تخوننا الحسابات أحيانا مهما بدت دقيقة ومنطقية، هذا ما حدث مع الفنانة ليلى فوزى فى أحد أيام شهر رمضان عام 1957، حين كانت تصور فيلما لها فى مدينة الاسكندرية، فانتقلت صباحا من القاهرة إلى الثغر بسيارتها فى رحلة هادئة لا يعكر صفوها أى حادث طارئ، وقضت يوم العمل بشكل طبيعى حتى عصر ذلك اليوم، ثم دارت برأسها فكرة أن تعود بسيارتها فى اليوم نفسه لقضاء الإفطار مع عائلتها فى القاهرة، بدأت فى حساب مدة الرحلة وتوقعت أن بإمكانها العودة إلى المنزل قبل الإفطار بنصف ساعة.
بالفعل انطلقت الفنانة الحسناء بسيارتها وظلت الأمور على ما يرام حتى تبقى لها نحو 15 كيلومترا قبل الوصول إلى مدخل القاهرة، وفجأة تعطلت السيارة بشكل مفاجئ. لم تكن أزمتها فى عطل السيارة فقط، بل فى عدم وجود سيارات قادمة من هذا الطريق، فالجميع قد استقر فى منزله من أجل الإفطار.
طال انتظار ليلى فوزى دون مرور أى سيارة، فأغلقت سيارتها، وبدأت فى السير على أمل الاستنجاد بأحد سكان تلك المنطقة. مر غروب الشمس وبدأ الليل يخيم على المكان، حتى برزت لها عربة كارو تمر من أمامها، فاستنجدت بقائدها ليوصلها إلى أى مكان آهل بالسكان، فركبت معه وسألها: هل كسرتِ صيامك؟ فأجابت بالنفى. فأخرج لها «عيش بتاو» لتفطر وانتظرت قليلا حتى وجدت من أنجدها وأوصلها إلى القاهرة.