها ما تشاء، وفقا لما يطمئن إليه ضميرها، موضحا أن القضية تضم الكثير من الأوراق ولا تقتصر فقط على أقوال الشهود.

وأشاد منسى بدور المحكمة خلال الجلسات، مؤكدا أنها لم تترك صغيرة أو كبيرة متعلقة بالدعوى إلا وحققت فيها، وكان ذلك من أجل الوصول إلى الحقيقة الكاملة التى تحقق العدالة لجميع الأطراف.

وأوضح أن موكله حصل فى الدرجة الأولى على البراءة من الاتهام الوحيد المنسوب له، وهو جنحة الإهمال والتقصير الذى تسبب فى إتلاف المنشآت العامة، مشيرا إلى أنه ليس هناك أى دليل على هذا الاتهام وأن الفرماوى أدى دوره على أكمل وجه وورد اسمه خطأ فى أمر الإحالة، وهذا ما اقتنعت به الدائرة الأولى التى أصدرت حكما ببراءته.