لم ينمُ إلى علمه أن شائعة وفاته خلال الانفجار الذي وقع صباح أمس الاثنين، قد انتشرت وكتب البعض نعيا له كحارس عقار لقي حتفه خلال الانفجار المروع.
خرج عمي إبراهيم توفيق البالغ من العمر 47 عاما بعد علاجه بمستشفى هليوبوليس بمصر الجديدة، بعدما أصيب بكتفه وظهره أثناء قيامه بحراسة العقار رقم 6 بنفس الشارع الذي اهتز بفعل الانفجار.
بوجه واهن وخطوات بطيئة اعتمد فيها على كتف زوجته وبعض من حراس العقارات المجاورة اتكأ عليهم حتى وصل للعربة التي ستقله عائدا إلى بلده الأصلي الشرقية، وضعت زوجته حقائب صغيرة بها أمتعتهم القليلة قبيل أذان المغرب بدقائق.
ورغم أنه كان على عجلة من أمره، كأنه يود أن يسرع برؤية ذويه بعدما ظن أنه لن يلتقي بهم مرة أخرى.
قال لـ«الشروق»، إنه كان يزاول عمله اليومي بمسح السيارات أمام العقار حيث يعمل والساعة تتجاوز التاسعة صباحا حتى وقع انفجار ضخم. لم يدر بنفسه إلا وهو ساقط أرضا والأدخنة تحيط به وصرخات المارة والسكان لا تبرح أذنه، حتى فقد الوعي تماما بعد سقوط قطع النوافذ الزجاجية وشظايا السيارات المحترقة فوق جسده ورأسه.
مكث إبراهيم حوالي يوم ونصف بالمستشفى تناثرت خلالها شائعات بوفاة حارس عقار خلال الانفجارات. لم يعلم عم إبراهيم أن هناك من نعاه وهو حي إلا حين أخبرته محررة الشروق.
يقول الدكتور محمد.ن أحد سكان شارع عمار بن ياسر حيث وقع الانفجار، إنه كان مارا بمدخل العقار حيث يسكن حين سمع دويا ضخما تلاه أصوات هائلة لتهشيم زجاج السيارات وواجهات المنازل فهرع للخارج عقب قرابة العشر دقائق من الانفجار حينما بدأ الدخان ينزوي ويسمح له بالرؤية ليجد عمي إبراهيم راقدا أمام بوابة العقار المكلف بحراسته وهو غارق في دماء كثيفة.
وأضاف، أنه استدعى سيارة الإسعاف لتنقله إلى مستشفى هليوبوليس حيث تلقى العلاج، مشيرا إلى أنه قرأ عبر مواقع التواصل الاجتماعي نبأ وفاة عمي إبراهيم.