قال المستشار محمد السعيد الشربيني قبل النطق بالحكم في قضية أحداث سجن بورسعيد، إنه نظرا لما تضمنته القضية من وقائع وأحداث في مدينة بورسعيد على مدار 3 أيام استشهد فيها عدد كبير من رجال الشرطة والأهالي وكاد الخراب أن يعم المدينة لولا نزول القوات المسلحة ومقاومة رجال الشرطة والمخلصين من رجال بورسعيد.

وأضاف، أن المحكمة تقول ذلك خاصة أنها قد عدلت القيد والوصف تعديلا جذريا كما سيرد في أسباب الحكم.

وأكد الشربيني، أن لمحكمة الجنايات أن تغير في الحكم وتغير في وصف الأفعال المبينة في أمر الإحالة دون لفت نظر المتهم بشرط ألا تحكم عليه بعقوبة أشد من العقوبة المقررة بالجريمة وفقا لمواد الاتهام المحال بها، كما أن للمحكمة ألا تتقيد بالواقعة كما هي في أمر الإحالة، بل لها أن تنظر في الواقعة على حقيقتها وليس في ذلك إضرار للعدالة، وحسب المحكمة أن تقول كلمتها وفقًا لما اطمئن إليها وجدانها وعقيدتها من واقع الأوراق والتحقيقات التي قرأتها المحكمة واطلعت عليها على مدار عام كامل و3 أشهر مراعية رب العباد، وضميرها.

وأضاف، أن المحكمة على يقين كامل أن هؤلاء المتهمين كان ورائهم مجموعة كبيرة من الأشرار والمجرمين أمدوهم بالمال والسلاح، ونسوا أنهم أبناء وطن واحد تربوا على أرضه وتنفسوا من هواءه، إلا أن ذلك لم يشفع لهم في شئ بل سعوا في الأرض خرابا ودمارًا حتى سالت دماء المجني عليهم الذين بلغ عددهم 41 من الشرطة والأهالي امتزجت دمائهم ببعضها، فضلا عن إصابة 848 ومنهم من أقعدته إصابته عن الحركة والحياة.

وأكد الشربيني، أن المحكمة حاولت سعيا وبحثا وتحقيقا الوصول إلى هؤلاء المجرمين الأشرار لمعرفتهم حتى تقتص العدالة وحتي تستريح أرواح هؤلاء الشهداء، إلا أن الأوراق لم تكشف عنهم، لذلك تهيب المحكمة بأجهزة الدولة والأمن والمختصين بموالاة البحث والتحري عنهم كما تهيب بالنيابة العامة بمواصلة التحقيق أيا كان وضعهم وأفكارهم وانتماءاتهم فدولة الحق إلى قيام الساعة.

وتلى رئيس المحكمة قبل النطق بالحكم قوله تعالى: "ولو أن لكل نفس ظلمت ما في الأرض لافتدت به وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وقضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون".

كانت محكمة جنايات بورسعيد المنعقدة بأكاديمية الشرطة، قد قضت صباح اليوم، بمعاقبة 20 متهمًا بالسجن المؤبد و12 متهمًا بالسجن المشدد 10 سنوات و18 متهمًا بالسجن المشدد 5 سنوات، إثر إدانتهم بقتل اثنين من رجال الشرطة و40 آخرين من الأهالي في أحداث سجن بورسعيد التي وقعت في 26 يناير 2013 عقب صدور الحكم في قضية مذبحة الاستاد،
صدر الحكم برئاسة المستشار محمد السعيد الشربيني، وعضوية المستشاريين سعد الدين حسن سرحان، ووائل عمر الشحات، وأمانة سر محمد عبد الستار وعزب عباس.