جنون الأسعار يطال «الثقافة الجماهيرية».. القراءة ليست «للجميع» - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 8:30 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

جنون الأسعار يطال «الثقافة الجماهيرية».. القراءة ليست «للجميع»

كتب ـ نعمان سمير:
نشر في: الجمعة 29 أبريل 2016 - 9:29 ص | آخر تحديث: الجمعة 29 أبريل 2016 - 9:29 ص

هيئة قصور الثقافة ترفع إيجار قاعات عرض الكتب من 2500 إلى 15 ألف جنيه شهريا
الوزارة تنفى صدور أى أسعار جديدة.. والمستندات الرسمية تؤكد الزيادة
ناشرون يصرخون: كارثة وأزمة مصطنعة

كشف أحد مؤتمرات صناعة النشر أخيرا، أن معدل القراءة فى العالم العربى، وفقا للإحصائيات الحديثة، لم يعد يزيد عن ربع صفحة للمواطن العربى سنويا، يقابله متوسط 11 كتابا سنويا للفرد فى أمريكا، و7 فى بريطانيا، حيث اقتربت عادة القراءة فى العالم العربى من الانقراض، مع الإشارة إلى مستوى ما تقدمه دور النشر والمكتبات، والذى يتركز فى العواصم والمدن الكبيرة فقط.

فى سياق موازٍ، هناك حالة من الترقب والقلق تسود العاملين فى مجالات الطباعة والنشر فى مصر، جراء صدور قرار مفاجئ برفع أسعار إيجار قاعات معارض الكتاب، التى يقوم بعض أصحاب دور النشر بإقامتها فى مختلف القصور التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة، والذى سوف يتم تطبيقه مطلع الشهر القادم، برفع رسوم إقامة المعارض من 2500 جنيه فى شهر، إلى 15 ألف جنيه شهريا، وهو ما نفاه مسئولون بمكتب وزير الثقافة، مؤكدين عدم وجود لائحة بأسعار جديدة صدرت عن وزير الثقافة حلمى النمنم.

وحصلت «الشروق» على عدة مخاطبات صادرة عن بعض قصور الثقافة، برفع سعر الرسوم، الأمر الذى أدى إلى عزوف العديد من دور النشر عن إقامة معارض وسحب البعض الآخر لمعارضها، حيث جاء فى خطاب صادر عن إقليم شرق الدلتا الثقافى، إلى إحدى دور النشر التى تقيم معرضا بأحد قصورها الأربعة، بأنه «وفقا للائحة المعارض الجديدة الواردة للإقليم بتاريخ 24\4\2016، أنه بدء من 1\5\2016، سيتم التعامل ماليا بشكل جديد وهو مبلغ 500 جنيه لليوم الواحد، أى ما يعادل 15 ألف جنيه شهريا».

وجاء فى خطابات صادرة من المستشار القانونى لمكتب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، موجه لقصر ثقافة سوهاج، بأن «دور النشر تحقق قدرا من الكسب المادى والمعنوى من خلال عرض إصداراتها فى قصور الثقافة، بسبب نوعية المترددين عليها، وأن اللوائح المالية مقابل ما تمنحه من إقامة معارض تمنع أى تحصيل مادى نظير إقامة المعارض، وأنه يتم دعم الموقع بـ2500 جنيه دعما عينيا، ما لا يتعارض مع الأنشطة الرئيسية بالفرع، مع تعميمها على باقى المواقع»، ثم طلب الخطاب أن يتم التأجير بمبلغ 500 جنيه للغير حكومى فى اليوم و400 للحكومى.

وقال مصدر مسئول بإدارة المكتباب بالهيئة، إنه يتم أخذ تبرع نقدى منه بقيمة 2000 جنيه شهريا، تم رفعها إلى 2500 جنيه بمخاطبات من الهيئة بعد اجتماعات مجلس الإدارة، مضيفا: «فؤجئنا بصدور الخطاب الأخير الموجه لجميع هيئات الثقافة بأخذ مبلغ 500 جنيه فى اليوم الواحد، وهو ما يعد مخالفا، حيث إن الهيئة العامة لقصور الثقافة خدمية لا تهدف إلى الربح».

فيما تشهد أوساط النشر حالة من الغضب بعد تلك القرارات، حيث أكد عدد من أصحاب دور النشر سحب معارضهم، التى لم تكن توفر ربحا مناسبا لهم، بحسب ما يقول بعضهم إن: «الهدف منها نشر الوعى الثقافى والدعم المعنوى وتوفير نشاط خارجى للمواقع الثقافية، حيث يتم تأجير أماكن غير مستغلة، وتصفية إصدارات سابقة أيضا، وعرض الجديد وتوصيل كتاب رخيص الثمن للمواطن فى محافظته»، مشيرين إلى أن التكلفة الجديدة مرتفعة بشكل مبالغ فيه.

وأضاف بعض أصحاب دور النشر، أن عدد المكتبات لا يتناسب مع عدد المواطنين، ما يؤدى إلى تراجع معدلات القراءة وتوزيع دور النشر، موضحين أن المكتبات غالبا ما تتركز فى العواصم والمدن الكبيرة، وقيام عدد من دور النشر بإقامة معارض للكتب بتلك القصور يساهم فى الحفاظ على الكتاب، ونشر الوعى الثقافى، و«أن ما حدث يتسبب فى هدمه ويعد كارثة تقضى على ما تبقى من دور نشر، واصطناع أزمة فى صناعة النشر ووضع معوقات جديدة فى طريق تسويق الكتاب».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك