• مواطنون يحسبون فاتورتهم المستقبلية ويسألون: هل ستزيد رواتبنا بنفس المعدلات؟
• أصحاب المحال التجارية يطلبون امتيازات ضريبية لتعويض تحرير الكهرباء
لن تكون الزيادة فى اسعار الكهرباء التى اعلنتها الحكومة خلال الشهر الجارى هى الاخيرة، فوفقا لما اعلنه مجلس الوزراء تسعى الدولة إلى تحرير اسعار الكهرباء تدريجيا حتى عام 2019، جداول تعريفة الكهرباء خلال السنوات القادمة ربما تكون دفعت بعض المواطنين لحساب فاتورتهم التى ستتزايد تدريجيا، ومدى تأثيرها على ظروفهم المعيشية، الشروق زارت بعض المواطنين من فئات دخل مختلفة وسألتهم كم ستلتهم الكهرباء من ميزانيتهم الشخصية بعد تحرير اسعارها.
عبير محمد.. سيدة تنتمى لأسرة متوسطة الدخل تقيم فى محافظة حلوان يستهلك منزلها فى الوقت الحالى 370 ك. و. س شهريا بفاتورة تصل إلى 59 جنيها، هذه المعدلات المرتفعة نسبيا من الاستهلاك تكون فى فصل الصيف بسبب ارتفاع الحرارة واعتماد الاسرة على المكيفات لترطيب الجو، حرارة صيف 2019 ستكون اكثر تكلفة على اسرة عبير لأنه بحسابات تعريفة الكهرباء المتصاعدة خلال السنوات القادمة ستصل تكلفتها الشهرية إلى نحو 204 جنيهات « هذه زيادة كبيرة وغير مبررة » كما تعلق عبير والتى بالرغم من اعتراضها على زيادة الاسعار تبدو مستسلمة للأمر فهذه التكلفة الجديدة لا تزال فى امكان اسرتها تحملها « انا هقدر ادفع، غيرى مش هيقدر » تقول عبير.
اسرة جيهان الحسينى تستهلك كهرباء اقل، 220 ك. و. س، ولكن تكلفة الكهرباء لديها ستصل إلى نحو 122 جنيها فى 2019، وهو مبلغ مرتفع مقارنة بفاتورتها الشهرية الحالية التى تصل إلى 27 جنيها «انا ما عنديش مشكلة لو الأسعار زادت مع زيادة الرواتب» كما تعلق السيدة التى تسكن فى الحى الثامن من مدينة السادس من اكتوبر معتبرة انه اذا لم تزد الاجور بنفس المعدلات خلال الفترة المقبلة سيكون ارتفاع اسعار الكهرباء امرا غير عادل بالمرة.
اسرة أحمد عمر، الذى يسكن فى منطقة المهندسين، تنتمى إلى مستوى دخل اعلى نسبيا من الاسرتين السابقتين وتستهلك 444 ك. و.س بفاتورة 83.10 جنيه، ولكنه بدا اكثر قلقا من تكلفة الكهرباء فى 2019 التى ستصل إلى 244 جنيها اذا استمرت الاسرة على نفس معدلات الاستهلاك الحالية « هذا غير معقول لأن مفيش رواتب بتزيد ! »، عدم ثقة عمر فى زيادة الرواتب فى المستقبل جعلته أميل إلى التفكير فى تخفيض معدلات استهلاكه من الكهرباء لمواجهة الاسعار الجديدة.
اما كامل محمد، الذى تنتمى اسرته ايضا إلى فئة مرتفعة الدخل نسبيا، بدا أكثر تقبلا لارتفاع اسعار الكهرباء من احمد عمر، بالرغم من استهلاك اسرة محمد الكبير للكهرباء، 856 ك. و.س، بفاتورة 280 جنيها شهريا، وتحمله لتكلفة 730 جنيها شهريا مقابل هذا الاستهلاك بحلول 2019 ولكنه يعتبر أن على الطبقات الاعلى أن تبذل بعض التضحيات فى الوقت الحالى « لأن ظروف البلد صعبة».
ووفقا لبحث الدخل والانفاق الصادر عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة و الاحصاء، فإن الكهرباء والغاز يستحوذان على نحو 14.1 % من إجمالى إنفاق الأسر المصرية على المسكن ومستلزماته.
وتخطط الحكومة إلى زيادة اسعار الكهرباء خلال السنوات الخمس القادمة لتقارب تكلفة الانتاج، حيث قسمت الأسعار لفئات وفقا لاستهلاك كل منها، فمن يستهلك بحد 50 كيلووات/ ساعة سيدفع 12 قرشا كمقابل لكل ك.و.س فى عام 2018 ــ 2019، أما من 51 لـ 100 ك.و.س فستكون سعرها 23 قرشا، و 37 قرشا لمن يتراوح استهلاكهم بين 100 ــ 200 ك.و.س، و 55 قرشا لمن يستهلك بين 201 و 650 ك و س، لتصل إلى 86 قرشا لمن زاد استهلاكه عن 650 ك.و.س.
المحال التجارية لن تكون بمعزل عن زيادات اسعار الكهرباء فى 20 18ــ 2019، فشرائح الاستهلاك التى تصل إلى 100 ك. و. س ستحاسب بواقع 38 قرشا لكل ك. و. س، ومن يصل استهلاكهم إلى 600 ك. و. س سياحسبون بـ 68 قرشا لكل ك. و. س، اما من يتجاوزون 600 ك. و. س ستصل تكلفة الكهرباء لديهم إلى 98 قرشا لكل ك. و. س.
الاسعار المستقبلية للكهرباء اشعرت عاطف عبد الرحمن أحد مالكى محال بيع المنتجات الغذائية بالقلق الشديد «ده خراب بيوت، مفيش شغل و الأسعار واى حاجة فيها كهرباء هتزيد «كما يعلق صاحب المحل الذى يستهلك نحو 2409 ك.و.س شهريا، وستصل تكلفة الكهرباء لديه فى 2019 إلى نحو 2360 جنيها.
ويقول عاطف إن الاسعار الجديدة للكهرباء قد تدفعه لتقليل العمالة لديه أو زيادة أسعاره لتعويض خسائره.
أما حسن عبد الفتاح، صاحب أحد محال بيع الملابس، الذى يستهلك 333 ك. و. س وستصل تكلفة الكهرباء لديه فى 2019 إلى نحو 226 جنيها، فيرى أنه لا مانع من زيادة اسعار الطاقة مع مراعاة توفير استثناءات يحصل صاحب العمل يتم بمقتضاها تخفيض ضرائبه لتقليل الخسائر والحفاظ على العمالة لديه، مؤكدا على ضرورة أن تساند الدولة « اصحاب العمل اللى بيفتحوا بيوت ناس».
