أقامت عائلة سائق تاكسى باكستانى قتل فى غارة أمريكية لطائرة بدون طيار استهدفت الملا أختر منصور زعيم حركة طالبان الأفغانية دعوى قضائية فى واشنطن ضد الإدارة الأمريكية، تطالب بتعويض مالى عن مقتله، حسبما أفاد تقرير لصحيفة «جارديان» البريطانية، أمس الأول.
وأوضحت الصحيفة أن السائق ويدعى محمد عزام قتل بشكل غير متعمد، يوم 21 مايو الجارى، أثناء قيامه بتوصيل زعيم طالبان الملا أختر منصور من الحدود الإيرانية إلى مدينة كويتا، عاصمة إقليم بلوشستان الباكستانى على الحدود مع أفغانستان.
ونقلت الصحيفة عن شقيقه الأكبر ويدعى محمد قاسم قوله «كان عزام شقيقى العائل الوحيد لعائلتنا الكبيرة، هذا الهجوم كان على عائلتنا التى بالكاد تكسب ما يكفى لشراء وجبتين يوميا».
وكان عزام، حسب الصحيفة، يعول زوجته وأربعة أطفال، وشقيقه المعاق ويدعى يار محمد، وبعد مرور أسبوع على وفاته مازال أبناؤه فى حالة صدمة، وعيناهم تمتلئ بالدموع، واصفين والدهم بأنه «شهيد».
قاسم عاد وتساءل «من الذى سوف يطعمهم الآن؟»، ومضى قائلا: «أناشد العالم المتحضر، بما فى ذلك جميع هيئات حقوق الإنسان، التحقيق فى جريمة القتل الوحشية لأخى وتعويض أولاده».
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه هى القضية الأولى من نوعها التى ترفع ضد الإدارة الأمريكية، التى أعلنت مسئوليتها عن الهجوم، لافتة إلى أن الشرطة الباكستانية تباشر التحقيق فى المسألة، حيث تقدمت العائلة بشكوى جاء فيها «نريد العدالة ونطلب اتخاذ إجراءات ضد السلطات الأمريكية».
وعن تفاصيل الهجوم، نقلت «جارديان» عن سعيد أحمد جان، وهو موظف فى شركة للحافلات، قوله إن الملا منصور الذى كان يحمل بطاقة هوية وجواز سفر باكستانيا مزورا باسم محمد ولى، تحدث إلى بينما كنت استكمل عدد ركاب الحافلة الخاصة بى، وطلب سيارة لتقله إلى مدينة كويتا».
وأضاف جان «اتصلت بشركة نقل محلية (يعمل معها عزام)، وطلبت سيارة»، موضحا أن الشركة التى تحصل على عمولة قليلة من السائقين مقابل اسناد عمل إليهم، كلفت عزام بتوصيله».
ومن غير المعروف، حسب الصحيفة، لماذا انتظرت واشنطن لشن الغارة حتى أكمل منصور أكثر من ثلثى رحلته، فقد كان قضى على الطريق ما يقرب من 6 ساعات، إلا أن السيارة استهدفت فى الأخير بضربات صاروخية دمرتها.
من جهته، أكد مٌريد شاه، المسئول المحلى فى منطقة كويتا، أن «السائق عزام لم تكن تربطه علاقة مع أى جماعة مسلحة»، مضيفا أنه «طالب السلطات فى كويتا بدفع تعويض لأسرته» إلا أن شقيق عزام يؤكد أن أحدا لم يتواصل معه حتى الآن بشأن التعويض.
ونقلت «جارديان» عن مصطفى قادرى، الخبير فى منظمة العفو الدولية قوله إن «عائلة عزام لها الحق فى رفع دعوى والمطالبة بتعويضات».