النقاد والمشاهدون.. كلٌ يغنى على ليلاه فى دراما رمضان - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 9:21 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

النقاد والمشاهدون.. كلٌ يغنى على ليلاه فى دراما رمضان

تحقيق ــ إيناس عبدالله:
نشر في: الخميس 30 يونيو 2016 - 11:00 ص | آخر تحديث: الخميس 30 يونيو 2016 - 11:00 ص

النقاد اختاروا القصة والإخراج والأداء... ورجل الشارع انتصر للبطل الشعبى
طارق الشناوى: لا نتعالى على ذوق الجمهور.. لكن من الصعب أن نلتقى معًا فى درب واحد
خيرية البشلاوى: الفجوة بيننا موجودة.. ولا يمكن أن يتساوى المتعلم مع الجاهل
ماجدة موريس: الفن الجيد يقرّب المسافات.. وليس لدينا مرصد حقيقى يرصد ذوق الجمهور
نادر عدلى: المشاهد يبحث عن العمل المريح..بينما تذهب عيوننا للعمل الذى يبقى
فى الوقت الذى اتفق فيه النقاد على روعة أعمال من نوعية «أفراح القبة»، «جراند اوتيل»، «ونوس»، «الميزان» على أنها أفضل الأعمال الدرامية هذا الموسم، وبدأ كل ناقد فى شرح أسبابه، ووجهة نظره فى اختيار هذه الأعمال من قصة متماسكة وقوية وإخراج متميز وانتاج كبير وأداء عال، كان رجل الشارع البسيط يبكى على وفاة رفاعى الدسوقى فى مسلسل «الأسطورة» ويصرخ مطالبا الداخلية بالتدخل والقبض على القاتل، أو مصفقا ومشجعا لنصر الدسوقى وهو يستعيد حق اخيه، ويتحدث عن مسلسل «مأمون وشركاه»، ويتابع «يونس ولد فضة».. لتتباعد المسافة دوما بين الناقد والمشاهد فى اختيارات كل منهما، ويزداد احساس المشاهد العادى بتعالى الناقد عليه، فى ظل اتهام بعض النقاد لهم بأنهم غير اهل باختيار العمل المناسب، وأنهم ضحية لمن يسعى لإفساد ذوقهم.
«الشروق» التقت بعض نقاد الدراما وسألناهم عن سر هذه الفجوة بينهم وبين المشاهد العادى.. وكانت البداية مع الناقد طارق الشناوى الذى قال: للأسف هناك فجوة بيننا كنقاد وبين رأى الشارع، وكثيرا ما نكون فى وادٍ، وهم فى وادٍ خر، لكن أحيانا نلتقى، فهناك بعض النماذج، رغم قلتها، التقينا فيها كنقاد وجمهور وأجمعنا على ارتفاع مستواها منها فيلم «الكيت كات» الذى جمع بين الحسنيين وحقق التأييد والجماهيرية معا، لكن كما ذكرت فهذا يحدث مع حالات قليلة، خاصة أن الناقد يبحث عن سر الجمال، بينما يبحث المشاهد عن سر الجاذبية، وهو ما حدث فى دراما رمضان، فقد انتبهنا إلى الجمال فى عمل بحجم «أفراح القبه» أو «جراند اوتيل»، بينما بحث المشاهد عن بطله ويعد محمد رمضان أكثر نجم مصرى له جماهيرية، ويتمتع بكاريزما كبيرة، ولدى يقين اننا سنشاهد الشباب فى الشارع بنفس لحيته التى ظهر بها فى المسلسل وسيقومون بقص شعرهم تماما كما فعل، فهم يعشقونه ويعشقون كل ما يقدمه، وعادل امام رغم كل اختلافى معه، ورغم اننى انتقدته كثيرا، لكن هذا لا ينفى كونه النجم الذى هزم المنطق، فهو الفنان الكوميدى الوحيد بالعالم الذى نجح فى التربع على العرش طوال 4 عقود.
وأضاف: لا أتعالى أبدا على رأى الجمهور، ودورى ان احلل ما يحدث، وأذكر انه حينما انقلبت الدنيا بعد ان حقق فيلم «الليمبى» أعلى ايرادات فى تاريخ السينما المصرية فى بداية الألفية الجديدة، وقوبل العمل بعاصفة هجوم شديدة من النقاد وقفت مع رأى الشارع، وقولت ان للجمهور كلمته ولابد ان نبحث عن السبب لا ان نهاجم الناس، والحقيقى ان الناس العادية تبحث عمن يمثلهم، وعن نموذج الفنان الذى يشعرهم بأنه واحد منهم، وان الأحياء التى تدور بها الأحداث هى نفس الأحياء الذين يعيشون فيها، ويتحدث البطل بلغتهم، وانا ارفض تماما اتهام بعض الفنانين وفى مقدمتهم محمد رمضان بأنهم السبب فى زيادة نسبة الجريمة، او فساد الذوق العام، وكل هذه شماعات، يسعى مرددوها لأن يخفوا حقيقة فشلهم، والفن لا يمكن ابدا ان ننظر له بمنظور اخلاقى.
وتقول الناقدة خيرية البشلاوى: الفجوة ستظل موجودة بيننا كنقاد وبين المشاهد العادى، وهذا مرتبط بالثقافة والذوق والمزاج، ولا يمكن ان نساوى ابدا بين المتعلم، الفاهم الواعى، مع من لم ينل قسطا وافرا من التعليم، ومع الذين يعانون الجهل ومن تراكم سنوات طويلة عانوا فيها من الظلم وبطش الشرطة، وعليه نجدهم يميلون ويسعدون بالأعمال التى يخترق فيها البطل القانون، ويهزم رجل الشرطة الذى طالما عانوا من ظلمه، فهو امر يأتى على هواهم، فهم يعيشون فى قمع ويعانون من قسوة الحياة، ويفرحون بمن يتصدى لهذا الظلم بيده دون ان يحتكم للقانون كما حدث تماما مع مسلسل الأسطورة الذى لعب على هذا الأمر وحقق نسبة مشاهدة كبيرة لأن المنتجين الآن يلعبون على من يحقق الرواج الجماهيرى الشعبوى وقليلا ما يلتفتون للرسالة السامية للعمل بقدر جذب اكبر عدد من المعلنين، فـ«الفلوس» هى سيدة الموقف واللعب على الجهل يزيد من ربحهم، اما الناقد فله منظور مختلف تماما، تحكمنا أدوات ومنهج، ومعايير، واعتبارات لتقييم العمل الأدبى، وتحليل رسالته فى خدمة التكوين العقلى ومع كل فأنا لا اتعامل بتعالٍ بالعكس احاول فهم ما يحدث، فلا أنفصل عن الواقع، ومن موقعى كناقدة فمن واجبى ان اعلم سبب هذه الفجوة، بين الطبقات الشعبية والمثقف، وهذا ميراث كونته السينما المصرية منذ سنوات طويلة، ومتجذر ولم يحاول المنتجون تعديل الوضع، وهو مرتبط بالمناخ السياسى والفساد المتجذر، واذكر اننى تلقيت مكالمة هاتفية من السبكى لأننى هاجمت احد افلامه وقولت اننى اعرف انك تعبر عن الناس لكن الدراما لابد ان نرفع من مستوى الناس ولا نرضى مزاجهم الفاسد ولا نساهم فى افساد ذوقهم، ومن يقول ان الرأى للشارع ويرفض رأى النقاد فهؤلاء تجار وليسوا صناع دراما وتجار تجارة فاسدة واموالهم عليها علامات استفهام، والإرهاب ليس ارهاب سلاح ودم فالأخطر هو سلاح الفكر.
من جانبه يؤكد الناقد نادر عدلى أن تقييم العمل الجيد يتطلب الحد الأدنى للعناصر الفنية ان تكون متوفرة بالعمل، بدون فجاجة او مبالغة، وهو ما يبحث عنه الناقد، فهناك عناصر لا يمكن ان نغفلها ونحن نقيم أى عمل فنى، وهى عناصر قد لا تشغل بال المشاهد البسيط، الذى يبحث عن العمل المريح ذهنيا له، وهو ما وجده فى «الأسطورة» مثلا«فهو المسلسل الذى اذا فاتته حلقة او حلقتان لن يشعر بأى مشكلة وسوف يعود للأحداث بسهولة، بخلاف اعمال اخرى اذا فاتك مشهد لابد ان تسأل ماذا حدث لكى تندمج مع الأحداث، فمسلسل «الأسطورة»، ومسلسل «فوق مستوى الشبهات» البناء الدرامى فيهما واضح فنحن نرى بسهولة الخطوط البيضاء والسوداء، كما ان «الأسطورة» لعب على الوتر الذى يحبه ابناء المناطق الشعبية والعشوائيات كما انه غازل ابناء الطبقة المتوسطة، حينما قدم لهم نموذج الشاب الناجح الذى فشل فى تحقيق حلمه بالعمل بالسلك القضائى، لانتمائه للطبقة الشعبية وهو نموذج واقعى تسبب يوما من الأيام فى الإطاحة بوزير العدل حينما استنكر ان يكون ابن «الزبال» قاضيا.
وأضاف: رغم ان «الأسطورة» قدم لنا ميلودراما انتهت من العالم كله وبفجاجة غير مقبولة وصدر لنا قيما سلبيا للمجتمع، لكن قوبل بتعاطف شديد، لأنه جاء على هوى ابناء الطبقة العشوائية الذين يعانون من بطش الشرطة، وظلم المجتمع، ولكن الناقد لا يمكن ان يختار هذا العمل كأحسن عمل، لأنه خالٍ من الحد الأدنى للعناصر الفنية، ولإيماننا ان بطله ساهم فى افساد الذوق العام بتصديره مبادئ هدامة مليئة بالانتقام والتشفى، وطبيعى ان تذهب اعيوننا لمسلسل «أفراح القبة» مثلا فهو عمل متجدد، كلما رأيته لن تمله، بينما «الأسطورة» مسلسل تراه مرة واحدة فقط، ولكن «أفراح القبة» كل مرة تشاهده فيه تشعر بمتعة مختلفة، فهو عمل متميز فى كل عناصره من حركة الكاميرا والإخراج والأداء والديكور، وهو عمل عميق فى مضمونه، ومجهد ذهنيا حتى للناقد، ولذا فهو سيبقى ويدوم. لكن اعمال المغامرة والإثارة والأكشن مثل «الأسطورة» و«القيصر»، الذى تصدر نسبة المشاهدة فى الأسبوع الأول وبدا نجمه يخبو بعد ان هدأت الأحداث، تثيران الفضول لدى المشاهد وبمجرد انتهاء الحلقة الـ30 تنتهى رغبة المشاهد فى متابعة العمل من جديد، ولا يتذكر احداثه، وربما اسمه.
من ناحيتها تقول ماجدة موريس: لا أستطيع القول إن الفرق بين رأى النقاد والجمهور فرق نهائى خاصة انه ليس لدينا مرصد حقيقى لرصد التحول فى الذوق العام فى مصر، فمن خلال المحيطين بى ألمس مدى التغير الذى طرأ على كثير منهم واصبحوا يهتمون بالبحث عن العمل الجيد الذى يقرب النقاد بالمشاهد العادى، وهو كلمة السر فى توحيد رأينا، ولا يمكن ان نطلق كلمة جمهور على المشاع لمن يميلون للأعمال الشعبية فهم شريحة من الجمهور ربما يمثلون الشريحة الأكبر لكن هناك أذواقا اخرى، وميولا مختلفة، وعلى الناقد هنا تحليل اسباب ميل المشاهدين لأعمال بعينها، وتفسيرها، بدون أى تعالٍ، خاصة أن هذا دور الناقد وواجبه، والتعالى هنا يصنع ازمة كبيرة بيننا وبين المشاهد العادى، وقد يصل الأمر إلى انه يتخذ موقفا مضادا من العمل الذى نؤيده، وعن نفسى اتابع كل الأعمال، ورغم اننى اميل للعمل المتكامل نوعا ما من حبكة درامية قوية واخراج متميز واداء وهكذا، لكنى اشاهد الأعمال التى تفتقد لهذا التكامل وربما المنعدمة الاكتمال، وابدأ فى تحليل لماذا ذهب المشاهد نحوها، ولماذا جذبته، لكن فى النهاية اذا سألنى احد عن احسن الأعمال، فالرد الطبيعى سأختار الأعمال المتكاملة، القوية ولكنى لن انكر نجاح الأعمال الأخرى.

 

 
ونوس
 
 
 
 


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك