نائب رئيس «سى آى إيه» السابق يروى تفاصيل «الساعات الحالكة» فى 11 سبتمبر.. «الحلقة الرابعة» - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 5:40 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نائب رئيس «سى آى إيه» السابق يروى تفاصيل «الساعات الحالكة» فى 11 سبتمبر.. «الحلقة الرابعة»

هجمات 11 سبتمبر دمرت برجى مركز التجارة العالمى بالكامل
هجمات 11 سبتمبر دمرت برجى مركز التجارة العالمى بالكامل
إعداد_ محمد هشام:
نشر في: الجمعة 29 مايو 2015 - 10:52 ص | آخر تحديث: الجمعة 29 مايو 2015 - 11:07 ص

• موريل فى كتابه «الحرب الكبرى في زماننا»: بداية اليوم كانت عادية ولم يتضمن الملخص اليومى للرئيس بوش أى تقارير عن تهديدات إرهابية

• اعتقدت فى البداية أن طائرة صغيرة ضلت طريقها بسبب سوء الأحوال الجوية واصطدمت بمبنى «التجارة العالمى» صدفة.. وضابط بـ«سى آى إيه» أبلغنى بالحقيقة

• تأكدنا من اختطاف الطائرة الأولى بعد اتصال محمد عطا بمراقبة حركة الطائرات عن طريق الخطأ

• رئيس «سى آى إيه» أمر بإخلاء مقر الوكالة خوفا من تعرضه لهجوم بطائرة.. والبيت الأبيض تلقى تهديدات بمهاجمة الطائرة الرئاسية

• قلت لعضو بالكونجرس: أراهن بكل دولار أملكه أن بن لادن يقف وراء الهجمات.. ونقلت رؤيتى لبوش فى لقاء على متن الطائرة الرئاسية

• أبلغت الرئيس الأسبق فى صيف 2001 بأن نشطاء القاعدة يمكن أن يهاجموا مبانى بطائرات مختطفة.. لكنه قلل من هذا التحليل

لم يتوقف مايكل موريل، نائب رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، عند رصد ثورات الربيع العربى، وما ارتبط بها من «ازدياد نفوذ تنظيم القاعدة»، على حد قوله، بل عاد 10 أعوام إلى الوراء، وتناول فى كتابه «الحرب الكبرى بعصرنا»، الساعات العصيبة التى مرت بها الولايات المتحدة فى 11 سبتمبر 2001، حيث كان يشغل منصب كاتب الملخص اليومى للرئيس (آنذاك) جورج بوش، وأقرب المسئولين إليه.

 

وللحلقة الرابعة، تواصل «الشروق»، نشر مقتطفات من كتاب موريل، الذى أثار جدلا كبيرا فى الأوساط الأمريكية، نظرا للمعلومات والتفاصيل التى ترد فيه لأول مرة، وفيما يلى عرض لما ورد به عن تفاصيل هجمات سبتمبر 2001:

وبدأ موريل روايته عن هذا اليوم الذى شهد أعنف هجمات تستهدف الأراضى الأمريكية، بلقائه بوش لعرض ملخص ما يجرى فى العالم عليه، قبل أن تبدأ الهجمات، حيث قال كنا فى مدينة سارسوتا بولاية فلوريدا (جنوب شرق) فى إطار رحلة للرئيس للمشاركة فى فعاليات تركز على سياسته التعليمية الجديدة، والتقيت قبل الاجتماع مع الرئيس، بقائد البحرية الأمريكية ديبورا لوير، وتوجهنا معا للجناح الرئاسى بعد اجتياز نقاط التفتيش التابعة للمخابرات، وانتظرنا فى ردهة خارج غرفة بوش الذى كان يرتدى ملابسه بعدما عاد للتو من الركض لأربعة أميال ونصف، وتجاذبنا أطراف الحديث مع أحد مساعدى الرئيس الشخصيين.

ومضى قائلا: «بعد الثامنة بقليل فتح رئيس طاقم الموظفين الباب وأشار لنا بالدخول، فوجدنا الرئيس بوش جالسا أمام طاولة عليها فنجان من القهوة وصحف وعدد من الفطائر التى يبدو أنه لم يمسها بعد».

وتابع: «سأل الرئيس: هل يوجد شىء جدير بالاهتمام هذا الصباح.. وفى أهم يوم فى ولاية بوش، كان الملخص اليومى عاديا، إذ أنه ركز على أهم وأحدث تطورات الانتفاضة الفلسطينية ضد إسرائيل، ولم يتضمن ذكر أى شىء يتعلق بالتهديدات الإرهابية، كما تضمن أيضا اعتراض واشنطن لمحادثة هاتفية بين اثنين من قادة العالم (غير الحلفاء/ لم يذكر اسمائهم)، استرعت انتباه بوش ودفعته للاتصال بمستشارته للأمن القومى، كوندليزا رايس فى واشنطن.

محمد عطا

 

موريل تابع فى الفصل الثالث من كتابه الصادر فى 12 مايو الحالى، قائلا: «انتهى الاجتماع مع بوش قبل نحو 6 دقائق من اختطاف طائرة أمريكان إيرلاينز (إحدى الطائرات المستخدمة فى الهجمات)، الرحلة رقم 11 (من طراز بوينج 767)، التى أقلعت من مطار بوسطن، لتصبح الأولى من بين 4 رحلات سيتم اختطافها، حيث اكتشف اختطاف الرحلة عبر اتصال إحدى المضيفات بموظفى الخدمة الأرضية ابلغت فيه باعتقادها أن الطائرة اختطفت، وبعد دقيقة واحدة تم التأكد من ذلك عندما حاول قائد العملية محمد عطا الاتصال بمقصورة الطائرة لكنه اتصل بمراقبة حركة الطائرات وقال: لدينا بعض الطائرات، فقط ابقى هادئا وسوف تكون بخير».

• بداية الهجمات
موريل الذى أسهب فى رواية الساعات الصعبة عقب اختطاف الطائرة الأولى، قال إن الهجوم الأول على مركز التجارة العالمى بنيويورك، حيث اصطدمت طائرة الرحلة رقم 11 بالبرج الشمالى للمبنى بسرعة 490 ميل فى الساعة، حدث حينما كان موكب بوش يتجه إلى مدرسة «ايما بوكر» الابتدائية فى ساراسوتا، حيث كان من المقرر أن يلقى كلمة هناك».

وأوضح موريل: «مع وصولنا للمدرسة دق جوال السكرتير الصحفى للرئيس آرى فلاشر، وبقى الأخير منصتا دون أن يتفوه بكلمة أثناء المكالمة التى استمرت لبضع دقائق، ثم التفت نحوى متسائلا: مايكل هل تعلم أى شىءعن طائرة اصطدمت بمركز التجارة العالمى، فأجبته بلا، ولكن سأجرى بعض الاتصالات، وعندما توقف الموكب، قلت له: آرى، آمل أن يكون حادثا وليس جريمة إرهابية، فسكت دقيقتين ثم قال: آمل ذلك أيضا».

وعن تخميناته حول الحادث فى ذلك الوقت، قال الكاتب: «اعتقدت أن طائرة صغيرة ضلت طريقها لسوء الأحوال الجوية واصطدمت بالمبنى صدفة، لكن تلك الآمال سرعان ما تلاشت باتصال أجريته من داخل المدرسة بمركز عمليات (سى آى إيه)، حيث علمت من ضابط مناوب أن الطائرة هى طائرة تجارية ضخمة، ثم شاهدت بصحبة آخرين متابعة التغطية الإخبارية القادمة من نيويورك عبر تلفاز فى غرفة كبار الموظفين فى المدرسة، ورأيت رحلة يونايتيد إيرلاند رقم 175 (من طراز بوينج 767/ الطائرة الثانية) تصطدم بالبرج الجنوبى لمركز التجارة العالمى بسرعة 600 ميل فى الساعة».

أندرو كارد يقول لبوش: أمريكا تتعرض لهجوم

وعن تلك اللحظة العصيبة، والحديث لموريل، «لم يعد هناك أسئلة، وبات الأمر جليا أنه حادث إرهابى متعمد»، مضيفا: «اتجه كبير موظفى البيت الأبيض، أندى كارد، نحو الرئيس بوش الذى كان يستمع داخل فصل دراسى بصحبة 60 طالبا فى الصف الثانى لدرس فى القراءة، وهمس فى أذنه قائلا: طائرة ثانية اصطدمت بمركز التجارة العالمى، أمريكا تتعرض لهجوم».

• البحث عن دور القاعدة
هل هذا ما كانت تخطط إليه القاعدة؟، هل هذا ما كنا فى انتظاره؟ بهذين التساؤلين، عبر موريل، عما كان يدور برأس الموظفين داخل «محطة اليك»، وهى وحدة داخل «سى آى إيه»، شكلت فى 1996 لتعقب أسامة بن لادن، فيما أنهى بوش جلسته مع الطلاب على الفور، وانتقل لغرفة اجتماعات بالمدرسة، بها كبار الطاقم الرئاسى، وأجرى عددا من المكالمات من هاتفه الآمن الذى يحمله دائما لمثل هذه الطوارئ، حيث اتصل بنائبه، ديك تشينى، ومستشارته للأمن القومى.

وقال موريل: «كان يساورنى قلق حول سلامة الرئيس، وباقى أفراد طاقمه الرئاسى، إذا ما اصطدمت طائرة ثالثة بالمدرسة، نظرا لكون زيارة بوش لها معلنة مسبقا»، مضيفا أنه فكر فى إطلاع رئيس الخدمة السرية على تلك المخاوف، لكن الأخير بدا عصبيا، وربما نبع ذلك من تفكيره فى الأمر نفسه.

ومضى قائلا: «أول خطاب خرج به الرئيس بوش كان من داخل أحد فصول مدرسة (إيما بارك)، وهو محاط بالطلاب والمعلمين والمراسلين، حيث قال: إن (البلاد تعرضت لهجوم إرهابى واضح)، واعدا بملاحقة مرتكبى الهجوم.. وبعدها بلحظات قليلة وقع هجوم بطائرة على مقر (وزارة الدفاع) البنتاجون، وتم إخطارنا به بعد مغادرة المدرسة ووصولنا إلى مطار سارسوتا بردانتون الدولى».

خطاب بوش

وعن تلك اللحظات، قال موريل: «أخذت تراودنى تكهنات مفزعة عن عدد الطائرات المختطفة والأهداف التى تستهدفها، كما أخذت أفكر فى عائلتى وأدعو الله ألا يكونوا روعوا بما جرى أو بالقلق حول سلامتى». وتابع: «قبل إقلاع الطائرة سألت المساعد العسكرى للرئيس (وهو حارس حقيبة تحتوى على رموز يحتاجها القائد العام لشن حرب نووية): أين سنذهب؟ فرد قائلا: نحن فقط نطوف بالطائرة حول المكان».

وعما كان يدور داخل أروقة الـ«سى آى إيه» فى نفس التوقيت، قال موريل إن «رئيس الوكالة جورج تينت، ذكر فى اجتماع عقده فى قاعة المؤتمرات بالوكالة، إنه منذ أعوام طور رمزى يوسف، العقل المدبر لتفجيرات مركز التجارة العالمى عام 1993، خطة لاصطدام طائرة بمقر الـ(سى آى إيه)، ما دفع تينت لإصدار أمر بإخلاء مقر الوكالة، استثنى منه فقط مركز مكافحة الإرهاب».

وأشار موريل إلى أن «الضباط فى (محطة اليك) شرعوا فى العمل على عدد من التساؤلات الهامة مثل: من فعل ذلك بالضبط؟، وهل هناك هجمات إضافية لم تحدث بعد؟، كما بعثوا برسائل عاجلة لمراكز الـ(سى آى إيه)، حول العالم ونظرائه الأجانب، طلبا لمعلومات بشأن الهجمات وماهو قادم؟، وبدأ الضباط فى التفكير حول خطة عملية موسعة لملاحقة تنظيم القاعدة».

وأوضح موريل أن «حادثة تحطم الرحلة 93 فى بنسلفانيا (من طراز بوينج 757، على متنها 14 راكبا بخلاف طاقمها)، جاء بعدما علم الركاب بنية الخاطف، من خلال سماع حديث له عبر الجوال إلى أسرته كشف فيه عن نواياه، فقاموا بمهاجمته»، وأعرب عن «اعتقاده بأن ذلك التصرف ربما حمى أرواحا أخرى كونه حال دون استهدف مبنى الكابيتول (الكونجرس) الأمريكى».

وحول ما تردد عن اتهام «الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين» بالوقوف وراء الهجمات، قال موريل إنه أبلغ بوش أنه «رغم تاريخ الجبهة الإرهابى ضد إسرائيل، إلا أنهم لا يملكون القدرات اللازمة للقيام بتلك الهجمات»، مشيرا إلى تأكيد قيادى بارز بالجبهة صحة تحليله بنفيه مسئوليتها عن الهجوم.

موريل لفت إلى أن الرئيس بوش تحدث إليه، وطالبه بالتواصل مع تينت لاستيقاء المعلومات، وإطلاعه عليها، وقال بنبرة تعكس جدية كبيرة: «أريد أن أكون أول من يعلم».

• مخاوف حول سلامة بوش
وفى معرض سرده لأحداث ذلك اليوم، قال موريل إن أندى كارد «أطلعه على تلقى البيت الأبيض تهديدات حول الطائرة الرئاسية». وأكثر ما أثار القلق فى هذه التهديدات، حسب موريل، هو أن المتصل استخدم الاسم الرمزى للطائرة (أنجيل).

بيد أن موريل قال: «لم أشعر بالقلق إزاء تلك التهديدات، لأنه لو أن هناك قنبلة على متن الطائرة لكانت انفجرت، فضلا عن وجود طائرة مقاتلة ترافق الطائرة الرئاسية، ونظام مراقبة وانذار محمول جوا، ما يجعل الطائرة فى مأمن من محاولة أى طائرة أخرى الاصطدام بها».

الطائرة الرئاسية الأمريكية

وتابع موريل أن «مساعد الرئيس للشئون العسكرية، أخبرنى أن الطائرة تتوجه إلى قاعدة باركس ديل الجوية، فى ولاية لويزيانا، حيث يلقى الرئيس بوش كلمة للشعب، وتزود الطائرة بالأطعمة والمياه، وفى تلك الأثناء كان من بين الركاب على الطائرة عضوان بالكونجرس عن ولاية فلوريدا (تم إخطارهم بالبحث عن وسيلة بديلة لاستكمال السفر)، كان أحدهما يعلم بمنصبى، فبادرنى بالسؤال: فى اعتقادك من وراء الهجمات؟ فأجابه: (أراهن بكل دولار أملكه أن أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة هو المسئول عنها)».

أسامة بن لادن

وانتقل الكاتب للحديث عن لقاء جمعه ببوش فى مكتب الأخير على متن الطائرة الرئاسية، قائلا: «سألنى الرئيس بشكل مباشر: مايكل، من فعل هذا؟، فأجبته: لم يعلن أى جهاز مخابرات مسئوليته عن الهجمات، لذا سوف أجيب من خلال رؤيتى الشخصية؛ هناك دولتان قادرتان على القيام بتلك العملية المعقدة هما العراق وإيران، ولكن ليس لديهما الكثير ليكسبوه بل لديهما الكثير ليخسروه من مهاجمة الولايات المتحدة، ولكن من شبه المؤكد أن الجانى (فاعل من دون الدولة)؛ أسامة بن لادن، والقاعدة».

