«العطش» يزحف على أراضي الشرقية - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 12:44 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«العطش» يزحف على أراضي الشرقية

تباين في وصول كميات من المياه في القرى المختلفة
تباين في وصول كميات من المياه في القرى المختلفة
كتب ــ سامر عمر:
نشر في: الإثنين 30 مايو 2016 - 9:53 ص | آخر تحديث: الإثنين 30 مايو 2016 - 11:07 ص

- المياه لا تصل لأكثر من 5000 فدان.. وفلاحون: خراب بيوت «واللى بيحصل فينا حرام»

- تجمهر العشرات اعتراضًا على رش مشاتل الأرز بمادة حارقة

- وكيل وزارة الزراعة ينفى جفاف معظم الأراضى: الفلاحون قاموا بزراعة نحو 300 ألف فدان أرز، بعد استغلالهم ارتفاع أسعار المحصول
تُعانى الأراضى الزراعية ببعض مراكز شمال محافظة الشرقية، حالة جفاف نتجية لعدم وصول المياه إلى أكثر من 500 ألف فدان، وهو ما تسبب فى حالة من الغضب لدى المزراعين، بسبب تجاهل الحكومة الأزمة ــ بحسب عدد من الفلاحين ــ وذلك فى الوقت الذى خالف فيه آخرون قرار الوزارة بزراعة الأرز فى الأماكن غير المُخصصة له.

وتشهد مراكز الإبراهيمية، ومركز صان الحجر، ومركز أولاد صقر، ومركز كفر صقر، ومركز الحسينية، أزمة بسبب عدم وصول مياه الرى للأرضى الزراعية لمدة تتراوح بين 3 إلى 7 أيام، الأمر الذى يهدد الأراضى الزراعية بالبوار، والمحاصيل بالتلف، فيما قامت «الشروق» بجولة فى عدد من المراكز وقرى المحافظة التى تشهد حالة «جفاف»، وبعض المراكز التى خالفت قرارات المحافظة والرى بعدم زراعة الأرز.

فى قريتى أبو عريضة والمسلمية التابعتين لمركز صان الحجز، لا تصل مياه الرى إلى نحو 25 ألف فدان.

«والله العظيم حرام اللى بيحصل فينا.. المياه مقطوعة من أسبوع»، هكذا بدأ محمد صيام، المزراع بقرية أبو عريضة، حديثه لـ«الشروق» مضيفا أن عدم وصول مياه الرى أدى لجفاف الأرض، وتسبب فى إتلاف شتلات الأرز.

ويقول إبراهيم أبو معوض، فلاح بالقرية، 55 عاما، إنه يمتلك 4 أفدنة بالقرية أشرفت على البوار والهلاك بسبب عدم وصول مياه للترعة الرئيسية منذ أكثر من أسبوع، مضيفا أن فلاحى القرية ذهبوا إلى المسئولين لحل الأزمة،لكن لم يستجيب أحد لهم.

أما مجدى أبو صيام، المزارع بقرية المسلمية، يقول إن المركز يضم 25 ألف فدان، مهددة بالبوار، بسبب عدم وجود مياه بالترع الرئيسية بالمحافظة توصل المياه إلى الأراضى الزراعية، وأغلب المحاصيل أرز وذرة، الأمر الذى تسبب فى تلف المحاصيل.
أما مركز أولاد صقر الذى تتبعه 15 قرية، فشهد حالة جفاف فى معظم أراضيه الزراعية بسبب جفاف مياه الترع، علما بأن مساحة الأراضى الزراعية بالمركز تصل إلى 2000 فدان.

ويقول سيد قاسم، 43 عاما، مزراع بقرية بنى عبس التابعة لمركز أولاد صقر، إن الفلاحين بمراكز أولاد صقر والحسينية وصان حجز، تعد أراضيهم هى الأكثر تعرضا لجفاف، بسبب نقص المياه بالترع الرئيسية بالمحافظة، لوقوعها فى نهاية تلك الترع.

ويضيف قاسم أن الترع الرئيسية بالمحافظة؛ وهى: ترعة السلام، وترعة السماعنة، وترعة المناجاة، وترعة الصوفية، وترعة بحر مويس، علاوة على عدد من المصارف الرئيسية أبرزها؛ مصرف رمسيس، ومصرف المشرع، ومصرف الحسينية، ومصرف بحر فاقوس، تعرضت خلال الأسبوعين الماضيين إلى انخفاض كبير فى منسوب مياه الرى، لدرحجة أن بعضها اختفى منه المياه تماما، وهو ما أكده عدد من المزراعين فى حديثهم مع «الشروق».

ويقول سعيد زين، مزراع بمركز الحسينية، 36 عاما، إن عددا من الفلاحين اعتمدوا خلال الأيام الماضية على مياه المصارف، التى وصفها بالملوثة، لرى الأراضى الزراعية.

وهو ما يتحدث عنه محمد المنسى، مزراع بقرية القصبى غرب، التابعة لمركز، 55 عاما، قائلا إن «الفلاحين استخدموا مياه الصرف الملوثة، بسبب جفاف الكثير من الأراضى، وتلف المحاصيل، مع تراكم ديون الفلاحين، فى الوقت الذى يصعب فيه تشغيل ماكينات رى الأراضى بسبب جفاف الترع»، مضيفا أن الفلاحين حاولوا مع المسئولين لحل الأزمة؛ إلا أنه لم يكن هناك ردا مقنعا.

ويلفت أحد المزراعين بمركز الحسينية، إلى أنه، رغم كون محافظة الشرقية أكبر محافظة زراعية فى مصر، وصل كليو الأرز إلى 10 جنيهات بالمركز، فيما يقول مصطفى يحيى، مزراع بمركز الحسينية، 39 عاما، إن أغلب الترع والمصارف تحولت إلى قمامة، الأمر الذى دفع العديد من الفلاحين لاستخدام مياه الصرف الصحى.

ويقول فلاح آخر: «هناك عدد ليس بقليل من الفلاحين تركوا أراضيهم الزراعية بورا بسبب عدم وصول مياه الرى إليها»، واصفا الأمر بأنه «خراب بيوت»، بينما طالب الفلاحون فى حديثهم رئيس الوزراء، المهندس شريف إسماعيل، ووزير الرى، الدكتور محمد عبدالعاطى، بالتدخل لحل الأزمة التى تسببت فى تلف المحاصيل وجفاف الأراضى.

فى المقابل خالف فلاحو مراكز: بلبيس ومنيا القمح ومشتول السوق، قرار وزير الزراعة بعدم زراعة الأرز بهذه الأماكن، نظرا لارتفاع أسعار محصول الأرز هذا العام، إلى 2000 جنيه للطن، وشهدت عدد من القرى التابعة لمركز بلبيس زراعة عشرات الأفدنة، أبرزها أولاد سيف، العدلية، والسعادات، وبساتين سراج الدين، وبساتين الإسماعيلية.

ويقول محمد النجار، مزارع بقرية السعادات، 55 عاما، إن سبب زراعة الفلاحين للأرز، يرجع إلى طبيعة الأراضى الزراعية، مضيفا أن هناك أزمة فى عدم وصول المياه إلى الأراضى؛ إلا أنهم يلجئون إلى مواتير.

وانتقد أحد مزراعى بساتين الإسماعيلية التابعة لمركز مدينة بلبيس، قرار عدم زراعة الأرز بالمركز، قائلا: «يعنى يكون فى أزمة فى الأرز، وإحنا نتمنع من زراعته»، منتقدا قيام الرى برش المحاصيل الزراعية بمبيدات تتسبب فى تلف المحصول.

فى السياق نفسه، تجمهر العشرات من المزارعين بقرية السعديين، التابعة لمركز منيا القمح، أمام مبنى الإدارة الزراعية بالمركز، منذ عدة أيام، لاعتراضهم على قيام اللجان المشكلة بين مديريتى الرى والزراعة، برش مشاتل الأرز الخاصة بهم بمادة حارقة، لإزالتها، كونها أماكن محظور زراعة الأرز بها، ما اعترض عليه أيضا أهالى مركز بلبيس ومنيا القمح.

ونفى وكيل وزارة الزراعة بالشرقية، المهندس محمود السعدى، وجود جفاف فى معظم الأراضى الزراعية، مضيفا أن الفلاحين قاموا بزراعة نحو 300 ألف فدان أرز، بعد استغلالهم ارتفاع أسعار المحصول.

وأضاف السعدى فى تصريحات لـ«الشروق»، أن الفلاحين بالمحافظة قاموا بزراعة محصول أكثر من المصرح به، لافتا إلى الوزارة ستقوم بحل تلك المشكلة، ومساعدة الفلاحين.

وقال وكيل وزارة الرى بالشرقية، المهندس علاء عفيفى، إن عدد من المزراعين بالمحافظة خالفوا المساحات المخصصة لزراعة الأرز، والتى تقدر بـ 176 فدان فقط، مضيفا فى تصريحات لـ«الشروق» أن مساحة الأراضى المنزرعة من الأرز أكبر من حصة المحافظة المائية، نافيا تعرض الأراضى الزراعية بالشرقية لأى جفاف، لافتا إلى أنه يتم إمداد المزارعين بمياه صرف زراعى، وليس مياه صرف صحى، وأن مياه الصرف الزراعى ناتجة من الأراضى الزراعية والرى، ويتم تجميعها فى المصارف العمومية وليست مصارف الصرف الصحى.

 
  


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك