مع تزايد خسائر جيش الاحتلال البشرية ارتفعت حدة الانتقادات الموجهة إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وقيادات الجيش. وبينما أعلن الجيش مقتل 48 من عناصره، تقول كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إنها قتلت 110 عسكريين إسرائيليين وأسرت آخر.
ففى صحيفة «يديعوت أحرونوت» اتهم المحلل العسكرى يوسى يهوشوع القيادة بالتسبب فى تزايد القتلى جراء الجمود الراهن على جبهة القتال والانشغال بتدمير الأنفاق، معتبرا أن نتنياهو ووزير دفاعه موشيه يعالون لا يعرفان الهدف من العملية العسكرى، أو كيف يديرانها، ما تسبب أمس الأول فى مقتل عشرة جنود، وسقوط مزيد من الصواريخ من غزة على إسرائيل.
وتحت عنوان «مطلوب زعيم ينهى العملية العسكرية»، كتب المحلل العسكرى، أمير أورن، فى «هاآرتس»، أن الجيش أنهى معظم أهداف العملية، وإن لم يكن بكفاءة عالية، وينتظر الأوامر بإنهائها، لكن عليه أن ينتظر الوزراء بينما تتزايد الخسائر.
أورن مضى قائلا إن نتنياهو يخشى الوزراء الصقور داخل المجلس الوزارى المصغر للشئون الأمنية والسياسية، ولا يستطيع اتخاذ قرار بإنهاء العملية، والنتيجة، هى أن الجنود يقتلون والحكومة عاجزة.
فى سياق آخر، أعربت إدارة الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، أمس الأول الإثنين عن استيائها من انتقادات إسرائيلية للطريقة التى تسعى بها واشنطن إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية فى غزة. وشنت أوساط سياسية إسرائيلية هجوما حادا على وزير الخارجية الأمريكى، جون كيرى، لإشراكه قطر وتركيا فى المفاوضات مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، باعتبار أن الدوحة وأنقرة داعمتان للحركة، فضلا عن إهمال كيرى لمطالب إسرائيلية رئيسية، على حد قولهم.
وعلقت المتحدثة باسم الخارجية، جنيفر بساكى، على تلك الانتقادات بقولها: ليس هكذا يتعامل الشركاء والحلفاء مع بعضهم البعض. ومضت بساكى قائلة إن الفارق الرئيسى بين المبادرة المصرية (التى قبلت بها إسرائيل) وبين صيغة كيرى «يتعلق ببنود إضافية تتحدث عن مساعدات إنسانية للفلسطينيين، وهو أمر دعمه الإسرائيليون مرارا عبر التاريخ.. ولا تضم صيغة كيرى أى من مطالب حماس، بما فيها إطلاق سراح السجناء» الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.