«الجروان»: جهات معينة فى العالم العربى تسعى لتمزيقه.. ولا يمكن طلب الديمقراطية بالسلاح - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 12:52 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«الجروان»: جهات معينة فى العالم العربى تسعى لتمزيقه.. ولا يمكن طلب الديمقراطية بالسلاح

أحمد الجروان رئيس البرلمان العربى -تصوير لبنى طارق
أحمد الجروان رئيس البرلمان العربى -تصوير لبنى طارق
حوار ــ إسماعيل الأشول وسامر عمر
نشر في: السبت 30 أغسطس 2014 - 2:09 م | آخر تحديث: السبت 30 أغسطس 2014 - 2:10 م

الوطن العربى فى بحر هائج وسنعلن وثيقة للأمن القومى العربى فى أكتوبر.. بدون مصر ضاعت دول وكادت تضيع أخرى

نار الإرهاب ستلقى بشرورها على من زرعوه فى العالم العربى.. والعدو الصهيونى يقف خلف كل مشكلاتنا

نلمس محاولات لإشغالنا بحرب هنا لتحدث كوارث فى مناطق أخرى.. و«داعش» جاءت من الظلام محمولة بالحقد على الأمة العربية والإسلامية

 

اتهم رئيس البرلمان العربى، أحمد الجروان، «جهات معينة فى العالم العربى بالسعى لتفتيت المفتت وتجزىء المجزأ»، وأعرب، فى حوار مع «الشروق»، بمقر الجامعة العربية بالقاهرة، عن اعتقاده بمسؤولية «الصهيونية الدولية عن كل مشكلات العالم العربى».

وقال الجروان إن البرلمان العربى سيطرح فى أكتوبر من العام الجارى، وثيقة استرشادية للأمن القومى العربى، وأشاد بدور الرئيس عبدالفتاح السيسى فى حماية الأمن القومى العربى، على حد تعبيره، وقال «بدون مصر ضاعت دول وكادت ستضيع أخرى» .. وإلى نص الحوار:

• بداية .. ما تقييمك للاتفاق الأخير الذى توصل إليه الفلسطينيون مع دولة الاحتلال الإسرائيلى بشأن التهدئة بينهما، برعاية مصرية؟

- الاتفاق الأخير انتصار للمواطنين الفلسطينيين وللدبلوماسية المصرية، والقيادة المصرية، التى أثبتت للعالم أن مصر هى مركز القوى والثقل فى العالم العربى.

بدون مصر ضاعت دول وكانت ستضيع أخرى، من حب لله للأمة العربية أنه لن يتركها تضيع هباء، فالزعيم عبدالفتاح السيسى، من خلال حب وتأييد الجميع له، ولمصر وشعبها وقواتها المسلحة، وأفراد القيادات العربية، كلها مكونات وقواعد ترتكز عليها منظومة متكاملة للأمن القومى العربى.

•وماذا عن أجواء زيارتكم إلى غزة قبل أيام؟

- جاءت زيارتى إلى غزة نتيجة الاجتماع الطارئ الذى عقده البرلمان العربى ولجنة الشؤون السياسية والخارجية والأمن القومى العربى، بعد يومين من عدوان الكيان الصهيونى على أشقائنا الفلسطينيين، فذهبت إلى غزة لمشاركة أبنائنا وبناتنا، وهذه الزيارة شرف للبرلمان العربى، ولو أتيحت الفرصة لكل عربى من المحيط إلى الخليج لذهب.

أردنا أن يتوجه البرلمان العربى إلى المجتمع الدولى حاملا رسالة الشعب العربى، لذا كان ضروريا أن نتواجد بأنفسنا على الساحة لنرى بعيوننا ما يحدث فى غزة، وهناك شاهدت بعينى المآسى، ومعاناة الشعب الفلسطينى، بسبب العدوان الصهيونى، كما لمسنا اهتماما شديدا من القيادة الدبلوماسية العربية والشارع العربى، وقد وجدنا دعما كبيرا فى زيارتنا من الهلال الأحمر، ولمسنا عن قرب دور مصر فى محاولة حقن دماء الفلسطينيين الذين اغتالتهم يد العدو الصهيونى.

والبرلمان العربى دعم المبادرة المصرية، وأيّدها، ومازال مؤيداً لها، لا بديل عن المباردة المصرية، ليس هناك أجود منها، ونحن أعلنا إدانتنا للعدوان الصهيونى على الشعب الفلسطينى، وقد وقفت الدبلوماسية العربية والقيادة السياسية العربية خلف الشعب الفلسطينى، بكل إمكانياتها لوقف العدوان الصيهونى.

يتردد حاليا الحديث عن ضرورة العمل من أجل حل نهائى للقضية الفلسطينية، ماهو تصوركم لهذا الحل؟

- البرلمان العربى اتخذ موقفا محددا بألا يتدخل فى الشؤون السياسية لكل دولة، نحن نحترم رأى الشارع الفلسطينى ونقف خلف الدبلوماسية العربية والقيادة الفلسطنية الموحدة لصناعة المستقبل الفلسطينى، ونحن نساند التوجه الذى يُتداول الآن بشأن العمل من أجل حل نهائى على أساس إقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967م.

هل يمكن أن تنتظر القضية الفلسطينية 60 عاما أخرى ليتم حلها نهائيا؟

ــ القضية الفلسطنية تخص كل عربى ومسلم، وكل قائد عربى، وكل محب للسلام. كلنا نفهم ونعلم أن سبب المشاكل والأزمات فى العالم العربى، وفى الدول المحيطة، هو العدو الصيهونى الذى اغتصب أرضنا، وحل القضية الفلسطنية آتٍ لا محالة، فنحن أصحاب حق، والشعب الفلسطينى داعم ومحب للسلام، وكل ما سمعنا من حروب كان سببه العدو الصهيونى وتجاوزاته حتى فى حالات التهدئة، يقوم بخرقها ويفتعل المشاكل ليدمر ويقتل.

هل تتوقع أمدا زمنيا محددا للحل النهائى؟

ــ أنا متفائل خيرا، وأتوقع فى القريب العاجل بأن يكون هناك حل بتسخير كل الإمكانات وتضافر الجهود من أجل ذلك.

يستعد البرلمان العربى لطرح وثيقة استرشادية للأمن القومى العربى فى أكتوبر المقبل .. ما أبرز ملامح هذه الوثيقة؟

-الوطن العربى فى ظروف مأساوية، وأوضاع غير طبيعية وغير مأمونة ويعيش فى بحر هائج، وذلك بسبب تدخلات خارجية، تهدف لإثارة وإشعال الفتن الطائفية. والإرهاب نشأ وترعرع خارج الوطن العربى ولابد أن يعلم الجميع أن النار التى توقده الآن فى العالم العربى ستلقى بشرورها على من زرعوا الإرهاب فى بلادنا العربية. لكل ذلك سيطرح البرلمان العربى وثيقة استرشادية للأمن القومى العربى، تضم عدة محاور رئيسية، وستتضمن خارطة طريق وستصل إلى القيادة العليا للوطن العربى، وستعرض على الشارع العربى من خلال البرلمانات الوطنية العربية، كما سيتم عرضها على خبراء قانونيين، وهذه المحاور تتعلق بمجالات سياسية واقتصادية واجتماعية.

كون هذه الوثيقة ذات طابع استرشادى، ألا يقلل ذلك من اهتمام الدول العربية بها؟

ــ البرلمان العربى يؤدى الرسالة المنوطة به وفقط، نحن لسنا صناع قرار ولسنا سلطة تنفيذية، نحن جهاز تشريعى ورقابى واستشارى يمثل نبض الشارع العربى.

وقضية الأمن القومى، قضية ملحة فى الوطن العربى فلا يمكن تجاوزها، الأطفال يموتون فى بلادنا بسبب الإرهاب، لذا رأينا أن يتصدى البرلمان العربى لهذه الظاهرة الغريبة.

كيف تنظر لمخاطر تقسيم بعض الدول العربية مثل العراق وسوريا وليبيا؟

- هناك مخططات لجهات معينة فى العالم العربى تسعى إلى تفتيت المفتت، وتفريق صف الوطن العربى. ونلمس فى واقع الأمر، محاولات لإشغالنا بحرب هنا، لتكون هناك كارثة فى بلد أخرى، فالحرب على غزة اشتعلت، وشغلت الوطن العربى بل والعالم كله، وبالتزامن مع ذلك وجدنا الأوضاع تتأزم فى اليمن من خلال حشود هنا وهناك (يقصد محاصرة الحوثيين للعاصمة) فى صنعاء.

وما يسمى تنظيم (الدولة الإسلامية) «داعش» الإرهابى، يعيثون فى الأرض فسادا باسم الإسلام، ويقومون بتفكيك أبناء الوطن العربى لمصالح دولية، وهناك نشاط لجهات معينة لبعض الدول هدفها زعزعة وتهديد العالم العربى، لكن المواطن المعتدل العاقل الذى يؤمن بالعروبة ومستقبل أولاده، يقف خلف الدبلوماسية العربية التى تقوم بدور جبار، ولكن لن تستطيع الدبلوماسية العربية، والقيادات العربية بمفردها، مواجهة التطرف الارهابى.

ويجب أن تبدأ عملية مواجهة الإرهاب من داخل البيت العربى، بتربية أبنائنا والمحافظة عليهم من التطرف الفكرى، حتى لا ينجرفوا إلى الأفكار الغريبة، والجديدة على الوطن العربى، كما يجب على المؤسسات الحكومية دعمهم من خلال التعليم الجيد وتوفير البنية التحتية لهذا التعليم، فهذه الأمور الرئيسية هى التى تحفظ أبنائنا من الاستماع لهذه الأفكار المرفوضة.

تحدثت عن جهات بعينها تسعى لتفتيت المفتت .. هل هناك دول معينة يمكن تحديدها؟

- هناك الصهيونية العالمية، وهناك إسرائيل التى تستخدم كل ما تملك من دهاء ومكر وخبث، للظهور على الشاشات وفى الصحافة العالمية باعتبارها مكسورة وأنهم بسطاء، للتغطية على آلة الحرب الفتاكة والمدمرة التى يقتلون بها الأطفال والنساء والشيوخ.

الصهيونية الدولية، والدول التى تتبنى مشاريع اقتصادية ضخمة وجبارة على مستوى العالم تريد أن توقف عمليات التنمية فى الوطن العربى وبعض مصادر الرفاهية.

التغيرات التى حدثت فى مصر العام الماضى، ومساندة الإمارات والسعودية لها، جعلت البعض يتحدث عن محور «أبوظبى ـ القاهرة ـ الرياض» .. * كيف تنظر لدور هذا المحور فى مواجهة التحديات التى ذكرتها؟

ــ العلاقات الإماراتية السعودية المصرية، القاهرة الرياض أبوظبى، قديمة جدا، فهى ليست حديثة العهد، وهى علاقات متميزة جدا. قيادة مصر وجيشها وشعبها هى أساس ضبط الأمن القومى والعربى، وفى ظل الأخطار المحدقة بالعالم العربى لابد من وجود حكماء من أجل التعاون العربى، لذلك فالبرلمان العربى يسعى لمساندة كل أشكال التعاون والتواصل مع كافة الدول العربية، ولا يجب أن نستثنى بقية الدول مثل الأردن والمملكة المغربية والجزائرية، فكل الدول العربية على قلب رجل واحد.

• كيف يمكن للعالم العربى أن يتجاوز المخاطر التى تواجهه راهنا؟

ــ سيتجاوزها من خلال العلم، وبتكاتف الشعوب من خلال التمسك بقياداتهم ودعمها، ويجب علينا الاصرار على بناء مستقبلنا ومستقبل أبنائنا وتأمينه، ونحن شعوب لا تؤمن بالأنانية، فالكل يفكر فى مصالح أبنائه ولا يفكر لنفسه.

مع التهديدات التى تواجه أكثر من دولة عربية، يثور جدل حول أولوية بناء الدول أو إرساء الديمقراطية.. هل ترى أى تعارض بين فكرة بناء الدولة وتدعيمها وإرساء الديمقراطية وقيمها؟

ــ لا يمكن بناء الدول دون ديمقراطية. لكن انظر إلى ليبيا مثلا هل هذه مطالبة بالديمقراطية، لا يمكن طلب الديمقراطية بالسلاح ولكن يمكن بناؤها بالصبر والتحمل والاستماع لبعضنا البعض بالعقل والهدوء، لو سمعنا هتافات 50 شخصا فلا يمكن أن نفهم أو نسمع شيئا، فقط بالهدوء والصبر سنصل إلى كل شىء. وبناء الدول لا يكون فى أسبوع أو شهر أو سنة وإنما من خلال مؤسسات وتضحيات من الشعوب وأن يكون هناك تفاهم وتكاتف للجهود حتى يتم الحصول على الديمقراطية. فالحكام والرؤساء لم يأتوا من المريخ وإنما هم من بين شعوبهم.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك