السوريون يرثون الوطن المفقود فى شوارع ستوكهولم - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 10:05 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«الشروق» ترصد من السويد الشتات العربى فى أوروبا «الحلقة الأولى»

السوريون يرثون الوطن المفقود فى شوارع ستوكهولم

اللاجئين السوريين في محطة استكهولم
اللاجئين السوريين في محطة استكهولم
رسالة ستوكهولم ــ خالد أبوبكر:
نشر في: الأربعاء 30 سبتمبر 2015 - 9:43 ص | آخر تحديث: الأربعاء 30 سبتمبر 2015 - 10:23 ص

فى منتصف الشهر الحالى كنت فى زيارة للعاصمة السويدية ستوكهولم، بمجرد دخولك محطة القطار الرئيسية فيها لن تصدق أبدا أنك فى قلب عاصمة أوروبية.. ستظن للوهلة الأولى أنك فى محطة للقطار فى دمشق أو بغداد.. من ارتفاع الأصوات التى تنطق بلهجات أبناء الرافدين وبلاد الشام فى هذه البقعة الواقعة فى أقصى شمال القارة العجوز.

تنظر حولك.. فتجد شبابا ونساء وأطفالا يفترشون الأرض من فرط التعب والإرهاق والإعياء، الناتج عن طول رحلتهم التى قطعوها وسط الأهوال والأدغال.. بين عبور للبحار واجتياز للحدود بين البلدان، التى لم يخطر ببالهم أن أقدامهم ستطأها يوما ما.. لكن للشتات أحكام.. ولتلاشى معنى الوطن الحاضن لبنيه أحكام.. «فما أهون ضياع الأب والأم مقابل ضياع الوطن؟!.. ويا طول حزن من ضاع وطنه وراح يبحث عنه فى أوطان الناس!»، على حد تعبير شاب سورى التقيته على أحد مقاهى ستوكهولم.

عندما تقترب من تجمعات الشباب السورى والعراقى تكاد تسمع أنينهم المكتوم.. وتلحظ تلك الحيرة الرهيبة التى تملأ عيونهم الزائغة من هم جاثم على القلب، نابع من شعور مقيت بالغربة، والخوف من مصير مجهول فى بلاد لا يعرفون لغاتها، لكنهم يؤمنون أنها ستكون أكثر رحمة بهم أكثر من أولئك الذين يسكنون ما يسمى ببلاد العرب.

ما يجعل الدمعة تفر من عينيك وأنت تستعد للحديث مع هؤلاء الأشقاء الذين ألقت بهم الحروب فى العالم العربى إلى هذه البقعة القاصية من الأرض الغريبة، هو منظر الفتيات اللاتى تطوعن للعمل مع الصليب الأحمر لاستقبال ومساعدة الفارين من الويلات عند وصولهم إلى هذه المحطة، تشعر أن هؤلاء الفتيات على وشك الاحتفاظ بهم بين الجفون.. فى نن العين.. تتفاجأ بأنهن يتحدثن العربية والسويدية بطلاقة، تسأل فتكتشف أنهن الجيل الثانى من أبناء المهاجرين العرب الذين قدموا إلى هذه البلدان فى الستينيات، جئن كى يساعدن إخوتهن فى التواصل عبر الترجمة مع الصليب الأحمر ومصلحة الهجرة السويدية وغيرها من السلطات الموجودة فى ستوكهولم، وتقديم الإعانات العاجلة وبخاصة للأسر التى تصطحب أطفالا، سواء ممن قرروا البقاء فى السويد، أو الركوب لدولة أخرى، مثل فنلندا، كما فى حالة معظم العراقيين.

رحلة الشتات تبدأ من أزمير التركية إلى اليونان مرورا بمقدونيا وصربيا والمجر وصولا إلى ألمانيا والسويد 

البداية كانت مع زكريا أطرش (30 سنة)، الذى بدا عليه الإنهاك والتعب من وقع رحلة طويلة وشاقة، شاهد فيها «ما يشيب له الولدان» على حد قوله، يبدأ الشاب المنهك حديثه من لحظة خروجه من الأراضى السورية «أنا من مدينة حلب الشهباء.. التى تتعرض لأبشع أنواع التدمير على يد الجميع.. كل المتقاتلين على أراضيها ينتقمون منها ومن سكانها ومن تاريخها.. أمام هذا الأمر هربت إلى تركيا بأعجوبة، وأمامى هدف وحيد وهو الوصول إلى هذه الأرض التى أحدثك منها (السويد) مهما كلفنى ذلك من مشقة ومن ثمن، حتى ولو كان حياتى.. التى صارت فى وطنى لا تساوى أكثر من شظية من برميل متفجر.. أو رصاصة طائشة من أى قناص تابع لأى فريق ممن يتقاتلون على أرضى التى لم تعرف إلا نبت الخير طوال تاريخها».

«مكثت شهرين فى تركيا وأنا أتدبر أمر الهروب إلى أوربا، هدانى بعض السوريين المقيمين هناك إلى أحد المهربين، اتفقت معه أنا ومجموعة من الشباب السورى على أن يوصلنا بطريقة فيها شىء من الاحترام إلى اليونان، وأقنعنا بأنه بمقدوره فعل ذلك، وفى اللحظة التى اتفقنا فيها على
 السفر اكتشفنا أنه قد نصب علينا بعد أن أخذ من كل واحد منا 4500 دولار، فندبنا حظنا العاثر»، يضيف أطرش.

الهروب إلى اليونان يتم بحرا عبر قوارب مطاطية شاهدنا فيها الموت عشرات المرات.. «قطعنا 4 أيام سيرا على الأقدام من مقدونيا إلى صربيا وتعرضنا للسطو المسلح من المافيا وقطاع الطرق»

ويواصل «لم يعد أمامنا إلا طريق البحر للوصول لليونان.. فتوجهنا إلى أقرب نقطة إليها من الأراضى التركية وهى أزمير، واتفقنا مع مهرب جديد على أن نبحر فى اتجاه أقرب جزيرة يونانية على متن قارب مطاطى، لا تزيد حمولته بحال من الأحوال على 20 شخصا، فى حين ركب فيه 45 ما بين شباب وأطفال ونساء، مقابل 1200 دولار للرأس الواحدة، وبعد أن ركبنا ذلك القارب عند منتصف الليل وبعد تحركه بنحو 20 دقيقة غرقنا، وانتشل خفر السواحل الأتراك من كتبت له النجاة منا، وغرق من غرق أو ارتاح من ارتاح».

«لم يكن أمامنا خيار آخر غير الوصول إلى هنا مهما كلفنا الأمر.. قد لا تصدق أننا استجمعنا قوانا وعاودنا الكرة مرة أخرى على متن قارب جديد بعد عدة أيام، ومع الأسف غرقنا مجددا، وانتشلنا خفر السواحل الأتراك مرة أخرى، وكانوا يتعجبون من إصرارنا وغيرنا على المقامرة بحياتنا» يضيف أطرش.

فى المحاولة الثالثة على متن هذه القوارب المطاطية اللعينة، التى يتفق المهرب مع مهاجر مثلنا لم يسبق له قيادتها فى حياته على تولى زمام القيادة نظير ركوبه دون مقابل، نجحنا فى الوصول إلى جزيرة «كويوس» اليونانية، بعد ساعة واحدة من إبحارنا من أزمير التركية، ساعة يداعبك الموت فيها مئات المرات، ترفع وجهك إلى السماء تطلب العون من الله الواحد، تتعالى الصرخات بهستيرية عن الموت الذى يدنو من كل واحد منا، كنا نعتقد أننا تركناه هناك فى سوريا.. لكنه ها هو يطاردنا فى كل حلنا وترحالنا».

لم تنته معاناتنا بعد – يضيف أطرش ــ.. بل هى لم تبدأ، فالهروب من خفر السواحل فى جزيرة «كويوس» إلى العاصمة أثينا يحتاج إلى أعجوبة أخرى، وهو ما وفقنا فيه بعد معاناة لا يمكن وصفها، وكانت وجهتنا التالية هى مقدونيا، نجحنا فى دخولها بالفعل، وهناك كان جحيم الشرطة المقدونية بانتظارنا، أقاموا علينا حفلات من الضرب بالعصى، وبعد مفاوضات شاقة تركونا نرحل فى اتجاه صربيا».

الموت فى الطريق إلى أوروبا أهون من انتظار شظايا البراميل المتفجرة وقناصة المتحاربين فى سوريا

لم تكن الرحلة إلى صربيا سهلة على الذين تضيق بهم الأرض من الفارين من جحيم الحرب الأهلية فى سوريا، يؤكد أطرش، ويضيف «قطعنا 4 أيام سيرا على الأقدام حتى وصلنا إلى مدينة «لويان» المقدونية القريبة من الحدود الصربية، ونجحنا فى التسلل إلى داخل صربيا، وأكرمنا الله بالإفلات من الشرطة فيها، وكان التعب قد بلغ لدينا منتهاه، توجهنا للإقامة فى بعض الفنادق؛ فسمحوا لنا بذلك مقابل أجرة مضاعفة ثلاث مرات، فالغرفة التى تساوى 20 دولارا فى الليلة، يعطوها للمهاجرين أمثالنا بـ60 دولارا.

«كنا بحاجة إلى الراحة والتقاط الأنفاس فى صربيا، وما سهل علينا الفوز بذلك هو تفهم السلطات الصربية لظروفنا، وبناء على ذلك منحتنا «الخارطة»، وهى اذن بالبقاء فى أراضيها لمدة عشرة أيام، وقبل انتهائها يجب علينا أن نكون قد غادرنا الأراضى الصربية» يواصل أطرش.

ويتابع «قبل أن تنتهى المدة تحركنا فى اتجاه هنغاريا (المجر).. مكثنا يوما ونصف اليوم سيرا على الأقدام فى اتجاهها، وخلال هذا الطريق الوعر فى وسط الغابات سقط بعضنا ولم نملك ترف المكوث بجانبه، فالرحلة والظروف تجبرك على أن تواصل الرحلة صوب أوروبا الشمالية مهما كان الثمن.. كنا نتركهم وقلوبنا تتقطع لكن لا مفر من مواصلة السير».


هذا الطريق الذى نسير فيه باتجاه المجر كان معروفا بأنه طريق للمافيا وقطاع الطرق، الذين خرجوا علينا بالفعل، وأخذوا ما وقعت عليه أيديهم من أغراضنا، وتاه منا بعض الرفاق أثناء محاولات الهروب من هؤلاء المجرمين، يؤكد الشاب السورى.

يأخذ نفسا عميقا، «وصلنا الأراضى المجرية بالفعل، ومنها اتفقنا مع مهرب على توصيلنا لألمانيا، وهو ما تحقق لنا، بعد أن دفع كل منا 450 يورو إلى سائق شاحنة.. لا أستطيع أن أصف لك سعادتى فور وصولنا إلى الأراضى الألمانية، شعرنا وكأننا ولدنا من جديد، بعضنا قرر البقاء هناك، حيث التقى ببعض أقربائه أو من يعرف من قريته فى سوريا، واخترت أنا وبعض الرفاق الوصول إلى السويد، بالنظر لحجم الخدمات التى يحصل علىيها اللاجئون فيها، واتفقنا مع سائق جديد أوصلنا إلى العاصمة الدنماركية كوبنهاجن، ومنها إلى أقرب مدينة سويدية إليها وهى «مالمو»، التى تركناها وجئنا إلى ستوكهولم كما ترانا، لكننا سنعود إليها مجددا لأن اللاجئين السوريين يحصلون على الإقامة فيها بسرعة».

يوسف: لا أحد يموت من جيش الأسد ولا الجيش الحر ولا النصرة.. أغلبية من يموتون من الشعب السورى الأعزل

بجوار أطرش الذى أنهكه الحكى، كان يوجد بلدياته ورفيقه فى هذه الرحلة الشاقة علاء يوسف، وهو فى العشرينيات من عمره، فور أن انتهى رفيقه باغتنى قائلا «لعلك تتساءل عن سر تمسكنا بهذه المغامرات حتى نجىء إلى هنا.. ودعنى أجيبك: عندما يحاصرك الموت فى بلدك فى كل مكان من خلال قناص.. غارة جوية.. برميل متفجر.. أو قصف مدفعى من أى طرف من الأطراف المتصارعة على بلادنا ستهون عليك أى رحلة فيها احتمالات ولو ضئيلة للنجاة من الجحيم المقيت فى سوريا».

الغريب – بحسب يوسف ــ أنه «لا أحد يموت من جيش الأسد ولا من الجيش الحر ولا من النصرة أو من حزب الله أو من غيره من الميليشيات.. أغلبية من يموتون من الشعب السورى الأعزل الذى لا ينتمى إلى أى من هؤلاء المتقاتلين ومن على شاكلتهم ممن يدمرون سوريا ومقدرات شعبها».

قبل أن أبادله الحديث باغتنى يوسف بسؤال أشد قسوة: أيهما أقرب لنا السويد أم السعودية؟ ألمانيا أم الأردن؟ النمسا أم الكويت؟، قلت له الدول العربية طبعا، قال «الجميع تخلى عنا»، تدخل أطرش بلهجة ساخرة مرددا النشيد الشهير «بلاد العرب أوطانى».

الشعب السورى لم يغلق حدوده فى وجه أى عربى.. فلماذا يغلقون الحدود فى وجوهنا؟

يواصل الشاب السورى يوسف بلهجة مريرة «الشعب السورى لم يغلق حدوده فى وجه أى عربى.. ضاعت فلسطين أقمنا المخيمات لأهلها على أراضينا.. تعرض العراق للغزو فتحنا حدودنا واقتسمنا الرغيف.. يتعرض لبنان للعدوان الإسرائيلى فلا يجد غير سوريا تفتح له ذراعيها.. أما الأردن فقد كبر وأصبح دولة تغلق حدودها فى وجه الشعب السورى» يقول باستنكار.

سألت الشابين وهما وقوف أمام شباك التذاكر فى محطة القطار الرئيسية فى ستوكهولم لحجز تذاكر العودة لمدينة «مالمو»، لو انصلح الحال فى سوريا هل تعودا ثانية؟ فكانت الإجابة فى نفس واحد «نعم.. من يكره الابتعاد عن وطنه.. بس هى تعود!».

أحمد القادم من الجولان: لا نستطيع التمييز بين القصف الإسرائيلى من قصف النظام من قصف المعارضة وفى المحصلة الموت واحد 

كان يقف أحمد يوسف الخالد، القادم من القنيطرة بالجزء المحرر من الجولان مع أخيه صفوان بين عشرات اللاجئين الواصلين للتو من كوبنهاجن خارج المحطة الرئيسية للقطار فى ستوكهولم، أمام خيمة صغيرة بها بعض المساعدات الطبية وبعض الأطعمة والمشروبات التى يقدمها المتطوعون مع الصليب الأحمر لهؤلاء القادمين من رحلاتهم الشاقة، تحدثت معهم عن رحلتهم فوجدتها تكاد تتطابق مع ما حكاه زكريا أطرش.

سألتهما عن الأحوال فى الجولان فقال أحمد «مأساوية.. المواطن هو من يدفع الثمن.. لم نعد نستطيع أن نميز القصف الإسرائيلى من قصف النظام من قصف المعارضة.. تموت عائلات والأطفال نيام على أسرتهم من دون ذنب أو جريرة.. ومن دون أن نعرف من أطلق الرصاص أو دانات المدافع».

ويواصل «لم أكن أتخيل للحظة واحدة أن يلاقى شعبنا هذا المصير البائس.. لم أتخيل أن يكون الشتات هو مصيرنا.. نظام الأسد من المستحيل أن يستمر بعد أن وصل بالوطن إلى هذه الهاوية السحيقة.. ولكن المشكلة أن كل من يقاتل على الأراضى السورية لا يختلف كثيرا عن نظام الأسد، بلادنا ضاعت ويبدو أن تمزقها وغيبتها ستطول.. شعبنا يعانى الأمرين فى مخيمات اللجوء الموجودة بالدول العربية، ونحن ندفع ثمن المجىء إلى هنا ربما حياتنا بأسرها».

لم أكن أتمنى أن أتناول طعاما لم أدفع ثمنه.. شعور مقيت أن يتصدق الناس عليك

بحزن عميق يقول أحمد وتكاد دمعة تفر من عينيه «لم أكن أتمنى ان أتناول طعام لم أدفع ثمنه.. شعور مقيت ان يتصدق الناس عليك.. لقد كنا أعزة فى بلادنا وذلنا ظلم حكامنا.. أنا قادم إلى هنا للعمل لا النوم.. ونفسى يأتى اليوم الذى أعود فيه إلى سوريا».


صفوان: سوريا لن تموت.. لكن عندما تعود لن نسمح لعربى بدخولها

صفوان يلتقط أطراف الحديث من أخيه، وبحماس بالغ يقول «بلادنا لن تموت.. سوريا ستعود كما كانت متألقة على مر العصور، لكن عندما تعود لن نسمح لعربى بدخولها.. كما تركونا نتجرع الموت وحدنا سنفرح بعودة بلادنا وحدنا» ربت أخيه على كتفه برفق، طالبا منه الهدوء، بعدها استأذنا فى الانصراف، وبعد خطوات من تحركهما قال أحمد موجها حديثه إلى بجملة واحدة «ديروا بالكم على مصر».

فى باحة المسجد الكبير فى فى ستوكهولم وجدته جالسا وعلامات الشرود بادية عليه، قال اسمى يحيى، من مدينة حلب، قطعت نفس الرحلة التى بالتأكيد سمعتها مئات المرات ممن قابلت هنا.

وأضاف «الجحيم وحده هو ما دفعنا لترك بلادنا.. حاربنا إسرائيل أكثر من مرة ولم نر ذلك الجحيم المقيت الذى تصطلى به بلادنا وشعبنا.. إذا لم تمت برصاص المتحاربين.. ستموت من الجوع.. وإذا لم يحدث ذلك ستموت من الحسرة على رفاقك وجيرانك وأحبائك الذين يموتون يوما بعد يوم من دون أى ذنب اقترفوه».

ما يثير استغراب يحيى هو «ذلك التخاذل العربى تجاه سوريا.. بدلا من البحث الجاد عن حل لأزمة الشعب السورى انقسم العرب بين الفرق المتناحرة على هذه الأرض العربية الطيبة، من يدير ظهره للشعب السورى من العرب أقول له لا تستعجل دورك قادم مهما حاولت الهروب.. انتظر يا رفيق».

سألته عن تقديره للمدى الزمنى الذى يمكن فيه لسوريا ان تتجاوز أزمتها الراهنة «بدون تردد قال سنوات طويلة.. يا أخى نحن نضيع نصف يومنا فى الجلوس على طاولة للطعام من فرط غرامنا بالحكى.. فما بالك ونحن نتقاتل.. انظر حولك.. العراق صار له 12 سنة فى تناحر.. هل تجد حلا قريبا للازمة العراقية؟.. يجيبك عنى هؤلاء العراقيون الفارون من الجحيم مثلى.. هم كثر بجوارك الآن فى باحة هذا المسجد.. الحرب الاهلية فى لبنان استمرت 15 سنة.. وبعدها هل عرف لبنان الاستقرار حتى اليوم؟.. أزمتنا ستطول.. أقول لك ستطول.. فهمت على.. ستطول».


طوارئ بمصلحة الهجرة لاستقبال اللاجئين

فى محطة القطار الرئيسية فى ستوكهولم وغيرها من المناطق التى تشهد تدفقا لطالبى اللجوء بالسويد ستجد ممثلين عن مصلحة الهجرة، لتقديم الدعم لهؤلاء اللاجئين عبر إعطائهم المعلومات الصحيحة، ومنحهم التوجيهات اللازمة لتقديم طلب اللجوء.

وقال موظف تابع للمصلحة التقته «الشروق» فى المحطة الرئيسية مهمتنا استقبال اللاجئين الذين أنهكوا من التعب خلال رحلة وصولهم إلى إحدى الدول الأوروبية ومنها إلى السويد، ودورنا يتمثل فى تعريفهم بالخطوات التى يجب أن يتبعوها عند تقديم طلبات اللجوء، فضلا عن تقديم الاحتياجات الأساسية الضروية لهم، مع توفير وسائل انتقال لتوصيلهم إلى مراكز إيواء اللاجئين «الكامبات».

ونوه الموظف ــ الذى رفض ذكر اسمه ــ بأن «من يختار تقديم طلب اللجوء فى السويد والبقاء فى ستوكهولم يتم اصطحابه إلى مقر مصلحة الهجرة فى منطقة Solna لتقديم طلبه هناك، أما الذين وصلوا لستوكهولم لكنهم يريدون تقديم اللجوء فى أماكن أخرى من السويد فيتم نقلهم إلى مركز تقديم الطلبات فى منطقة Märsta.

وأكدت مصلحة الهجرة فى أكثر من بيان على موقعها الإلكترونى أن موظفيها على استعداد كامل لتقديم الطعام والشراب وتأمين حافلات متوقفة خارج المحطات المركزية لنقل اللاجئين إلى أحد مراكز إيواء اللاجئين، كما تحرص المصلحة على تأمين الخدمات الاجتماعية وضمان توفير السكن المؤقت للاجئين وتقديم الرعاية للأطفال غير المصحوبين بذويهم والشباب الذين يأتون للسويد بدون أولياء أمورهم.

 المنظمات الأهلية ومصلحة الهجرة تقدم المساعدات للاجئين في استكهولم

وبشأن الليالى الأولى لوصول اللاجئين إلى الأراضى السويدية قالت المصلحة إن «جميع اللاجئين الذين يحصلون على أماكن فى مساكن اللاجئين ولم يختاروا السكن فى أماكن أخرى أو لدى أقاربهم وأصدقائهم، فإن مصلحة الهجرة ستؤمن لهم الحصول على أغطية ومفروشات للسرير ومواد للنظافة الصحية، بالإضافة إلى منحهم سرير فى العنابر المخصصة للنوم، وتقديم وجبات للإفطار والغداء والعشاء، وخدمات أخرى فى غرفة الطعام المشتركة، وتضم أغلب مساكن اللاجئين غرف للاحتفاظ بالملابس، والتى يمكن توزيعها فيما بعد على الناس الذين هم بحاجتها».

يتعين على اللاجئين تقديم طلبات لجوئهم لدى مصلحة الهجرة بعد الانتهاء من إجراءات استقبالهم وتأمين المساكن والمستلزمات لهم، وتشمل المقابلة الأولى عند تقديم طلب اللجوء التحدث عن الدولة التى قدم منها طالب اللجوء، وإعطاء معلومات عن عائلته وعمره وغيرها من المعلومات الشخصية، وأخذ بصمات الأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم 14 عاما.

ويقوم موظف مصلحة الهجرة خلال مقابلة اللاجئ عند تقديم طلب اللجوء بالسؤال عن حالته الصحية، وإعطاء معلومات للاجئ تتعلق بحقه فى الحصول على الرعاية الصحية.

وتوضح مصلحة الهجرة أن نفقة التعويض اليومى الممنوح لطالب اللجوء المسجل فى المصلحة تبدأ من اليوم التالى لتاريخ تقديم طلب اللجوء، كما أعلنت المصلحة أن من حق طالب اللجوء عند إجراء المكالمة الأولى مع مصلحة الهجرة الحصول على مترجم عبر الهاتف.


 الصليب الأحمر يستقبل اللاجئين في استكهولم

أرقام

< يبلغ عدد طالبى اللجوء فى السويد منذ بداية 2015 حتى الأول من سبتمبر الحالى 48774 طلبا، بلغ عدد الذكور منهم 33979، فيما بلغ عدد الإناث 14795 وبلغ إجمالى عدد الأطفال القصر 18212، منهم 9383 من الأطفال غير المصحوبين بوالديهم أو أى ولى أمر لهم.

< احتل السوريون المرتبة الأولى من بين إجمالى عدد طالبى اللجوء إلى السويد حتى الأول من سبتمبر 2015 بـ14716 طلب لجوء، وحلت أفغانستان ثانية بـ5694 طلب لجوء، ثم الصومال فى المرتبة الثالثة بـ3321 طلب، وحل العراق رابعا بـ2186، وجاءت مصر فى المرتبة التاسعة والعشرين بـ217 طلب لجوء.

< شهد الأسبوع الثالث من شهر سبتمبر الحالى تقديم نحو 7 آلاف شخص طلبات لجوء فى السويد، وهو أكبر عدد لطالبى اللجوء على الإطلاق تشهده السويد فى أسبوع واحد، بحسب مصلحة الهجرة السويدية، علما بأن المعدل سار فى الأيام الأخيرة بنفس المعدل ألف طلب لجوء تستقبلها مصلحة الهجرة يوميا.
وبهذا الرقم يصبح هذا الأسبوع هو أكبر أسبوع تم فيه التقديم على طلب لجوء فى التاريخ، بما فيها فترة حرب البلقان عام 1992، والتى شهدت موجة لجوء كبيرة من منطقة البلقان إلى السويد.

< شهد عام 1992 تسجيل أكبر عدد لطالبى اللجوء فى السويد لعام كامل، حيث قدم فى تلك السنة 84 ألف شخص طلبات لجوء، فى حين بلغت فى هذا العام ــ بعد إضافة احصاءات شهر سبتمبر ــ نحو 60 ألف طلب للجوء، إلا أن أعداد المتقدمين لطلبات اللجوء فى الأسابيع القليلة الماضية هى الأكبر حتى الآن فى تاريخ السويد.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك