- قدمت على مصر للطيران فى إشارة رمزية تحمل الأمان والسلام

- فى حال فوزى سأركز على منع حدوث النزاعات.. وأولوياتى خطة عمل للتنمية المستدامة

- الحلول العسكرية غير قادرة على إنهاء الصراعات فى منطقة الشرق الأوسط.. وأرحب بمبادرة فرنسا

أكدت المرشحة هيلين كلارك لمنصب أمين عام الأمم المتحدة، خلفا لبان كى مون، هيلين كلارك فى حديث أجرته «الشروق» معها بمقر إقامتها بالقاهرة، إنها جاءت لزيارة مصر على خطوط مصر للطيران، وهو ما يعطى إشارة إيجابية حول وجود الأمان على هذه الخطوط، فيما قدمت تعازيها لمصر شعبا وحكومة ولأسر ضحايا الطائرة المنكوبة.

رئيسة وزراء نيوزيلندا السابقة، والمدير الحالى للبرنامج الإنمائى للأمم المتحدة، وضعت لحملتها الانتخابية شعار «عالم أفضل أكثر أمنا وعدلا»، وقالت إن زيارتها التى تعد السابعة لمصر، منذ أن كانت عضوة برلمانية عام 1984، والهدف منها طلب دعم ترشيحها كأمين عام للأمم المتحدة، باعتبار مصر من الدول الخمس عشرة فى مجلس الأمن، وسيكون لها صوت هام فى اختيار المرشح، وأنها جاءت لتستمع من مصر، عبر وزير الخارجية سامح شكرى، وأمين عام الجامعة العربية نبيل العربى، إلى الدور المرتقب من الأمم المتحدة.

• ما تقييمك للأوضاع فى مصر؟
ــ المصريون هم الذين يقررون مستقبلهم، وبصفتى مديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائى، وقمت بالانخراط والتعاون مع الحكومة، وهناك تاريخ من العلاقات معها للاندماج الاقتصادى والاجتماعى، حيث زرت مصر عدة مرات، أرى أنهم قادرون على تحقيق طموحاتهم.

• ما رؤيتك للاقتصاد المصرى وانعكاسه على التنمية رغم التحديات التى تواجهه؟
ــ مصر دولة ذات تعداد سكانى هائل وعدد ضخم من الشباب، وإذا أتيحت الفرصة لهؤلاء الشباب للعمل والتدريب فستكون هناك طموحات لهذه الدولة، وأيضا لابد من وجود برنامج يشجع على مشاركة المرأة فى الحياة الاقتصادية والسياسية، خصوصا أن البرلمان الحالى به عدد كبير من النساء مقارنة بالمرات السابقة، وكذلك من الشباب وذوى الاحتياجات الخاصة، وهو شىء إيجابى، كما أن هناك قطاع السياحة الهائل، والذى يواجه مشكلات عديدة.

• وماذا عن حقوق الإنسان فى مصر، وهى مثار جدل فى الخارج؟
ــ برنامج الأمم المتحدة الإنمائى ينظر لمصر من الناحية الإنمائية، ولمصر أن تقرر مستقبلها، فيوجد العديد من القرارات التى تخص حقوق الإنسان التى وقعت عليها مصر، وبوجه عام فإن البرنامج الإنمائى للأمم المتحدة يتعامل مع هيئات المجتمع المدنى وحقوق الإنسان، كما أنه على استعداد لتقديم المساعدة لمصر فى حال طلبها ذلك.

• هل لديك أولويات فى الأمم المتحدة؟
ــ أولا هناك أجندات وخطط عمل، منها خطة عمل للتنمية المستدامة، تم الاتفاق عليها منذ العام الماضى، إضافة إلى تغيير المناخ، وإذا فزت بمنصب الأمين العام للأمم المتحدة فسوف أهتم بالعمل على تنفيذ هذه الأجندات، ولكن سيكون هناك تركيز على الناحية السياسية والأمنية، لتكون الأمم المتحدة قادرة على منع حدوث النزاعات قبل اندلاعها، والتعامل مع هذه النزاعات فى حال حدوثها.
ومن أهم أهداف إنشاء الأمم المتحدة هو إنهاء الحروب الموجودة، فالشائع الآن ليس الحروب بين الدول، وإنما الحروب الأهلية والمشكلات داخل المجتمعات والإرهاب العابر للحدود، وهو ما يدفعنا إلى ضرورة تعبئة كل الموارد التنموية من أجل وضع حد لهذه المشكلات، وخطة العمل التى اتفق عليها رؤساء الدول هى خلق مجتمعات سالمة، نظرا لأن الحروب هى التى تدفعنا إلى الوراء وليس الأمام، لذلك فى حال فوزى بالمنصب يجب التركيز على بناء الأمن والسلام.

• وماذا عن سبل مواجهة داعش، هل ترينها ناجحة؟
ــ نحن أمام مشكلة عالمية، فكل الدول يمكن أن تكون ضحية، ولذلك أقول إننا جميعا معنيون بهذه المشكلة، التى تحتاج إلى تعاون ضخم على المستوى الدولى، وتنسيق بين أجهزة المخابرات، وتغيير الطرق الأمنية والعسكرية، ولكن المهم أيضا هو التعامل مع الأسباب الرئيسية لهذه القضية، وفى رأيى لها أسباب معقدة، من أهمها فشل الاقتصاد فى خلق فرص كافية. الشباب فى العالم يحتاج إلى خيارات إيجابية تكون مطروحة أمامه، وتدفعه بعيدا عن الخيارات السلبية.

• أين القضية الفلسطينية فى جدول الأمم المتحدة؟
ــ حتى الآن لم يتم التوصل لحل الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، وهو أمر مصدّر للأزمات، وخلال عملى فى البرنامج الإنمائى بالأمم المتحدة سبع سنوات، لم يصدر قرارا من مجلس الأمن فى هذا الاتجاه، لذلك أرحب بالمبادرة الفرنسية لتشجيع السلام فى هذه المنطقة، وأتمنى أن تشارك كل الأطراف فى هذا الحوار، لأن المبادرة بها شىء جيد.

• ما جهود الأمم المتحدة فى حل الأزمات بالمنطقة العربية؟
ــ الأمم المتحدة تقوم بكل الجهود الممكنة، حيث عينت مبعوثين لليبيا واليمن وسوريا، لإجراء حوارات بين الأطراف المتنازعة، لأن الحروب إذا استمرت لأعوام ستقضى على الموارد البشرية، لذلك تحتاج إلى حلول سياسية، لأن الحلول العسكرية غير قادرة على إنهاء الصراعات.