أظهر استطلاع للرأى أجرى فى إسرائيل بعد يوم واحد من سريان وقف إطلاق النار، الثلاثاء الماضى، تدهورا جديدا وغير مسبوق بشعبية رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وأن "غالبية الإسرائيليين يعتقدون أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) انتصرت فى حرب الـ51″.
وذكر الاستطلاع الذى أجرى لصالح القناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلى، أن 59% عبروا عن عدم رضاهم على أداء نتنياهو خلال الحرب، مقابل تأييد 32% فقط، بينما كانت نسبة التأييد قد بلغت 55% قبل ستة أيام فقط.
وأشار الاستطلاع إلى أن غالبية الإسرائيليين يعارضون وقف إطلاق النار مع الفصائل الفلسطينية، وأن 59% منهم يعتقدون أن «حماس» انتصرت فى الحرب، مقابل 29% يرون أن إسرائيل هى المنتصرة.
وفى تجسيد لنتائج استطلاع الرأى، ارتفعت حدة الانتقادات الموجهة إلى القيادة الإسرائيلية وسط سكان جنوبى إسرائيل والمستوطنات المتاخمة لقطاع غزة.
وقال رئيس بلدية عسقلان، إيتامار شمعونى: "بدأنا نقبل حقيقة أننا لم ننتصر فى المعركة بالضربة القاضية مثلما كنا نأمل، ورغم الاتفاق فإن علينا أن نستعد للمعركة العسكرية المقبلة".
وفى أعقاب خطاب نتنياهو، أمس الأول، الذى أعلن فيه "انتصار إسرائيل"، شن رئيس حزب العمل المعارض، يتسحاق هيرتزوج، هجوما عنيفا عليه، واصفا خطابه بـ"البائس".
وأضاف هيرتزوج، في تصريحات صحفية: "لقد فشل نتنياهو، ولذلك لابد من العمل على استبداله بسرعة"، لافتا إلى أن نتنياهو "لم ينجح فى استغلال إنجازات الجيش، وفقد ثقة الشعب الإسرائيلى وخاصة سكان الجنوب والبلدات المتاخمة لغزة".
بدورها، اتهمت رئيسة حزب ميريتس اليسارى، زهافا جلؤون، نتنياهو بـ"الفشل فى تحقيق أى هدف من أهداف الحرب"، مشيرة إلى أن "رئيس الحكومة تعهد خلال الحرب بنزع سلاح غزة، وتفكيك البنية التحتية لحماس، وضمان هدوء طويل الأجل لسكان الجنوب، لكن أيا من هذه التعهدات لم يتحقق".
فيما رأى المحلل السياسى لموقع «والا» الإخبارى، أمير تيبون، أن "نتنياهو سيجد صعوبة كبيرة فى استعادة ثقة الإسرائيليين حتى إذا تحقق الهدوء، مستدلا بما حدث للقيادة الإسرائيلية بعد حرب لبنان الثانية، حينها لم يغفر الإسرائيليون للقيادة".