تركز نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال الأسبوع الماضي، في لقاءات من أجل جذب الاستثمارات الأجنبية، والعمل على تنشيط الاقتصاد، وإقامة مشروعات جديدة في مجال الطاقة، وتوفير النقد الأجنبي والسلع الأساسية خاصة مع اقتراب شهر رمضان.

واستهل الرئيس السيسي، نشاطه الأسبوعي، بالمشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي الخاص بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذي عقد بمنطقة البحر الميت بالأردن، وألقى كلمة أكد فيها أنه "لن يتحقق القضاء على الفقر إلا من خلال تنمية اقتصادية وصناعية قوية وشاملة، مرنة ومستدامة، تضع ضمن أولوياتها رعاية الصناعات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة باعتبارها أحد أهم عناصر تحقيق التنمية الشاملة، والتي يمكن أن تفجر طاقات الإبداع والابتكار، وتعمل على توفير وظائف جديدة لاستيعاب جزء كبير من العمالة ومواجهة ظاهرة البطالة خاصة في أوساط الشباب".

كلمة السيسي في المنتدى الاقتصادي بالأردن

وعلى هامش المنتدى، عقد الرئيس السيسي عدة لقاءات من بينها اجتماع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حيث أكد له أن "القضية الفلسطينية ستظل على رأس أجندة السياسة الخارجية المصرية"، وبحث معه آخر المستجدات بالنسبة لتطورات الأوضاع في الضفة الغربية وقطاع غزة.

كما التقى الرئيس بعدد من المسؤولين العراقيين من بينهم إياد علاوي نائب الرئيس، ومسعود برزاني رئيس إقليم كردستان، وسليم الجبوري رئيس البرلمان، وأكد لهم استعداد مصر لتقديم كل الدعم لاستعادة الأمن والاستقرار في العراق.

وفي لقائه مع البروفسير كلاوس شواب المؤسس والمدير التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي، أكد الرئيس حرص مصر على أن تعقد مؤتمرها الاقتصادي بشرم الشيخ بشكل سنوي لبحث التحديات العربية والإفريقية، ووجه إليه الدعوة لحضور حفل افتتاح قناة السويس الجديدة.

وفي السياسة الخارجية، استقبل الرئيس السيسي عبد الله الصايدي المبعوث الشخصي للرئيس اليمني، وذلك بحضور محمد الهيصمي المندوب الدائم للجمهورية لدى جامعة الدول العربية والقائم بأعمال السفارة في القاهرة، الذي عرض آخر المستجدات وتطورات الأوضاع على الساحة اليمنية، وأكد الرئيس حرص مصر على الحفاظ على وحدة الدولة اليمنية وسلامتها الإقليمية وصون مقدراتها من خلال إرساء دعائم الأمن والاستقرار فيها.

 لقاء السيسي والمبعوث الشخصي للرئيس اليمني

واِستقبل الرئيس السيسي، ليون بانيتا وزير الدفاع الأمريكي الأسبق ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأسبق، الذي نوه إلى أن الرئيس السيسي يقود مصر في وقت بالغ الصعوبة ونجح في تجنيبها مخاطر كثيرة، وأكد بانيتا على أن مصر تعد شريكا رئيسيا للولايات المتحدة في المنطقة ويتعين العمل معها بشكل وثيق وتقديم كل أشكال الدعم اللازمة لتحقيق أمنها واستقرارها، لاسيما أن التطورات التي تشهدها المنطقة تعد غير مسبوقة.

ورحب الرئيس بالضيف الأمريكي، مشيداً بعلاقات الشراكة الاستراتيجية التي تجمع بين البلدين، ومنوهاً إلى دور الشق العسكري لهذه العلاقات في تنميتها واستدامتها.

وفيما يتعلق بجذب الاسثمارات الأجنبية، استقبل السيسي وزير الصناعة والتجارة الروسي دينيس مانتوروف، الذي عرض خلال المقابلة عددا من المجالات التي بحثها خلال زيارته إلى القاهرة مع الوزراء المصريين المعنيين بهدف تعزيز وتطوير التعاون بين البلدين، حيث طرح عدة أفكار أهمها إنشاء مركز في مصر لتخزين ونقل وتداول القمح الروسي وتصديره إلى الأسواق المجاورة.

 لقاء السيسي مع وزير الصناعة والتجارة الروسي

كما تحدث الوزير الروسي عن زيادة التبادل التجاري بين البلدين، والذي بلغ 5.5 مليار دولار عام 2014 بزيادة تقدر بنحو 80% مقارنة بعام 2013، وذلك نتيجةً لزيادة الصادرات الزراعية المصرية إلى روسيا.

وأضاف الوزير الروسي، أن هناك العديد من مجالات التعاون الجديدة التي يمكن تطويرها ومن بينها التعاون في مجال إنتاج الدواء، والنقل الجوي لزيادة أعداد السائحين الروس الوافدين إلى مصر الذين بلغ عددهم ثلاثة ملايين سائح في عام 2014.

وعرض الوزير الروسي أيضا التعاون بين البلدين في مجال إنشاء خطوط جديدة لمترو الأنفاق وتصنيع عربات المترو، فضلاً عن إمكانية إنشاء مراكز لتجميع السيارات الروسية في مصر، وتحديث المشروعات التي سبق أن أقامها الاتحاد السوفيتي في مصر.

وأكد الرئيس، خلال اللقاء، ترحيب مصر واستعدادها للتعاون مع الجانب الروسي في مختلف المجالات التي تم طرحها، قائلا إنه يتعين البدء على الفور في الاتفاق على محددات تنفيذها للشروع في تحويلها إلى واقع ملموس يحقق المنفعة المشتركة للبلدين، كما تم خلال اللقاء تناول التطورات الخاصة بإقامة منطقة للتجارة الحرة بين مصر والاتحاد الجمركي الأوراسي الذي يضم كلاً من روسيا، وكازاخستان، وبيلاروسيا، وأرمينيا.

كما استقبل الرئيس السيسي، رئيس قطاع الطاقة والمياه بشركة جنرال إلكتريك ستيف بولز، الذي عرض خلال اللقاء الخطوات التي قامت الشركة باِتخاذها منذ يناير 2015 للمساهمة في تنفيذ خطة الحكومة العاجلة لتوفير الكهرباء، حيث تعتزم الشركة إنتاج 2.6 جيجا وات من الكهرباء خلال الشهور القليلة المقبلة لتضاف إلى الشبكة القومية بما يعادل 10% من إنتاج الكهرباء المتوافرة حالياً في مصر، وبما يماثل حجم الطاقة اللازمة لمليوني ونصف المليون منزل.

 لقاء السيسي مع ستيف بولز

وأشار «بولز» إلى أن المشروع يوفر فرصاً مباشرة وغير مباشرة للعمل تقدر بنحو ستة آلاف وظيفة، وتقوم بتنفيذه شركة مصرية.

وأشاد الرئيس بأداء الشركة وبمعدلات التنفيذ الفائقة، منوهاً إلى أهمية مواصلة العمل بوتيرة سريعة لتفادي زيادة الأحمال في فصل الصيف. وأعرب عن تقديره لاستجابة الشركة لدعوته لضغط وقت التنفيذ فضلاً عن خفض التكلفة مراعاة للأوضاع الاقتصادية في مصر، وهي الاستجابة التي تعكس العلاقات المتميزة بين مصر والولايات المتحدة على المستويين الرسمي والشعبي.

وقد أشار «بولز» إلى أن بنك الصادرات والواردات الأمريكي أبدى استعداده لتقديم تمويل لمصر بقيمة سبعة مليارات دولار لتنفيذ عدة مشروعات، وذلك على فترة سداد تتجاوز اثني عشر عاماً وبأقل سعر فائدة ممكن، وذلك في إطار دعم الولايات المتحدة للجهود التي تبذلها مصر لدفع عملية التنمية الشاملة وتأمين احتياجاتها من الطاقة.

وفي لقائه مع عدد من الوزراء المشاركين بمؤتمر وزراء المياه العرب الذي يعقد دورته السابعة بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة، أكد الرئيس حاجة المنطقة العربية إلى تطوير استراتيجية متكاملة في مجال المياه، لاسيما أن معظم المنطقة العربية يقع في واحدة من أكثر مناطق العالم جفافاً، وهو الأمر الذي يستلزم تعظيم الاستفادة من الموارد المتاحة والاستخدام الأمثل للمياه، وأضاف الرئيس أن تفعيل مثل هذه الاستراتيجية يتطلب جهداً عربياً جماعياً وعملاً مشتركاً.

السيسي ووزراء المياه العرب

وتطرق اللقاء إلى عدد من القضايا المطروحة على الساحة العربية، حيث عَقَّب الرئيس على مداخلات الوزراء مشيراً إلى أن التغلب على التحديات التنموية التي تواجه العديد من الدول العربية سيكون له بلا شك دورٌ مهم في مكافحة التطرف والإرهاب، موضحا أنه يتعين الارتقاء بدرجة الوعي والتعليم في الدول العربية لمواكبة الثورة المعلوماتية الهائلة التي أسفرت عن حراك مجتمعي ضخم.

وعلى صعيد القضايا الداخلية، عقد الرئيس اجتماعا مع القائمين على مشروع إنشاء مراكز للرعاية الشاملة لذوي الاحتياجات الخاصة فكريا، واستمع من القائمين على المشروع لأهم ملامح تصورهم لإنشاء مراكز متكاملة تقدم الرعاية الشاملة لذوي الاعاقات الذهنية وصعوبات التعلم والاضطرابات السلوكية، بالإضافة إلى المصابين بالتوحد الذين يمكن تأهيلهم للعمل في تخصصاتٍ مختلفة داخل وخارج هذه المراكز باندماجٍ كامل مع كافة شرائح المجتمع.

اجتماع السيسي والقائمين على مشروع مراكز الرعاية الشاملة لذوي الاحتياجات الخاصة

وشدد الرئيس على ضرورة عدم عزل ذوي الاحتياجات الخاصة فكرياً، والعمل على دمجهم مع أقرانهم في المجتمع ليتمتعوا بحياة طبيعية تساهم في الارتقاء بمستوى إدراكهم وتُحَسِّن من مهاراتهم.

وعقد السيسي اجتماعا حضره اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية، الذي عرض آخر المستجدات على الساحة الأمنية والإجراءات التي تتخذها وزارة الداخلية بقطاعاتها المختلفة لضبط الحالة الأمنية، والعمل على الوجود الشُرَطي الفعال من خلال استحداث ارتكازات أمنية جديدة في المدن، والطرق، والمحاور، والأكمنة مع إعلان حالة الاستنفار القصوى في كل القطاعات، خاصة تلك التي ترتبط بشكل مباشر بمتطلبات المواطنين وحياتهم اليومية مثل شرطة التموين والمرور.

 لقاء الرئيس السيسي ووزير الداخلية

وأوضح الوزير أن خطة الوزارة الأمنية تشمل متابعة الاختناقات المرورية بمختلف المحاور والطرق ومداخل المدن وتعيين الاعداد الكافية من الضباط والأفراد لتيسير حركة المرور، خاصة في أوقات الذروة وتعزيز إدارات المرور باحتياجاتها من الضباط والأفراد بإشراف المستويات القيادية ميدانياً مع تعزيز الوجود الأمني علي مدي اليوم الكامل.

كما أوضح وزير الداخلية أن شرطة التموين تقوم بدورٍ في إحكام الرقابة على الأسواق ورصد الحالة التموينية ومؤشراتها وحركة تداول السلع ومدى توافرها وكفاية المخزون الاحتياطي من السلع الاستراتيجية ومواجهة حالات حجب بعض السلع وارتفاع الأسعار غير المبررة، خاصة اسطوانات البوتاجاز، وإحكام الرقابة على قطاع المطاحن والمخابز وضمان توفير رغيف الخبز وتيسير حصول المواطنين عليه.

وعقد الرئيس عبد الفتاح السيسي اجتماعا حضره هشام رامز محافظ البنك المركزي، الذي عرض عددا من الموضوعات الخاصة بالأوضاع الاقتصادية الراهنة، لاسيما الجهود المبذولة لتوفير النقد الأجنبي اللازم لتدبير احتياجات المواطنين بمناسبة قرب حلول شهر رمضان.

اجتماع الرئيس السيسي ومحافظ البنك المركزي

كما أشار محافظ البنك المركزي خلال اللقاء إلى أن الإجراءات التي اتخذها البنك بشأن سعر الصرف ساهمت في زيادة الحصيلة الدولارية بالبنوك، لافتًا إلى أن تحويلات العاملين المصريين بالخارج أصبحت داخل المنظومة المصرفية الرسمية لمصر.

كما عرض «رامز» أنشطة القطاع المصرفي ودوره في توفير فرص العمل وتنشيط حركة الأعمال وتمويل الاستثمار بما يساهم في دعم قدرة الاقتصادي المصري، ولاسيما في ضوء التنامي الملحوظ في حجم الاستثمارات المباشرة في مصر في مختلف القطاعات، ونوَّه محافظ البنك المركزي إلى أن القرارات والاجراءات الاقتصادية التي تم اتخاذها كان لها أكبر الأثر في رفع درجة التصنيف الائتماني لمصر من «مستقر» إلى «إيجابي».

وأكد الرئيس السيسي دعم الدولة الكامل للأزهر في تحقيق رسالته السامية بنشر قيم الاسلام المعتدلة وبيان صحيح الدين، وذلك خلال لقائه مع أحمد الطيب شيخ الأزهر.

 السيسي يستقبل شيخ الأزهر

وأشاد الرئيس بالأزهر جامعاً وجامعة، وبدوره التاريخي في نشر قيم الإسلام السمحة المعتدلة، مؤكداً أهمية مواصلة دور الأزهر في تلك المرحلة الدقيقة عبر تصويب الخطاب الديني وتنقيته من أية افكار مغلوطة، بما يساهم في الجهود المبذولة لمكافحة التطرف والإرهاب.

والتقى الرئيس السيسي مجموعة من رؤساء الأحزاب السياسية، ونوه إلى أن مبادرة المشروع الموحد لتعديل قوانين الانتخابات التي وقع عليها ثمانية وثلاثون حزباً سياسياً كانت محل تقديرٍ وتمت إحالتها إلى رئاسة مجلس الوزراء لدراستها وفقاً لما نص عليه الدستور.

لقاء الرئيس مع رؤساء الأحزاب

وأكد أهمية التكاتف الوطني في المرحلة المقبلة، وذلك لانتخاب مجلس نواب قادر على الاضطلاع بمهمتي الرقابة والتشريع على الوجه الأكمل، وإثراء الحياة السياسية ودفع عملية للتنمية الشاملة، أخذاً في الاعتبار أن دقة المرحلة الراهنة تستلزم أن تُنحي الأحزاب السياسية خلافاتها جانباً وأن تُعلي المصلحة الوطنية.

كما أكد الرئيس أن مؤسسة الرئاسة تقف على مسافات متساوية من جميع القوى السياسية دون انحياز، مُبدياً استعداده التام لمساندة ودعم قائمة موحدة لكل الأحزاب والقوى السياسية التي ستشارك في الانتخابات البرلمانية المقبلة، ومنوهاً إلى اعتزام الدولة إجراء الانتخابات قبل نهاية العام الحالي.

وفي لقائه بالفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، بحضور كل من اللواء محسن عبد النبي مدير إدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة، وسامي عبد العزيز الخبير الإعلامي، عضويّ فريق الإعداد لاحتفال افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة، استعرض الرئيس الإجراءات التي تم اتخاذها لدراسة العروض الفنية المقدمة من مختلف الشركات العالمية الراغبة في تنظيم احتفال افتتاح قناة السويس الجديدة، حيث استقر الرأي على أفضل العروض المقدمة من تحالف عالمي يضم شركات مصرية وفرنسية وأمريكية متخصصة.

 لقاء الرئيس السيسي والفريق مهاب مميش

ورحب بفكرة الاحتفال وما ستتضمنه من فعاليات، مؤكداً أهمية ألا يمثل تنظيم هذا الحدث أي أعباء على موازنة الدولة، ومنوهاً إلى ضرورة أن تتواكب مع الاحتفال في منطقة القناة احتفالات في مختلف المحافظات المصرية، فضلاً عن تمثيل كافة فئات الشعب المصري في الاحتفال، ولا سيما الشباب، ليشهدوا إنجازاً وطنياً للشعب المصري وهو يضيف صفحة مضيئة جديدة إلى سجل تاريخه.