«النسيج اليدوي» في كرداسة: البقاء مرتبط بالسياحة والمستمرون هم أصحاب النفس الطويل - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 2:32 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«النسيج اليدوي» في كرداسة: البقاء مرتبط بالسياحة والمستمرون هم أصحاب النفس الطويل

صناعة النسيج اليدوي – أرشيفية
صناعة النسيج اليدوي – أرشيفية
أحمد البرديني
نشر في: الثلاثاء 30 سبتمبر 2014 - 9:28 م | آخر تحديث: الثلاثاء 30 سبتمبر 2014 - 9:28 م

في منتصف الشارع السياحي بكرداسة، جنوب الجيزة، الذي يقود الزائر إلى قلب المدينة، يجلس إبراهيم عيد، أمام نول خشبي وحيد، هو ما تبقى من أصل 40 نولا توقفوا عن الإنتاج، بينما يمتلئ متجره بالمنسوجات المتراكمة، التي لم تبع منذ شهور.

«أعمل حاليًّا على نسج السجاد الخالي من الشغل الفني، بعد تصفية 4 من الحرفيين بسبب الكساد، وأصبحت أعمل بنفسي بمهاراتي المحدودة التي لا ترقى لمستوى الحرفيين المهرة، فقد كان دوري يقتصر على الإدارة والبيع فقط».

لا يبدي التاجر الأربعيني اهتمامًا بالحديث عن حالة الركود، التي تعاني منها صناعة النسيج اليدوي داخل كرداسة، بل اكتفى بالإشارة إلى خارج باب المحل، إلى قسم كرداسة المُحترِق في الأحداث التي أعقبت فض اعتصامي رابعة والنهضة في أغسطس من العام الماضي، حين قتل إسلاميون متشددون مأمور القسم و10 رجال شرطة آخرين، وكان بعض المتهمين ينتمون إلى العائلات الإخوانية بالمدينة.

تمثل المدينة أهمية في مجال صناعة النسيج اليدوي، إذ تستحوذ على حوالي 50% من حصيلة البيع في هذا المجال، بحسب محمود الشامي، نائب رئيس غرفة الصناعات النسيجية في اتحاد الصناعات المصرية، الذي رصد ارتفاعًا في حركة التجارة داخل الشارع السياحي بلغت نحو 60% من حجم السوق، بعد أن كانت قد شهدت ركودًا تامًّا في أعقاب حادث اقتحام قسم شرطة كرداسة، متوقعًا أن ترتفع مستقبلا مع مبادرات تنشيط السياحة التي يسعى اتحاد الصناعات لتفعيلها في المدينة.

من جانب آخر يطرح خيري مرسي، رئيس مجلس المدينة، أفكارًا أخرى لتنشيط التجارة من خلال جذب وفود الوزارات وهيئات الشباب إلى المدينة، قائلا: «ننتظر إعداد يوم حكومي لجذب السياحة في كرداسة، على أمل أن تساهم تلك الزيارات في رفع نسبة الإشغال في المحلات التجارية إلى 90% من حجم السوق السياحية في المدينة».

تلك الآمال الطموحة لا تشغل تاجر مثل إبراهيم عيد الذي يقبض براحة يده على الخيوط المتناثرة من «الكليم» في الورشة الصغيرة التابعة للمحل التجاري، محاولا استعادة حرفته، التي تعلم مبادئها الأولى قبل 29 سنة، فما يشغله هو استعادة سمعة كرداسة الأصلية في إنتاج منسوجات يدوية ذات طابع خاص، وإزالة سمعتها الحالية كمأوى للمتطرفين الإسلاميين.

وبالرغم من مرور أكثر من عام على حادث اقتحام قسم شرطة كرداسة، فإنه حاضر بشدة في أذهان أهل كرداسة بصفة عامة، والعاملين بالشارع السياحي بصفة خاصة؛ لما تسبب فيه من تأثير سلبي على تفاصيل حياتهم اليومية، فحسبما أكد عدد من أهالي المدينة، فإن عدم وجود قسم للشرطة في المدينة، قد أتاح الفرصة أمام المسيرات الإخوانية، التي يتكرر ظهورها في أحياء متفرقة من المدينة بشكل لا ينقطع.

أما الوعود المتكررة عن قرب ترميم قسم كرداسة المحترق، وعدم تنفيذها فقد باتت تثير حفيظة الحرفيين والتجار أكثر ما تمثل لهم فرجًا قريبًا، وهو الأمر الذي عزاه رئيس مجلس المدينة إلى تأخير صدور ميزانية الترميم من وزارة الداخلية حتى الآن.

الصورة تبدو قاتمة عند أغلب التجار في ظل غياب المبادرات الحكومية، وفشل تنظيم معارض للبيع فى أماكن أخرى، نظرًا لارتفاع أسعار تأجير قاعات العرض، وهو ما يعزز من مواقف بعضهم لترك الحرفة نهائيًّا، والاتجاه إلى مهن أخرى، مثل النسّاج محمد عبد المنعم «58 سنة»، الذي قضى أكثر من 40 سنة في المهنة، وتركها في العام الماضي بعد تداعيات حادث اقتحام قسم شرطة كرداسة، إذ تحول إلى سائق على «توك توك» في إمبابة.

ويشرح أسبابه قائلا: «كنت أحصل على 30 جنيه كعامل نسيج على نول يدوي، وهي لم تكن تكفي لتغطية نفقات أربعة أبناء وتعليمهم». لهذا السبب تخلى عن حرفته، ولو مؤقتًا، في حين يرى أن صناعة النسيج اليدوي غير قابلة للانقراض، يختم حديثه قائلا: «البقاء مرتبط بالسياحة، والمستمرون هم أصحاب النفس الطويل».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك