هنا الرقة.. صفارات إنذار وخنادق للهروب من الغارات - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 7:02 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هنا الرقة.. صفارات إنذار وخنادق للهروب من الغارات

مقاتلات التحالف وروسيا تقصف الرقة ليل نهار
مقاتلات التحالف وروسيا تقصف الرقة ليل نهار

نشر في: السبت 28 نوفمبر 2015 - 10:20 ص | آخر تحديث: السبت 28 نوفمبر 2015 - 10:20 ص

• «داعش» يفرض رقابة على الإنترنت وينقل مقراته لأماكن مكتظة السكان.. وعناصره يختفون تماما مع دوى الصافرات

تؤرق صفارات الإنذار التى نشرها تنظيم «داعش» فى الشوارع وعلى الأبنية، أهالى مدينة الرقة فى شمال سوريا، فى كل مرة تقترب طائرات حربية لقصف مواقع الإرهابيين الذين يبادرون فور سماعها إلى إخلاء مقارهم حتى الترجل من سياراتهم للاختباء.

وتتعرض الرقة، المعقل الرئيسى للتنظيم فى سوريا، لقصف جوى كثيف من طائرات الائتلاف الدولى بقيادة واشنطن لاسيما الفرنسية منها، والطائرات الروسية. وسجل تصعيد فى هذه الغارات بعد حادث تحطم الطائرة الروسية فى سيناء فى 31 أكتوبر، واعتداءات باريس فى 13 نوفمبر، بعد تبنى «داعش» الهجومين.
ويقول تيم رمضان، الناشط فى حملة «الرقة تذبح بصمت» والمقيم فى المدينة، عبر الإنترنت لوكالة الصحافة الفرنسية «صفارات الإنذار موجودة على سطوح الأبنية المرتفعة وفى الساحات والشوارع. حين تدخل الطائرات الحربية مجال الرقة الجوى، تدوى الصفارات لتنبه عناصر التنظيم».
ويوضح أن هؤلاء و«بمجرد سماعهم صفارات الإنذار، يبادرون إلى إخلاء مقارهم فورا. وشوهد بعضهم وهم يترجلون من سياراتهم فى وسط الطريق» للاختباء. ويؤكد ناشط آخر فى الحملة ذاتها يعرف عن نفسه باسم أبو شام الرقة، أنه «كلما حلقت الطائرات يطلقون (عناصر التنظيم) الصفارات لتنبيه المقاتلين والسكان، والمشكلة أن القصف مستمر ليلا نهارا».

وتنشط حملة «الرقة تذبح بصمت» سرا فى المدينة منذ أبريل 2014، وتوثق انتهاكات التنظيم الإرهابى فى منطقة محظورة على الصحفيين. وبادر التنظيم مع ازدياد وتيرة القصف الجوى فى الأسابيع الاخيرة، وفق ناشطين فى المدينة، إلى اتخاذ تدابير جديدة أو تحديث اجراءات سابقة لحماية عناصره ومقاره.
ويشير رمضان إلى «لجوء التنظيم إلى الخنادق، وقسم منها عبارة عن سراديب تحت الأرض كانت موجودة، وقسم ثان جديد تم حفره وتجهيزه». وبحسب أبو شام، «نقل التنظيم جميع مقاره التى كانت موجودة على أطراف المدينة إلى الأحياء السكنية المكتظة» بعد استهداف عدد من هذه المقار.
ويشير الباحث هشام الهاشمى إلى أن «داعش» نقل أخيرا «مخازنه إلى الأحياء السكنية وقام بإفراغ معسكرات التدريب وخصوصا معسكرى الكرين والرصافة، والاعتماد على الأنفاق لعقد الاجتماعات الخاصة». ويضيف أن التنظيم «يعقد اجتماعاته العامة فى المستشفيات والمساجد»، لعلمه أن طائرات الائتلاف والروس لا تستهدف إجمالا هذه الأماكن تجنبا لقتل مدنيين.

ويقول الهاشمى المتابع عن قرب لتحركات المجموعات الجهادية فى سوريا والعراق، إن التنظيم أقدم أيضا على «نقل كتيبة تبوك التى تتولى تنفيذ العمليات الخاصة وغالبية عناصرها من الأوزبك والقوقاز، من الرقة إلى العراق وتحديدا إلى القائم». ويشير إلى أن قيادات التنظيم يستخدمون «البريد المشفر والشفهى» فى ما بينهم لإصدار التعليمات بهذه الإجراءات وغيرها.
وكان مدير المرصد السورى لحقوق الإنسان رامى عبدالرحمن، أكد إخلاء التنظيم عددا من مقاره ونقل بعضها إلى الأحياء السكنية المكتظة، بالإضافة إلى نقل عدد كبير من مقاتليه من سوريا إلى العراق.
وأوقف التنظيم، وفق الهاشمى، «نقل المنتجات النفطية بالصهاريج الكبيرة التى تصل سعتها إلى 36 ألف لتر، وبات يستخدم صهاريج سعتها أربعة آلاف ليتر» بعد استهداف مئات شاحنات النفط التابعة له أخيرا من طائرات الائتلاف وروسيا فى الرقة ودير الزور «شرق» حيث يسيطر على معظم الحقول النفطية الموجودة فى هذه المحافظة الغنية بالنفط.

وتطال إجراءات تنظيم «داعش» المدنيين، فقد نصب أخيرا حواجز جديدة فى مدينة الرقة يعمد عناصرها إلى تدقيق مشدد فى هويات المارة. وينفذ التنظيم، وفق أبو شام، «مداهمات ليلية لمقاهى الإنترنت ويحقق مع كل الأشخاص الذين يشك فى أمرهم». ويشير الهاشمى إلى «نشر التنظيم جواسيس لمعرفة من يستخدم الإنترنت» فى هذه المقاهى، وفق الوكالة الفرنسية.

ويشير الهاشمى إلى «تأجيل محاكمات وإعدامات» جراء كثافة الغارات الأخيرة. ويؤكد ناشطون محليون، أن «رجال الحسبة يخففون من تنقلاتهم أثناء الغارات»، ما يعطى أحيانا السكان «وقتا مستقطعا» يتنفسون فيه.
ويقول رمضان «المدنيون والنساء تحديدا يستغلون هذا الغياب لكسب القليل من الحرية، إذ تتمكن الفتاة مثلا من فتح نافذة أو الخروج إلى الشرفة بلا نقاب».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك