من يقف خلف قنوات القرصنة؟ - بوابة الشروق
الثلاثاء 16 أبريل 2024 12:36 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

من يقف خلف قنوات القرصنة؟

من يقف خلف قنوات القرصنة
من يقف خلف قنوات القرصنة
تقرير ــ حاتم جمال الدين:
نشر في: الجمعة 29 مايو 2015 - 9:06 ص | آخر تحديث: الجمعة 29 مايو 2015 - 1:24 م

• صفوت العالم: نتيجة طبيعية لإنتاج سينمائى هابط وتحكم الوكالات فى سوق الإعلان

• طارق الشناوى: عدم تفعيل القوانين وغياب ثقافة حرمانية السطو على حقوق الملكية الفكرية

من يقف خلف قنوات القرصنة؟ سؤال طرح نفسه بقوة على هامش اجتماعات المؤتمر الخامس للتحالف ضد القرصنة، والذى اقيم هذا الاسبوع برعاية من مدينة الانتاج الاعلامى، وطالب فى توصيات الجلسة الختامية بضرورة قيام شركات الاقمار الصناعية بحصر هذه القنوات والتنبيه عليها بتوفيق اوضاعها خلال شهر.

وعلى مدى الاسبوع الحالى تابعت «الشروق» مجموعة من تلك القنوات التى تعرض افلاما مصرية على مدى 24 ساعة، والتى حملت اسماء شعبية مصرية مثل: توك توك، وشنبو، وعفروتو، ودربكا، وسينما شبرا، والزعيم، والبيت بيتك، وسينما دوللى، إضافة إلى سينما هوليوود، ومترو العرب، وليالى.
انفردت بعض تلك القنوات بالعرض التليفزيونى الاول لأعمال فنية انتهى عرضها فى دور السينما بفترة قليلة، ومنها «الفيل الازرق» بطولة كريم عبدالعزيز ونيللى كريم وإخراج مروان حامد، «وقط وفار» بطولة محمود حميدة ومحمد فراج، «الحرب العالمية الثالثة» بطولة شيكو وهشام ماجد وأحمد فهمى وعلاء مرسى، و«الجزيرة 2» بطولة احمد السقا وهند صبرى، «النوباتشى» بطولة محمود عبدالمغنى وهالة صدقى، و«حلاوة روح» بطولة هيفاء وهبى وباسم سمرة ومحمد لطفى، و«حماتى بتحبنى» بطولة حمادة هلال وميرفت امين وسمير غانم، و«بتوقيت القاهرة» بطولة نور الشريف وميرفت امين،.. وغيرها.

وبصرف النظر عن جودة نسخ الافلام المعروضة، وكم الفواصل الاعلانية والتى تمثل نسبة تتجاوز الـ 50% من مساحة البث على بعض هذه القنوات، فإن تلك القنوات اكتسبت مساحات واسعة على الشاشة العربية، وربما اهتمام المشاهد بها، واصبحت مقصدا مهما لنوعية خاصة من الاعلانات.
ومن اللافت للنظر هو تكرار إعلانات بذاتها على عدد كبير من هذه القنوات ومنها حملات الترويج العقارى لوحدات شاطئية، وإحدى شركات المياه الغازية والتى تتواجد بإعلاناتها على هذه القنوات أكثر من تواجد منتجها فى الاسواق، كذلك عدد من المطاعم التى افتتحت سلاسل لها فى الفترة الاخيرة.
إعلانات الـ«تى فى شوب» والتى تحتل مساحات كبيرة فى معظم هذه القنوات، والتى تجاوزت المنتج الحصرى من البضائع التى لا تتوافر فى الاسواق إلى الاجهزة المنزلية والمفروشات، إضافة إلى إعلانات المحمول من الدرجة الثانية، وسوق المستعمل فى مجال الكمبيوتر.
وتتجاوز بعض القنوات حدود السلع التقليدية من اجهزة رياضة ورنات وبرامج المحمول إلى الترويج للأعشاب، وعقاقير التخسيس ومواد التجميل والمنشطات الجنسية، اضافة إلى الاستشارات عبر الهاتف فى المسائل الاجتماعية والجنسية وامور الشعوذة والسحر.
قناة حلاوة روح التى انطلقت بعرض فيلم «حلاوة روح» فى اعقاب منع عرضه فى دور السينما بقرار من رئيس الوزراء، استطاعت ان تحقق انتشارا واسعا جعلها محطا لإعلانات ترويج افلام سينمائية يتم عرضها فى دور السينما، كما تستغلها حاليا شبكات لقنوات فضائية اخرى فى الإعلان عن مسلسلات رمضان المقبل فى ظاهرة تعد هى الاولى من نوعها فى عالم الفضائيات العربية.

وحول هذه الظاهرة يقول د. صفوت العالم استاذ الاعلام بجامعة القاهرة انها نتيجة طبيعية لسيطرة وكالات الإعلان فى السوق، وتلك الوكالات بطبيعتها تسعى إلى تحقيق اكبر انتشار للمنتج المراد ترويجه باقل تكلفة ممكن، وهو ما يمكنه تحقيقه من خلال عرض الاعلان على هذه القنوات التى تكون بالضرورة اقل تكلفة، وذلك بحكم انها لا تدفع مقابل مواد للمواد التى تعرضها.

صفوت العالم

ويصف العالم على ظاهرة القرصة على الافلام بأنها نتيجة وليست بداية للمشكلة، مؤكدا ان هبوط مستوى الافلام، ومخاطبتها للغرائز عبر مشاهد العرى والعنف والمخدرات فتح الباب لقنوات تقوم على الاستفادة من ولع الشباب بمتابعة هذه الافلام.
وعلق قائلا ان سعى قنوات القرصنة وراء الافلام الهابطة لا ينفى استغلالهم لأفلام ذات مستوى فنى جيد طالما حققت نجاحا جماهيريا فى دور العرض، ضاربا مثلا بفيلمى «الفيل الازرق» و«بتوقيت القاهرة» اللذين تم السطو عليهما من قبل بعض القنوات.
وحمل استاذ الاعلام السينمائيين مسئولية هذه الظاهرة، قائلا إن بداية المواجهة مع القرصنة تبدأ من انتاج افلام تؤكد على القيم الحقيقية للفن الجاد، قبل البحث عن أموال الفضائيات، مؤكدا ان الخسائر التى تنتج عن ترسيخ قيم الرقص والاباحية والعنف اكبر ضررا على المجتمع من خسارة الأموال.
ويرى رئيس غرفة صناعة السينما مشكلة القرصنة على الأفلام من زاوية أخرى، وهى حجم الخسائر التى تتسبب فيها الظاهرة، مشيرا إلى وجود 74 قناة تقوم بسرقة التراث من الافلام القديمة منذ 2005 وحتى 2010، وفى ظل تراجع المسئولين فى مواجهتها بدأت تلك القنوات اعتبارا من 2004 فى سرقة الانتاج الحديث من دور العرض، وهو ما أثر بشكل كبير على إيرادات شباك التذاكر، وانخفضت الإيرادات بنسبة 90 %.

وعلى صعيد آخر اكدت الشركة المصرية للأقمار الصناعية «نايل سات» فى اكثر من بيان رسمى صادر عن إدارتها بأن القمر المصرى لا يحمل أى قناة تقوم بالقرصنة على الانتاج السينمائى والدرامى، واوضحت الشركة ان هناك اقمارا اخرى تبث قنواتها عند المدار 7 درجات غرب، هو نفس المدار الذى يبث عليه القمر المصرى قنواته، ولذلك يتم استقبال هذه القنوات على «ريسيفر» النايل سات.

ويرجع الناقد طارق الشناوى مشكلة القرصنة لثقافة المجتمع التى لا تجرم سرقة عمل فنى، ومن هنا فإن المسئولين لا يتعاملون مع الازمة بالجدية المطلوبة، لان سرقة أغنية او فيلم لا تقاس على من يسرق محفظة.
واشار إلى ظاهرة بيع «سيديهات» لنفس الافلام التى تعرض فى دور العرض امام باب السينما على مرأى ومسمع من المسئولين، ولكن لا احد يحرك ساكنا، والناس تشترى الـ «سى دى» نظير 2 جنيه بدلا من شراء تذكرة بثلاثين جنيها.
وطالب الشناوى بضرورة ترسيخ ثقافة احترام الملكية الفكرية، وترسيخ فكرة أن من يسطو على عمل فنى فإنه فى حقيقة الامر يسرق اموال المنتج الذى ينفق على هذا العمل ليخرج فى شكلة النهائى، مؤكدا ضرورة تفعيل قانون الملكية الفكرية وتطبيقة بكل حزم.

طارق الشناوي

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك