فيما أعد وسطاء مصريون اقتراحا معدلا لتهدئة في قطاع غزة، كثفت إسرائيل هجومها على القطاع، ما أسفر عن مقتل 43 فلسطينياً، أغلبهم في قصف مدرسة تديرها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة (أونراوا) في مخيم جباليا.

لقي زهاء 43 فلسطينياً مصرعهم في القصف الإسرائيلي لقطاع غزة في وقت مبكر اليوم الأربعاء (30 تموز/ يوليو 2014)، فيما قالت إسرائيل إنها استهدفت النشطاء الإسلاميين في عشرات المواقع في أنحاء القطاع.

وفي هذا السياق قال أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة، إن قصف الدبابات والغارات الجوية الإسرائيلية تسببت في مقتل ما لا يقل عن 43 شخصاً وإصابة كثيرين غيرهم بجراح، منهم 20 في مدرسة للأمم المتحدة. وكان بين القتلى مسعف ورضيع. من جانبها قالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إنها تستوثق من التفاصيل.

وقتل قتل ما لا يقل عن 20 شخصاً وأصيب أكثر من 50 آخرون جراء قصف دبابات إسرائيلية لمدرسة تستخدم كملجأ طوارئ من جانب اللاجئين في غزة، حسبما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة. وقال أشرف القدرة إن الدبابات الإسرائيلية قصفت مدرسة تديرها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة (أونراوا) في مخيم جباليا شمالي القطاع في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأربعاء.

وذكر شهود عيان لمحطات إذاعية في غزة أن العديد من الدبابات قصف مدرسة الحسين التي يحتمي بها عشرات المدنيين بعد فرارهم من منازلهم جراء القصف الجوي الإسرائيلي. وقال القدرة إن حصيلة القتلى منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة بلغت 1262 قتيلاً وأكثر من سبعة آلاف جريح. وعلى الجانب الإسرائيلي قتل 53 جنديا وثلاثة مدنيين منذ بداية الهجوم في الثامن من يوليو/ تموز.

وقالت وكالة الأونروا إنها وصلت إلى "نقطة الانهيار" مع توجه أكثر من مئتي ألف نازح فلسطيني للاحتماء بمدارسها ومبانيها بعد نداءات من إسرائيل للمدنيين بمغادرة الأحياء بالكامل قبل العمليات العسكرية.

كما أعلنت الوكالة أنها عثرت على مخبأ للصواريخ في إحدى المدارس التي تديرها في قطاع غزة. وأدان المتحدث باسم الأونروا كريس جونيس المسؤولين عن تعريض المدنيين للخطر بتخزينهم الصواريخ في المدرسة لكنه لم يشر على وجه التحديد بأصابع الاتهام إلى طرف بعينه.

وكثفت إسرائيل هجومها بعد مقتل عشرة من جنودها في هجمات عبر الحدود يوم الاثنين، بينما توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بحملة طويلة على القطاع. ويجتمع مجلس الوزراء الأمني مرة أخرى اليوم الأربعاء لتقييم أحدث المستجدات في الصراع ودراسة خطواته التالية. وقال الجيش إنه يحتاج إلى حوالي أسبوع لإكمال مهمته الرئيسية وتدمير الأنفاق الحدودية التي يستخدمها مقاتلو حماس للتسلل منها لشن هجمات داخل إسرائيل.

وتصاعدت الضغوط الخارجية على نتنياهو لكبح جماح قواته، بينما لا يريد سوى عدد قليل من الإسرائيليين إنهاء العملية الآن.

وفي إطار الجهود السياسية لإنهاء الصراع الدامي بين الطرفين أعد وسطاء مصريون اقتراحاً معدلاً لوقف القتال. وقالت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي إنه تم تحقيق تقدم بشأن التوصل إلى اتفاق في القاهرة، حيث من المتوقع أن يصل وفد فلسطيني لإجراء مناقشات. فقد أعلنت مصر أمس الثلاثاء أنها تدخل تعديلات على اقتراح هدنة غير مشروطة كانت قد وافقت عليه إسرائيل ورفضته حماس وأن الاقتراح الجديد سيقدم للوفد الفلسطيني المتوقع أن يصل إلى القاهرة. وقال مسؤول إسرائيلي إن إسرائيل قد ترسل هي أيضاً مبعوثاً إلى القاهرة.