انتقد الكاتب الصحفي، عبد الله السناوي، زيارة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، لمدينة "القدس" المحتلة؛ معتبرًا أن الزيارة شكلت شرخًا فى جدار رفض التطبيع مع اسرائيل.
وأضاف خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "ساعة من مصر"، المذاع على قناة "الغد العربي"، السبت، أن زيارة البابا للقدس وضعته أمام مشكلة كبيرة، خاصة بعد إعلان بعض شركات السياحة تنظيم رحلات إلى المدينة المحتلة، استنادًا لزيارته الأخيرة.
وأوضح "السناوي" أن هذة الزيارة ستستخدمها التيارات المتشددة كورقة سلبية ضد الكنيسة المصرية؛ لخلق حالة من الانقسام الطائفي، قائلا: "قد يصل الأمر إلى تخوين هذة التيارات لأقباط مصر ووصفهم بالمُطبعين".
وأكد "السناوي" أنه في عهد البابا شنودة لم تكن هناك زيارة واحدة للقدس منذ اتفاقية "كامب ديفيد" بين مصر وإسرائيل، مضيفًا: "البابا الراحل دخل فى صدام مع الرئيس محمد أنور السادات وقال كلمته الشهيرة (أنا آخر الباباوات الذي قال لا للمحتل الأجنبي)، في إشارة إلى رفضه التطبيع مع إسرائيل".
وقال إن الزيارة جاءت فى نفس توقيت "انتفاضة اليائسين" الذين انتفضوا ضد المحتل من خلال طعن نود إسرائيل بالسكاكين؛ بالتالي كان توقيتها خاطئاً، لا سيما وأن "القدس" ترمز للفلسطينين وهى محور قضيتهم المصيرية، حسب تعبيره.
وطالب الكاتب الصحفي البابا تواضروس والكنسية الوطنية المصرية بالمحافظة على تقاليد البابا شنودة، قائلا: "أنا لا أشكك فى وطنية بابا الكنيسة وأهدافه الإنسانية من هذة الدراسة خاصة وجميعنا يعرف أن البابا تواضروس رجل عروبي منذ أن كان طالبًا فى جامعة الإسكندرية، ولذلك يجب ألا يفعلها مرة أخرى، كما يجب أن يكون حاسمًا مع الشركات السياحية التى أعلنت تنظيم رحلات إلى (القدس) بعد زيارته".
جديرٌ بالذكر أن زيارة البابا تواضرس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية للأراضي المحتلة، هي الأولى بعد رفض البابا شنودة والبابا كيرلس زيارة القدس منذ 1967، حيث يرأس البابا تواضروس الثاني وفدًا كنسيًا يتألف من ثلاثة أساقفة وكاهن وشماس للسفر إلى القدس للصلاة على مطرانها الراحل الأنبا إبراهام، الذي توفى الأربعاء الماضي.
وأثارت زيارته ردود أفعال واسعة داخل الرأي العام المصري؛ فالبعض أثنى عليها باعتبارها واجبًا يجب أن يؤديه تجاه المطران الراحل، في حين انتقد العديد من السياسيين والشخصيات العامة الزيارة، بل إن البعض اعتبرها تطبيعًا مع إسرائيل.