قال الدكتور هشام عرفات وزير النقل المصري، إن السكة الحديد المصرية تعد ثاني أقدم سكة حديد في العالم ومنذ إنشائها عام 1936 كانت الشبكة تخدم نحو مليون وخمسمائة ألف مستخدم في السنة حتى وصلنا إلى يومنا الحالي وأصبحت نفس الشبكة تخدم ثلاثمائة وخمسين مليون مستخدم في السنة، زاد عليها فقط ازدواج خط الصعيد وهذا هو لب المشكلة.

وأضاف عرفات في مقابلة خاصة أجرتها معه الزميلة رنده أبو العزم، وأذيعت على شاشة العربية أن أغلب حوادث القطارات في الأعوام الماضية كانت في مزلقانات وخصوصًا المعابر غير الشرعية في منطقة الدلتا وذلك بسبب البناء في حرم السكة الحديد، مشيرًا إلى أن خمسة حوادث فقط في الاعوام الماضية هي التي تتعلق بالوحدات المتحركة.

وأكد أن شبكة السكة الحديد لم تشهد أي تطوير فيما يخص البنية التحتية بما في ذلك القضبان والاشارات وأنه تقدم بخطة للقيادة السياسية في ابريل الماضي لتطوير الخط الرئيسي من السد العالي إلى القاهرة إلى الإسكندرية وتنتهي في 2022 لافتًا إلى وجود 1322 مزلقان شرعي بطول خط السكة الحديد بمعدل مزلقان كل ثلاثة كيلومترات إضافة إلى المعابر غير الشرعية التي تسبب مشكلة كبيرة علاوة على مشكلة صيانة الجرارات.

وقال إن الوزارة تلجأ للقروض الميسرة لتطوير البنية الاساسية للسكة الحديد مثل قرض صندوق النقد الدولي وايضًا إلى استثمار القطاع الخاص والمجتمعات العمرانية حيث ان الطلب على السكة الحديد عالي جدًا حتى لنقل البضائع نتيجة لتخفيض الدعم على السولار.

وحول عامل الأمان في السكة الحديد إلى أن ينتهي التطوير، قال وزير النقل المصري أن الاخطاء ستظل واردة طالما نعتمد على العنصر البشري وانه تم خفض سرعة القطارات مؤكدًا أن بعض الدول الكبيرة ايضًا تشهد حوادث قطارات مثل امريكا والمانيا.

كما صرح عرفات أنه جاري العمل على توسيع الشبكة للمرحلة الثالثة والرابعة من الخط الثالث لمترو الانفاق ونفى أي نية في زيادة أسعار تذاكر القطارات والمترة حاليًا ورفض تسمية رفع سعر تذكرة المترو مستقبلًا بالزيادة في السعر متسائلًا "هل يعقل ان تكون سعر التذكرة في شبكة يصل طولها إلى 220 كيلو متر بنفس سعر تذكرة في شبكة طولها 40 كيلو متر فقط؟ "

ونفى عرفات تصنيف الموانئ المصرية سلبًا بسبب التلوث مؤكدًا أن الموانئ المصرية تشهد حاليًا طلبًا غير مسبوق وانهم طبقوا بعض الحوافز لزيادة جذب الخطوط الملاحية.

وقال وزير النقل المصري أن جسر الملك سلمان هو مشروع كبير ويحتاج دراسات كثيرة، مؤكدًا أنه يعد أكبر مشروع كباري على كوكب الأرض حاليًا.

وأضاف أن كوبري السلام وهو جزء لا يُذكر من جسر اللملك سلمان استغرقت دراسته 4 سنوات، فجسر الملك سلمان يحتاج دراسات بيئية وجيولوجية ودراسات زلازل وغيرها وأن كلية الهندسة بجامعة القاهرة بدأت بالفعل العمل على دراسات بيئية وسلمتها إلينا.

وتابع أن المشكلة في الجسر أن عمق المياه في خليج العقبة يصل 700 متر في بعض المناطق وان خليج العقبة فالق طبيعي مما يتطلب الحذر الشديد مضيفًا أن الهندسة لا تعجز في حل أي مشكلة وأن التكلفة ستضح بعد إتمام الدراسات التي يتوقع أن تستغرق 3 سنوات على الأقل.

وأوضح أن الدراسات هي التي ستحسم مصير الجسر إما بتنفيذه أو الاتجاه لتنفيذ بديل مثل النفق، وأكد عرفات أنه حريص على إتمام هذا المشروع لأنه سيغير شكل الوطن العربي وليس فقط مصر والمملكة العربية السعودية.

وعن أكشاك الفتاوى في محطات مترو الانفاق والتي بدأت بمحطة الشهداء، قال إن هذه الأكشاك وضعت خصيصًا لإفادة مستخدمي المترو والرد على استفساراتهم في موسم الحج وبالتالي ينتهي دورها بعد انتهاء الموسم وسيتم ازالتها نافيًا ما تردد من التوسع في هذه الاكشاك في محطات أخرى للمترو.

وحول تطوير شبكة الطرق صرح عرفات أن المشروع القومي للطرق يعد من المكاسب السريعة التي تفتح الاقتصاد بعكس السكة الحديد التي تحافظ بشكل أكبر على استدامة الاقتصاد، مشيرًا إلى تنفيذ اربعة آلاف كيلو متر وجاري استكمال المرحلة الثانية والثالثة من شبكة الطرق التي مقرر لها ان تنتهي منتصف عام 2019.