مآسى المهاجرين تتفاقم فى البر والبحر - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 11:41 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مآسى المهاجرين تتفاقم فى البر والبحر

سورية وعائلتها يعبرون السياج الشائك للمجر
سورية وعائلتها يعبرون السياج الشائك للمجر
كتب ــ عمرو عوض:
نشر في: الأحد 30 أغسطس 2015 - 9:45 ص | آخر تحديث: الأحد 30 أغسطس 2015 - 9:45 ص

• انتشال 200 جثة من البحر المتوسط بعد غرق زورق.. سوريون يتحدون «الجدار الشائك» للوصول إلى غرب أوروبا.. ومدينة «باساو» الألمانية تستقبل 700 مهاجر يوميًا
• مهاجر عراقى: لم أجد عملًا بمصر ولم أجد إلا العداء فى تركيا.. وطفل أفغانى يصرخ: «ألمانيا ألمانيا»

فيما تشتد مآسى اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين يوما بعد يوم مع تواصل سقوط مئات الضحايا فى رحلات يحاولون من خلالها الهرب من بلادهم التى مزقتها الحروب والنزاعات، تتسارع الجهود الأوروبية لمواجهة الأزمة التى يبدو أنها لن تنتهى فى المستقبل القريب.

وكان اليومان الماضيان صادمين للعالم والمجتمع الدولى، بعد انتشال قوات خفر السواحل الليبى نحو 200 جثة أغلبها لنساء وأطفال جرفتها المياه إلى الشاطئ إثر غرق قارب يقل 400 لاجئ قرب بلدة زوارة غربى البلاد. وقال الهلال الأحمر الليبى إن 198 آخرين تم إنقاذهم من الغرق، وفقا لصحيفة الجارديان البريطانية.

وكانت السلطات النمساوية قد عثرت، الخميس الماضى، على أكثر من 70 جثة فى شاحنة براد على طريق سريع قرب الحدود مع المجر، ورجحت أن يكون الضحايا من السوريين. واعتقل الأمن النمساوى ثلاثة بلغاريين وأفغانيا للاشتباه فى مسئوليتهم عن تهريب هؤلاء ووفاتهم اختناقا.

وقالت الشرطة المجرية إن 3 من المعتقلين بلغاريين، أحدهم لبنانى الأصل وهو مالك الشاحنة، والآخران سائقان، أما المعتقل الرابع فهو أفغانى الأصل، وذلك بعد تحقيق أطلقته الشرطة المجرية والنمساوية، استجوبت على هامشه 20 شاهدا، وفتشت العديد من المنازل.

ونقلت صحيفة «الجارديان» البريطانية تصريحات المتحدث باسم الشرطة النمساوية لمحافظة بيرجين لاند، بيتر دوسكوزيل، التى قال فيها إن المعتقلين الثلاثة البلغاريين مشتبه بأنهم «أعضاء غير مهمين فى عصابة مجرية بلغارية للاتجار بالبشر»، مضيفا أن الضحايا معظمهم سوريون، بعد العثور على وثيقة سفر سورية مع أحدهم، مؤكدا أنه لا يمكن الجزم بجنسية المجموعة كاملة بعد، والتى تضمنت 8 نساء و4 أطفال، بينهم رضيعة، ماتوا اختناقا داخل الشاحنة، نتيجة لعدم وجود أى فتحات تهوية بها.

ويأتى ذلك فيما يتواصل يوميا تدفق آلاف اللاجئين على اليونان ومنها يعبرون إلى مقدونيا وصربيا ثم إلى المجر لينطلقوا منها نحو بلدان غنية فى غرب أوروبا على غرار ألمانيا والسويد والنرويج. وأوضحت الجارديان أن مدينة باساو الصغيرة فى جنوب ألمانيا باتت نموذجا لشدة الأزمة إذ تستقبل المدينة الصغيرة 700 مهاجر يوميا.

ولا تسمح السلطات المجرية لمن تمكن من بلوغ أراضيها بالتوجه بالقطار نحو ألمانيا، علما بأنها أقامت جدارا من الأسلاك الشائكة على حدودها مع صربيا، وهى بصدد تعزيز هذا الجدار كى يستحيل تخطيه، بحسب موقع«الجزيرة نت» الإخبارى.

وتعتزم المجر تشديد العقوبات على من يعبرون حدودها بشكل غير شرعى، واقترحت الحكومة، أمس الأول، إنزال عقوبة السجن ثلاث سنوات بأى شخص يتسلل عبر السياج الشائك. كما اقترحت إنزال أحكام أشد بالسجن بحق مهربى اللاجئين.

الإ ان هذه الحلول لا تبدو ناجعة حتى الآن، وقالت السورية نسرين (29 عاما) التى تجاوزت الحاجز بين صربيا والمجر، «لا نخاف من الشرطة المجرية ولا من السياج».

وأضافت: «هذا لا يقارن بما واجهناه فى سوريا. بلادنا دمرت، عشنا تحت القصف اليومى، وشهدنا عمليات قتل، ورأينا الدماء والجثث».

ولم يعرب أى من اللاجئين عن رغبته بالبقاء فى المجر، العضو فى الاتحاد الأوروبى. ولم يضعوا نصب أعينهم سوى هدف واحد هو الوصول إلى أوروبا الغربية، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.

وصرخ فتى أفغانى فى الخامسة عشرة من عمره، ذو عينين زرقاوين ثاقبتين تتناقض مع لون بشرته التى اسمرت من جراء السير أسابيع فى العراء، «ألمانيا! ألمانيا!».

وقال قاسم (35 عاما) أستاذ الرياضيات العراقى: «أريد أن أذهب إلى ألمانيا. هناك سنجد عملا كما أن نوعية النظام الصحى راقية وهو متوافر للجميع».

وبدأ قاسم رحلته قبل بضعة أشهر، فمر بمصر التى لم يجد فيها عملا، وبتركيا حيث لم يجد إلا العداء، كما قال: «عندئذ قررت الذهاب إلى أوروبا».

وفى سياق الجهود الأوروبية الحثيثة لمواجهة الأزمة، قالت المتحدثة باسم الشرطة الاتحادية السويسرية، كاتى ماريتان، إن سويسرا تستعد مع ألمانيا وإيطاليا لإطلاق قوة مشتركة لكشف وتفكيك شبكات تهريب اللاجئين، وأضافت أن هذه القوة المشتركة ستبدأ العمل الشهر المقبل.

وتعيش أوروبا انقسامات فيما يخص معالجة أزمة اللاجئين، وتعلو أصوات تطالب بتوزيع اللاجئين وفق نظام الحصص بين دول الاتحاد الأوروبى، بيد أن قادة الاتحاد الأوروبى يبدون غير قادرين على اتخاذ قرارات من هذا القبيل خشية معارضة عنيفة من قبل القوى اليمينية غير المرحبة بالمهاجرين.

من جانبه، شدد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كى مون، أمس الأول، على «وجوب القيام بالمزيد» لحل أزمة اللاجئين، معلنا عن اجتماع لمناقشة هذا الموضوع على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية الشهر المقبل فى نيويورك.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك