لماذا تأخر الكاريكاتير عن مواكبة الثورة السورية؟ - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 5:29 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لماذا تأخر الكاريكاتير عن مواكبة الثورة السورية؟

بيروت- ميدل ايست أونلاين
نشر في: السبت 29 سبتمبر 2012 - 3:05 م | آخر تحديث: السبت 29 سبتمبر 2012 - 3:05 م

فجرت الاحتجاجات السورية كل أنواع الفنون، فلم يعد فنان ولا فن في مكانه، التشكيليون تحولوا إلى متابعة اليوميات والرسم عنها، المسرحيون والموسيقيون والأدباء كان لكل منهم مساهماته أيضا... غير أن ما يصعب تخيله ماذا يفعل فن الكاريكاتير زمن الثورة؟ هو الفن الذي يقوم على السخرية والتهكم، كيف يمكن له أن يتعايش مع كل هذه المأساوية ومشهد الدم؟

 

يقول رسام الكاريكاتير جوان زيرو: "الأسماء الكبيرة صمتت، أغلبهم لم يفعلوا شيئا، خوفا أو كسلا، الرسامون من جيل الشباب ساهموا أكثر"، ويضيف "الثورة لم تأخذ حقها من الكاريكاتير لو أردنا اليوم أن نقيم معرضا لثلاثة أسماء في فن الكاريكاتور لما استطعنا".

 

وهذا الرسام واحد من فنانين معارضين لنظام الرئيس بشار الأسد أجبرتهم الظروف على مغادرة سوريا، لا سيما بعد الحوادث المتكررة التي تعرض لها ممثلون وفنانون ورسامون معارضون.

 

وفي أغسطس من العام الماضي، تعرض رسام الكاريكاتير على فرزات لاعتداء تخلله تهشيم متعمد لإصابعه، على إثر مواقفه المناوئة للنظام، فاضطر بعد ذلك إلى مغادرة البلاد واستئناف نشاطه من الخارج.

 

وتتناقل صفحات المعارضة على موقع فيسبوك أعمال كاريكاتيرية لفنانين شباب من بينهم جوان زيرو، الذي لم يقتصر عمله على الكاريكاتير فقط، بل استخدم أيضا الصورة والتصميم، وسوى ذلك بحسب مقتضيات التعبير، مثلما فعل في صورة تجسد الطفلة فاطمة التي قطع رأسها في قصف للقوات النظامية على ريف حماة قبل أيام.

 

ويقول "وجدت صورة الطفلة مقطوعة الرأس مزعجة، حاولت أن أقدم رسما بديلا، لا يقلل من أهمية الصورة، ولا من أهمية ما يحدث"، وازاء ضيق مساحات النشر، يعتمد زيرو على صفحته الشخصية على الفيسبوك، ولكن سرعان ما تأخذ رسومه طريقها بين الناشطين وعلى صفحات المعارضة.

ويقول "أحيانا هناك من يريدك ان ترسم تحت الطلب، مثلا يريد شيئا عن الجيش الحر أو غيره. لكنني لا أمدح أشخاصا أو جهات".

 

وبحسب هذا الرسام، فان الكاريكاتور لا يكفي أن يكون "فشة خلق"، بل يجب عليه التوجيه وتوضيح المشاكل.

 

وفيما تغرق سوريا يوما بعد يوم في واقع انساني مأسوي، يبقى فن الكاريكاتور ضرورة للتعبير الهزلي عن المأساة.

 

ويقول زيرو "حاولت أن أفعل ما فعله (الفنان الفلسطيني الراحل) ناجي العلي، الذي كان يشعرك بفداحة المشكلة، ويجعلك تبكي وتضحك في الوقت نفسه".

 

ويضيف "حاولت أن أقلب المأساة لشيء إيجابي، هناك رسوم فيها أمل، وحب، محاولا عمل توازن. اليوم انتقلت إلى مرحلة فيها أمل، لتوضيح ما تعنيه سوريا الجديدة".

 

وعن المضايقات التي تواجه فن الكاريكاتور في سوريا يقول "في الأحوال العادية هناك مشاكل، فما بالك أيام الثورة؟ الناس تعودوا منذ أربعين عاما على قائد واحد ولون واحد، وكذلك المعارضة لا تريد أن ترى عيوبها... البعض يعتبر الاشخاص مقدسين".

 

إن هذا الفنان المولود في العام 1976، اعتقل أيام عدة بسبب مشاركته في تظاهرة في الأيام الأولى لاندلاع الاحتجاجات السورية، ويقول عن تجربة الاعتقال: "كانت تجربة مهمة، حالة غريبة، مؤثرة ولكن لا أعرف كيف".

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك