انعدام المصلحة السياسية لدى الطرفين

الوضع الداخلى الإسرائيلى

الاستفادة من تجربة غزة

ما إن نفذ «حزب الله» هجومه على مدرعات إسرائيلية، جنوبى لبنان، أمس الأول، حتى تسارعت الأقلام والتحليلات للتبشير بحرب جديدة، غير أن الرد الإسرائيلى جاء مخالفا لتلك التوقعات، إذ اقتصر على قصف قصير للحدود لعدة ساعات.

ما أرجعه مراقبون إلى 3 أسباب أساسية، هى انعدام المصلحة السياسية والعسكرية لكلا الطرفين فى شن الحرب حاليا ورغبتهما المشتركة فى الحفاظ على الاستقرار على الجبهة، وكذلك، وقوف الوضع الداخلى الإسرائيلى، وقرب الانتخابات العامة (فى مارس)، كحائل أمام قرار الحرب، وافتقاد القيادة الإسرائيلية زمام المبادرة العسكرية وإدراكها مخاطر ذلك القرار من تجاربها السابقة.

وفى رؤية تحليلية للمشهد الراهن، قال العميد اللبنانى، نزار عبدالقادر فى تصريحات لـ«الشروق» عبر الهاتف: «لا أعتقد أن هجوم حزب الله سيكون سببا لتصعيد أمنى على طول خط الأزرق (خط حدود مؤقت) لأن القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن عام 2006، حقق استقرارا يفوق فى نتائجه ما حققته أى معاهدة سلام رسمية بين بلدين».

وأكد عبدالقادر أنه «لا توجد أى أهداف سياسية أو عسكرية للطرفين تخدم أى تصعيد محتمل»، مشيرا إلى أن حزب الله «أراد من تلك العملية الرد بشكل منخفض على استهداف عناصره فى القنيطرة»، مشيرا إلى أن «الرد جاء وفقا لقواعد الاشتباك فى مزارع شبعا عبر عملية نوعية تنتهى بمجرد تحقيق الهدف منها». ومزارع شبعا ليست ضمن قرار مجلس الأمن الذى قضى بوقف إطلاق النار بين الطرفين فى 2006، وتعتبر قانونا منطقة محتلة.

فيما قال المحلل السياسى اللبنانى، كمال ذبيان لـ«الشروق» إن الرد العسكرى لحزب الله «كان مدروسا بشكل جيد، إذ إنه وقع على أراض لبنانية محتلة (مزارع شبعا)».

وأضاف ذبيان: «المقاومة اللبنانية مازالت مشروعة وعملية الحزب لا تنطوى على أية مخالفة للقرار 1701، وهو القرار الذى مازال الحزب ملتزما به»، مشيرا إلى أن القرار «لم يقض بوقف إطلاق النار ولكنه نص على وقف للعمليات العسكرية».

وحول السبب فى عدم تصاعد الصدام إلى حرب شاملة، أوضح ذبيان أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو «لا يملك القدرة على اتخاذ ذلك القرار، لأن الجبهة الداخلية الإسرائيلية غير مهيأة لتلك الحرب بسبب الانتخابات».

وأكد ذبيان أن إسرائيل «لم تعد تمتلك زمام المبادرة العسكرية بفعل توازن الرعب والردع الذى أوجدته المقاومة اللبنانية على امتداد مواجهتها مع تل أبيب».

من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية فى جامعة بار ايلان، مناحم كلاين، لصحيفة إندنبندنت البريطانية، أمس، «فى هذه اللحظة، التهدئة من مصلحة (رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو) ».