ومضى قائلا إنه أبلغ الرئيس أن الجزم بمسئولية تنظيم القاعدة عن الهجمات «يتطلب وقتا»، ساردا أمثلة على الوقت الذى أخذه «سى آى إيه» للتأكد من المسئول عن هجمات إرهابية مماثلة كتفجير سفارتى واشنطن فى كينيا وتنزانيا، والعبارة كول فى اليمن، وغيرها.

• إعلان تينت عن دور القاعدة
روى موريل فى كتابه، تفاصيل اجتماع عقده جورج بوش مع كبار المسئولين فى واشنطن، عبر «فيديو كونفرانس»، من مخبأ تحت الأرض فى مقر قيادة القوات الاستراتيجية «ستراتكوم» فى ولاية نبراسكا (وسط).

وقال موريل: «خلال هذا الاجتماع، أبلغ جورج تينت رئيس (سى آى إيه)، الرئيس بوش بأن 3 من الخاطفين على صلات بتنظيم القاعدة، ما وضعنى فى موقف حرج لا أحسد عليه لفشلى فى الوفاء بأوامر الرئيس»، فى إشارة لطلب بوش أن يكون أول من يعلم بأى تطورات.

وعن ذلك الموقف، قال موريل «فى ذلك الحين دارت عدد من التساؤلات فى ذهنى ومنها: هل مسئولو (سى آى إيه) لم يبلغوا تنيت بأنى أريد أى معلومات تتوفر عن الهجمات على وجه السرعة؟، أو أن تينت نسى الأمر فى غمار النشاط المكثف الذى شهده ذلك اليوم؟، أم أن تينت حجب المعلومات ليقدمها بنفسه للرئيس؟».

وتابع موريل: «لم أنتظر انتهاء الفيديو كونفرانس وخرجت ذاهبا لأقرب مكتب لاجرى اتصال بمركز عمليات (سى آى إيه)، طالبا الحديث مع المساعد التنفيذى لتينت، ولأننى كنت على يقين أن تينت لم يطلع الرئيس على كل المعلومات، طلبت من مساعده إمدادى بالمزيد من المعلومات، لكن الأخير رفض قائلا: ممنوع إخراج المعلومات خارج مبنى الوكالة، فرددت عليه: محظورة على رئيس الولايات المتحدة الأمريكية؟، وصرخت فيه: أرسلها حالا، وأغلقت الهاتف بعنف».
ولفت مايكل موريل إلى جدل ثار حول عودة الرئيس إلى واشنطن، فمدير جهاز الخدمة السرية رفض ذلك لعدم ضمان سلامة الرئيس، لكن النقاش لم يدم طويلا، حيث حسمه بوش قائلا بنبرة حازمة: «سأعود».

وتابع الكاتب قائلا: «خلال رحلة العودة على متن الطائرة الرئاسية، تلقيت رسالة خطية من مساعد تينت مدون على غلافها عبارة (مايكل، أسف، هذا كل ما لدينا)، وبعد تصفحى الرسالة، وإطلاعى للرئيس بوش عليها، أصبح أكثر وعيا ومعرفة بتفاصيل ما جرى.

• هجمات سبتمبر «فشل قومى»
وفى ختام الفصل الثالث من كتابه، لفت موريل إلى معارضته لوصف «لجنة الكونجرس بشأن أحداث‏ 11‏ سبتمبر»‏ للهجمات بأنها كانت نتاج «قصور فى الخيال»، وقال إنها «كانت فشلا قوميا»، مشيرا إلى إطلاعه المكتب البيضاوى فى ربيع ونهاية صيف 2001 عندما وصلت التقارير التحذيرية مستوى مرتفعا للغاية، بأن نشطاء القاعدة يمكن أن يختطفوا طائرات ويستخدموها كأسلحة لضرب مبان بعينها داخل البلاد، غير أن بوش ردا قائلا: «حسنا، أنا على يقين بأن المحللين يتخيلون الكثير من الاحتمالات. ما أريد أن أعلمه بالضبط ماهى خطط القاعدة؟».

ومضى قائلا: «يمكن للمرء أن يلوم ثغرات محددة فى عمل وكالة المخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الفيدرالى ووكالة الأمن القومى خلال الهجمات، غير أن الشعب الأمريكى مشارك فى ذلك الفشل»، موضحا أن «الأمريكيين لم يؤيدوا الأفعال الواجب اتخاذها لدرء تلك المخاطر، من قبيل رفض زيادة موارد الأمن الوطنى فى الميزانية، وأيضا رفض خوض الحرب فى أفغانستان بعد تفجير السفارتين الأمريكيتين فى شرق أفريقيا، والمدمرة كول فى اليمن».

واختتم موريل حديثه قائلا: «واحدة من السمات المميزة للأمريكيين هو أننا نميل إلى رد الفعل على الأحداث دون أخذ خطوات استباقية، وفى 11 سبتمبر دفعنا ثمنا كبيرا لتلك الصفة الوطنية».

• مصادفة غريبة
لفت مايكل موريل، إلى مصادفة غريبة حدثت يوم 11 سبتمبر 2001، وجرت وقائعها فى مقر وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سى آى إيه)، حيث تناول كبار ضباط الجهاز افطار مقرر منذ فترة مع قائد المدمرة «يو إس إس كول» أثناء الهجوم عليها فى سواحل عدن باليمن، الأدميرال كيرك ليبولد (نجا من الهجوم).

وخلال الإفطار، عبر الحضور عن شعورهم بالأسى لعدم تفهم الشعب الأمريكى بشكل تام لخطر الإرهاب، وأقترح ليبولد أن الأمر يتطلب بعض الوقت و«حدثا بارزا» يلفت انتباه الرأى العام، وبعد ذلك بلحظات وصلت أخبار الهجوم على مبنى مركز التجارة العالمى إلى الحضور، وبينما يسرعون لأداء واجباتهم، عاد ليبولد مسرعا للبنتاجون ليصل بالتزامن مع اصطدام الرحلة رقم (777) بمبنى وزارة الدفاع.

• دموع رجل الـ«سى آى إيه»
روى موريل أن الدموع كادت تنهمر من عينيه، فى أكثر من موقف يوم 11 سبتمبر 2001، وقال: «أثناء رحلة العودة إلى وشنطن، ومع اقتراب الطائرة الرئاسية من قاعدة اندرو الجوية فى الضاحية الشرقية لواشنطن، شاهدت من على بعد الدخان وهو يتصاعد من مبنى البنتاجون، وأغرورقت عيناى بالدمع لأول مرة وإن لم تكن الأخيرة ذلك اليوم».

مايكل موريل

 

وتابع: «عند وصولنا واشنطن، وأثناء انتظارى فى صالة الزوار بقاعدة اندرو، سيارة الـ(سى أى إيه) لتصطحبنى إلى مقر الوكالة، تمكنت لأول مرة هذا اليوم من اجراء مكالمة هاتفية مقتضبة مع زوجتى اخبرتها فيها بمكانى.. وفى طريقى للوكالة استعدت ما جرى على مدى اليوم وبدأت فى البكاء».

 

اقرأ أيضا

المراسلات السرية بين عمر سليمان وأمريكا أثناء ثورة 25 يناير.. «الحلقة الأولى»

العلاقات المتأرجحة بين القذافى وواشنطن.. والاتصالات السرية مع السنوسى «الحلقة الثانية»

مايكل موريل: بن لادن كان مقربًا من الإخوان ولم يعمل لحساب الأمريكان.. «الحلقة الثالثة»



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك