فى ذكرى رحيل الأستاذ نجيب محفوظ صاحب وحى الكتابة - بوابة الشروق
الثلاثاء 16 أبريل 2024 6:27 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فى ذكرى رحيل الأستاذ نجيب محفوظ صاحب وحى الكتابة

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ
إعداد ــ سامح سامى
نشر في: السبت 30 أغسطس 2014 - 12:56 م | آخر تحديث: السبت 30 أغسطس 2014 - 1:29 م

نتذكر اليوم العام الثامن على رحيل الأديب العالمى نجيب محفوظ (11 ديسمبر1911ــ 30 أغسطس 2007)، الذى لا يمكن أن تُحصى وتعد أعماله وما قدمه للأدب والثقافة فى صفحة جورنال واحدة. لكننا نستعرض فى السطور القليلة، كتابه المبدع « أحلام فترة النقاهة»، وكذلك كتاب الكاتب محمد سلماوى «المحطة الأخيرة»، الصادرين عن دار الشروق.

نجيب محفوظ المبدع دائما، يكون سببا للبهجة، حتى وأنت تكتب عن ذكرى رحيله، كاتب غير مسبوق، وإنسان استثنائى، وموظف مثالى، حتى وهو يبدع، كان يلتزم بالكتابة بشكل مدهش، فهو دائم القول: «أحيانا أنتهى من قصة قصيرة، وأحيانا أخرى أجلس الساعات الثلاث والقلم فى يدى ولا أكتب كلمة واحدة، والموقف يتكرر كثيرا، لكننى لا أبرح مكانى، فأنا موظف مهنتى الكتابة مثل أى موظف فى مكان عمله لا يستطيع مغادرته سواء كان هناك عمل أو لا.

وحى الكتابة أصبح يعرف مواعيدى، وأننى أنتظره فى هذه الأوقات، فهل يصح أن يأتى ولا يجدنى؟»..

نجيب محفوظ المبدع نائمًا.. فى «أحلام فترة النقاهة»

«أحلام فترة النقاهة» كتاب نجيب محفوظ الرشيق، الذى يقف كأيقونة فى أعماله الأدبية المهمة، وهو «أحلام فترة النقاهة»، التى طالب الكثيرون من أسرته البحث فى أوراقه عن أحلام أخرى غير منشورة، منثورة هنا أو هناك.

بعد صدور «أحلام فترة النقاهة» عن دار الشروق، سأله كثيرون: «هل هذه الأحلام هروبا من الواقع؟» فكان يرد ساخرا: «وهو فيه واقع؟»، وسئل: «هل تؤلف الأحلام؟» فقال: «لا. لم أؤلف أى حلم.. هذه أحلامى ولكن بعد تحويرها، حينما «أنام وأصحى» من غير حلم أعتبرها ليلة ضاعت!، وحينما خلصت اللى عندى من القصص القصيرة.. جاءت الأحلام لتسد الفراغ».

وتعليقا على تلك الأحلام قال الطبيب النفسانى يحيى الرخاوى: «العجيب أن كثيرين تصوروا الأحلام أحلام نوم شيخنا، وأنه يرصدها مثلما يحكى أى منا حلمه، ونفى شيخنا ذلك عدة مرات، ونبه إلى أن بعض ما يتبقى من أحلامه عند اليقظة يصبح المادة الخام التى ينسج منها إبداعات الأحلام المكتوبة.

يضم الكتاب 230 حلما نشرت على فترات بمجلة «نصف الدنيا»، وستة أحلام نشرتها الأهرام بمناسبة عيد الميلاد الرابع والتسعين لمحفوظ عام 2005، فضلا عن ثلاثة أحلام نشرتها مجلة «ضاد» بمناسبة العدد الخاص عن محفوظ عام 2006. وهى تتميز بالتكثيف الصوفى والعمق الروحانى الذى ساد كتابات محفوظ الأخيرة. ومن يقرأ الأحلام بتأمل، يكتشف أنها ربما إسقاطات من محفوظ على الواقع الراهن: أخلاق المنافقين وتقربهم من السلطة، عملاء الأمن، وأفعال الأحزاب السياسية، والصراع العربى الإسرائيلى.

قد لا يعرف البعض أسباب كتابة الأحلام، ففى 1994 تعرض محفوظ لمحاولة اغتيال على يد شاب متشدد لم يقرأ له شيئا، وأثر الحادث على قدرته على الكتابة، فأصبح يكتب ويقرأ بصعوبة، ودفعه لكتابة الأحلام بعد تدريب شاق على الكتابة لست سنوات حتى نجح فى كتابة حرف واحد فى الصفحة كلها، ثم كلمة، ثم بضع كلمات، حتى استطاع كتابة الأحلام، التى نختار منها:

الأحزاب وإطلاق النار

دعيت الأحزاب إلى السباق، فأقام كل حزب سرادقه وركب مكبرات الصوت، وراحوا يتسابقون فى إلقاء الخطب وتحذير الناس من عملاء أمريكا وإسرائيل، واشتدت حرارة الجدل ثم تبادلت السرادقات إطلاق النار، ثم لم يعد يسمع إلا صوت الرصاص.

الوزير يقابل سكرتيره البرلمانى فى السجن

أخيرا حضر الوزير الجديد فقدمت له نفسى باعتبارى سكرتيره البرلمانى، ولكنه لم يفهم كلمة من كلامى فحاولت شرح عملى ولكنه نهرنى بحدة وأمر بنقلى من وظيفتى، وهكذا بدأت المعاناة فى حياتى، ثم شاء القدر أن يجمع بينى وبين الوزير فى مكان خير متوقع وهو السجن، وبعد أن أفقت من ذهولى أخذت أذكره بلقائنا الأول وما جرى فيه حتى تذكر وتأسف واعتذر، وانتهزت وجودنا فى مكان واحد كى أشرح له عمل السكرتير البرلمانى.

البلياتشو يستقبلنى مقهقهًا

أسـير على غير هدى وبلا هدف ولكن صادفتنى مفاجأة لم تخطر لى فى خاطر فصرت كلما وضعت قدمى فى شارع انقلب الشارع سيركا. اختفت جدرانه وأبنيته وسياراته والمارة وحل محل ذلك قبة هائلة بمقاعدها المتدرجة وحبالها الممدودة والمدلاة وارجيحها وأقفاص حيواناتها والممثلون والمضحكون والرياضيون حتى البلياتشو وشد ما دهشت وسررت وكدت أطير من الفرح ولكن بالانتقال من شارع إلى شارع وبتكرار المعجزة مضى السرور يفتر والضجر يزحف حتى ضقت بالمشى والرؤية وتاقت نفسى للرجوع إلى مسكنى، ولكم فرحت حين لاح لى وجه الدنيا وآمنت بمجيء الفرج وفتحت الباب فإذا بالبلياتشو يستقبلنى مقهقها».

معهد ثقافى بالمجان فوق السطوح

على سطح بيت قريب رأيت أثاثا يرتب وينمق فسألت قيل لى إن صاحب ذلك البيت حوّل بيته إلى معهد ثقافى بالمجان قانعا بالمعيشة فوق السطح فأعجبت به وأكبرته وعزمت على حضور بعض دروسه ووجدت المكان غاصا بالبشر وقال الرجل إن درس اليوم سيكون عن الثور الذى يحمل على قرنه الأرض وصدمنى قوله بشدة ففرت منى ضحكة ساخرة فاتجهت نحوى الوجوه شاخصة بالغضب. أما الرجل فرمانى بنظرة عابسة وهو يشير صامتا إلى باب الخروج.

الموت لا يستطيع الفراق بين الأحبة

رأيتنى فى حى العباسية أتجول فى رحاب الذكريات، وذكرت بصفة خاصة المرحومة عين فاتصلت بتليفونها ودعوتها إلى مقابلتى عند السبيل، وهناك رحبت بها بقلب مشوق واقترحت عليها أن نقضى سهرتنا فى الفيشاوى كالزمان الأول، وعندما بلغنا المقهى خف إلينا المرحوم المعلم القديم ورحب بنا غير أنه عتب على المرحومة طول غيابها، فقالت إن الذى منعها عن الحضور الموت فلم يقبل هذا الاعتذار، وقال إن الموت لا يستطيع أن يفرق بين الأحبة.

ثقافة الكاتبة السطحية

المكان جديد لم أره من قبل. لعله بهو فى فندق وقد جلس الحرافيش حول مائدة. وكانوا يناقشوننى حول اختيار أحسن كاتبة فى مسابقة ذات شأن. وبدا واضحا أن الكاتبة التى رشحتها لم تحز أى قبول. قالوا إن ثقافتها سطحية. وأن سلوكها غاية فى السوء. وعبثا حاولت الدفاع. ولاحظت أنهم ينظرون إلىّ بتجهم غير معهود وكأنهم نسوا عشرة العمر. وتحركت لمغادرة البهو فلم يتحرك منهم أحد وأعرضوا عنى بغضب شديد، سرت نحو المصعد ودخلت وأنا أكاد أبكى. وانتبهت إلى أنه توجد معى امرأة فى ملابس الرجال ذات وجه صارم. قالت إنها تسخر بما يسمونه صداقة وأن المعاملة بين البشر يجب أن تتغير من أساسها. وقبل أن أفكر فيما تعنيه استخرجَت مسدسا من جيبها ووجهته إلىّ مطالبة إياى بالنقود التى معى. وتم كل شيء بسرعة ولما وقف المصعد وفتح بابه أمرتنى بالخروج، وهبط المصعد ووجدتنى فى طرقة مظلمة وقهرنى شعور بأننى فقدت أصدقائى وأن حوادث كالتى وقعت لى فى المصعد تتربص بى هنا أو هناك.

رجال الأمن يرقصون

أمى ترحب بجارة عزيزة وكريمتها الحسناء فى حجرة المعيشة بالدور الثالث فى بيتنا القديم. ودعيت للجلوس معهن ثقة فى الألفة بين الأسرتين.

وفى أثناء الحوار استرقت إلى الفتاة نظرة واسترقت إلىّ نظرة دون أن يغيب هذا عن أم الفتاة، فلما ذهبت فى الابتعاد عن الغرفة همست لنا الجارة أن انزلا إذا شئتما إلى الدور التحتانى الآن كعادة من أهل البيت، وتلقيت الدعوة بذهول وبفرح شامل. وما إن دخلنا الدور التحتانى حتى جذبتها إلى صدرى. ولكنى لم أخط الخطوة التالية لسماع ضجة غريبة واقتحم المكان نساء ورجال وشباب، وتفرقوا فى الحجرات؛ ثم جاء رجل من رجال الأمن ووقف عند الباب زاعما الحفاظ على القانون وكدت أفقد عقلى من الذهول وضاعف من ذهولى أنى رأيتهم يغنون فى حجرة، كما رأيتهم يرقصون فى حجرة أخرى. ونظرت إلى فتاتى مستغيثا بها فوجدتها هادئة باسمة.. وعند ذلك قررت الهرب، غير أنى رأيت رجل الأمن عند الباب فتسمرت فى وضعى فريسة للذهول وخيبة الأمل.

عن الإيواء والتموين وصفارة الإنذار

فى الجو شىء مثير للأعصاب، فهو من عدة نواح تبرز رءوس وتختفى بسرعة. وجرت شائعة مثل الشهاب تنذر بوقوع الحرب. وترددت كلمة (الحرب) على الألسنة، وعمت الحيرة والانزعاج، ورأيت من يحمل تموينا لتخزينه. وجعلت أتذكر تلك الأيام المكدرة، هل نبقى أم نهاجر؟ ولكن إلى أين؟ ولذت بمقر المكان الآمن من الخطر، وجاء رجل من الأمن وقال صراحة: إن الدولة تريد أن تعرف طاقة الأسر على إيواء من يحتاجون إلى إيواء لا سمح الله. وتضاعف الاضطرابات، وأعلنت أمى وهى تعيش وحدها فى بيت كبير أنها على استعداد لإيواء أسرة كاملة. أما أنا فوجدت أننا يمكننا الاستغناء عن حجرة واسعة تسع لشخصين، وأصبحت حذرا عند سماع أى صوت أو الإجابة عن أى سؤال. وطرق ببابى مخبر ودعانى إلى القسم، ولما سألته عن سبب الاستدعاء أجاب بخشونة أنه لا يعرف، وقطع حديثنا انطلاق صفارة الإنذار.

آخر 45 يومًا فى حياة رجل لم يكن كمثله أحد .. يدونها محمد سلماوى

كاتب فرنسى: أنت الحكاء الأكبر فى العالم.. وكويلهو يقبل يده وجورديمير تشترط فى زيارتها لمصر مقابلة محفوظ

كان ينادى أشخاصا رحلوا بينهم صلاح جاهين .. ورغم مرضه كان دائم السؤال عن حرب إسرائيل على لبنان

«هذا الكتاب ليس مجرد يوميات الفترة الأخيرة من حياة الأستاذ نجيب محفوظ، من لحظة دخوله المستشفى يوم الأحد 16 يوليو 2006 إلى أن وورى التراب يوم الخميس 31 أغسطس 2006، بقدر ما هو محاولة ـ من خلال هذه اليوميات ـ لتقديم صورة رجل لم يكن كمثله أحد، لا فى أخلاقه السامية، ولا فى شخصيته الفريدة، ولا فى إنجازه الأدبى غير المسبوق.. هو محاولة لتقديم رؤية صادقة للرجل من خلال علاقة ممتدة جمعتنى به منذ قابلته أول مرة فى السبعينيات، وحتى حملت نعشه على كتفى بعد ذلك بأكثر من ثلاثة عقود».. هذا تقديم الكاتب محمد سلماوى لكتابه «المحطة الأخيرة»، الصادر عن دار الشروق، يدون فيه تفاصيل 45 يوما، بدأها باليوم السابق على السقطة التى أصابت صاحب الثلاثية بنزيف دماغى نقل على إثره للمستشفى، قبل أن تتكاثر عليه الأمراض، بالتوازى مع سقوطه مرة أخرى من على سرير المستشفى.

وتختلط فى الكتاب الكثير من الأسئلة بين محفوظ وسلماوى الذى كان الأقرب للأستاذ، منذ أصبح محفوظ يملى عليه عموده الأسبوعى لجريدة الأهرام، بعدما أعجزت محاولة الاغتيال التى تعرض لها عام 1994 يده اليمنى عن الكتابة. يقع الكتاب فى 109 صفحات كبيرة القطع مضافا إليها أكثر من 30 صفحة أخرى تضم صورا لمحفوظ فى مراحله المختلفة مع والدته وابنتيه وسياسيين وكتاب منهم البرازيلى باولو كويليو وصورة ضوئية من قصة «حكمة الموت» نشرها محفوظ عام 1938 وأخرى له عام 1988 وهو يتقلد «قلادة النيل» أرفع وسام مصرى وصولا إلى صور لجنازته.

وكتاب «المحطة الأخيرة»، ممتع ليس لأنه يتحدث فقط عن الــ45 يوما الأخيرة فى حياة الأستاذ. لكن لأن سلماوى، يكتب بأسلوب رشيق ذكرياته وحكاياته مع الأديب العالمى بحكم العلاقة التى كانت تربطهما طوال 30 عاما، والتى لا يغفلها أحد، أنها كانت الأقرب. يقول سلماوى: «قالت لى السيدة عطية الله إنها فى آخر مرة سمعته يتكلم قبل أن يغيب عن الوعى كان ينادى أشخاصا رحلوا جميعا عن عالمنا، وإنها تعرفت من بينهم على اسم «صلاح جاهين». حين سمعَتْ الممرضات صوته وهو ينادى، حاولن التحدث إليه، فلم يُجِبْ عليهن وظل يتحدث إلى الآخرين الذين رحلوا. لكنه الآن لم يعد يتحدث، لا معى ولا مع من رحلوا . أرحل بعقله معهم، أم هى «الكوما» التى كتبت عنها الصحف الأجنبية؟ إنه مازال فاقدا للوعى، لكننى كنت أحس أنه مازال معنا، وأنه كان يشعر بى كلما دخلت عليه الغرفة. لم يكن بحاجة للكلام ولا للسلام كى يشعرنى أنه يعلم بوجودى، وأنه يشعر بكل ما يجرى فى الغرفة. قلت له فى أذنه الخبر الذى سألنى كثيرا عنه: خلاص يا أستاذ نجيب، القتال حيقف النهاردة فى لبنان. توصلوا لاتفاق وقف إطلاق النار».

فى اليوم الثانى روى محفوظ لسلماوى حلمه، الذى نُشر أولا فى مجلة «نصف الدنيا»، ثم فى الكتاب، والذى يبدو أن محفوظ يشير فيه إلى رحيله: «رأيتنى أعد المائدة، والمدعوون فى الحجرة المجاورة تأتينى أصواتهم.. أصوات أمى وإخوتى.. صحوتُ فاقدا الصبر فهرعتُ إلى الحجرة المجاورة لأدعوهم فوجدتُها خالية تماما، وغارقة فى الصمت، وأصابنى الفزع دقيقة، ثم استيقظتُ ذاكرتى، فتذكرتُ أنهم جميعا رحلوا إلى جوار ربهم، وأننى شيعتُ جنازاتهم واحدا وراء الآخر».

ويورد سلماوى الكثير من حكايات محفوظ مع الممرضات، وبعض الزيارات والاتصالات بمحفوظ للاطمئنان عليه، أمثال الكاتب الكبير جابرييل جارثيا ماركيز، مبرزا تواضع الأستاذ نجيب محفوظ المعروف عنه، ساردا بعض محطات علاقته بأديب نوبل منذ التقاه بمكتب الكاتب الكبير «توفيق الحكيم» بالأهرام، مرورا بإهدائه بروفة إحدى مجموعاته القصصية، ورد محفوظ لهذه البروفة زائد عليها اقتراحات بالقلم الرصاص، ثم يعود مرة أخرى لموضوع كتابه «المحطة الأخيرة» فى حياة محفوظ الذى كان سعيدا فى تلك الفترة، بصدور عمله المحبب «أحلام فترة النقاهة» الذى نستعرضه هنا فى تلك الصفحة، مختارين بعض الأحلام.

وينقل لنا سلماوى ما قاله له الكاتب الفرنسى الكبير روبير سوليه.. «أنت الحكَّاء الأكبر فى العالم، ولقد أثرت ليس فقط فى القراء، وإنما أيضا على الكتاب»، وإصرار الكاتب البرازيلى السفير باولو كويلهو على تقبيل يده حين التقاه، واشتراط «نادين جورديمير» الكاتبة الجنوب أفريقية الحائزة على جائزة نوبل لقبولها زيارة مصر أن تلتقى محفوظ، والتقدير الكبير الذى حظيت به «أحلام فترة النقاهة»، وهى آخر ما كتب محفوظ فى الغرب، حتى إن مدير النشر فى دار لوروشيه قال : «إنه لم يقرأ مثيلا لهذا اللون الأدبى من قبل».

تذكر سلماوى حلما لم ينشر من «أحلام فترة النقاهة» فى طبعته الأولى، قال عنه: «ربما كان آخر حلم أملاه، فقد أعطانى إياه قبل مرضه بأسبوع واحد. قرأته مرة واحدة حين أعطاه لى، ثم طويته على أن أعود إليه ثانية. الآن أخذ يلح علىّ، فقرأته وأنا جالس أنتظر إلى جوار التليفون (كان منتظرا سماع البقية فى حياتك!)

رأيتنى سائرا فى الطريق فى الهزيع الأخير من الليل، فترامى إلى سمعى صوت جميل وهو يغنى: زورونى كل سنة مرة! التفت، فرأيت شخصا ملتفا فى ملاءة تغطيه من الرأس إلى القدمين، فنظرت إليه باستطلاع شديد. رفع الملاءة عن نصفه الأعلى فإذا هو هيكل عظمى، فتراجعت مذعورا، ورجعت وأنا أتلفت والصوت الجميل يطاردنى وهو يغنى: زورونى كل سنة مرة!».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك