ألمانيا - زيارة لدى موزعي نسخ القرآن بالمجان - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 5:30 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ألمانيا - زيارة لدى موزعي نسخ القرآن بالمجان


نشر في: الخميس 30 أكتوبر 2014 - 12:34 م | آخر تحديث: الخميس 30 أكتوبر 2014 - 12:34 م

حوالي خمس عدد الجهاديين الألمان الذين انضموا إلى تنظيم "الدولة الإسلامية"، لهم روابط بدارالنشر "اقرأ" أو ساهموا في عملية توزيع المصاحف المجانية بهدف نشر الإسلام . التقرير التالي يتحدث عن زيارة خاطفة لدار النشر هذه.

في طريقنا بسيارة الأجرة إلى دار النشر "إقرأ"، المشرفة على توزيع مصاحف القرآن المجانية في ألمانيا، بدا لنا المشهد المحيط بالمؤسسة، وكأنه جزء من فيلم رعب تظهر مشاهده أمامنا، فبالقرب من محل بيع اللحوم ، حيث كان هناك غرابان ينعقان، نظر إلينا رجلان قرب كومة قش محترقة. دخان وغرابان وفناء متسخ مليء ببراميل زيت وأشياء أخرى. أما سائق التاكسي البشوش الطاعن في السن فقد تعامل مع المشهد وكأنه أمر طبيعي.

دار النشر "إقرأ"

في مدخل الفناء بدت لوحة بيضاء كتب عليها بخط برتقالي اللون مائل إلى الاحمرار كلمة "إقرأ"، وتحتها بحروف أصغر "دار نشر". هنا تطبع نسخ القرآن وتوزع مجانا في مدية كولونيا وميونخ وبرلين وفي كل ألمانيا. وقبل أشهر قليلة فقط أصبحت نسخ القرآن توزع أيضا في كوسوفو والمغرب وبريطانيا، وسيتم توزيعها قريبا في ايطاليا وبولندا لتصل أيضا إلى البحرين ودبي.

استقبلنا السيد أحمد منصور وعلمنا منه أنه سلفي، و"بأن السلفية الحقة هي تيار محافظ ظهر للعودة إلى الأصول التي جاء بها النبي محمد، عنذ ظهور الإسلام"، السيد أحمد منصور وهو طبيب نفسي يؤكد بان هنالك قلة ممن حرفوا هذا الكلام، وتبنوا تفسيرات متشددة للسلفية. ويبدو أن للمتحدث خبرة طويلة في التعامل مع المتشددين من بين الأحداث والشباب، حيث إنه تلقى العديد من الاتصالات من عائلات تخوفت على مسار أبنائها.

توزيع نسخ القرآن بالمجان في مدينة بون

الإمام الفلسطيني إبراهيم أبو ناجي رحب بنا أيضا وقال: "لدينا في ألمانيا وحدها أكثر من 70 إلى 80 مركزا لتوزيع المصاحف بشكل مجاني، يساعدنا في نشرها الإخوة والمتطوعون"، وعندما قلنا له بأن جزءا كبيرا من الشباب السلفي المتشدد ممن سافروا إلى سوريا والعراق للانضمام إلى تنظيم "الدولة الإسلامية"، ارتبطوا بشكل أو بأخر بدار النشر "إقرأ" وبحملات توزيع المصاحف المجانية، نفى أبو ناجي علمه بمثل هذه التفاصيل، وقال "لا أعلم شيئا عن هذا، بالنسبة لي فأنا معارض للسفر إلى سوريا والعراق من أجل القتال، إلا أنه لا تتوفر لدي معلومات"، وقال أبو ناجي بأنه لا يملك جهاز تلفزيون ولا راديو في بيته، وبالتالي فهو غير مهتم بهذه التفاصيل. وأضاف "حتى لو أراد أحد الذهاب إلى سوريا أو العراق أو أفغانستان، فانه بالتأكيد لن يأتي إلي لطلب إذن بالسفر، انه سيسافر وبكل بساطة". ويصنف أبو ناجي الإسلام "بأنه دين السلام وبأن المسلمين يجب عليهم العيش بسلام وفي حال حدوث ظلم أو اعتداء فان على المسلمين القتال للدفاع عن حقوقهم فقط ".

نريد إنقاذ البشرية

وتابع أبو ناجي حديثه بينما كانت يده تعبث بمعطفه الأسود وقال: "إن حملة توزيع المصاحف القرآنية والتي تشرف عليها دار النشر "إقرأ " شكلت دائما شوكة في عين كل من يعادي الإسلام. الكثيرون أعلنوا الحرب علينا، إعلاميون وسياسيون وحتى الفاتيكان وبشتى الطرق لمحاربتنا والتأثيرعلى عملنا. فهم يخافون من فناء الغرب ويصفوننا بأئمة الكراهية، بينما نحن نريد إنقاذ البشرية من العذاب الأبدي في جهنم. وبينما هم يطلقون علينا وعلى الأخوة الذين يساعدوننا في المشروع أوصافا مسيئة، ويتهموننا بأننا إرهابيون، نحاول نحن تقريب الإسلام للناس من خلال ما يسمى ب "الدعوة". فمن لا يؤمن بالدين الحقيقي هو من الخاسرين وسيكون مثواه جهنم، كما هو مذكور في القرآن".

ويؤكد أبو ناجي مبتسما، بأنه يطمح - هو ومساعدوه- إلى نشر الإسلام في ألمانيا، ويأمل في أن يعتنق الألمان الإسلام، وساعتها ستظهر دولة الإسلام بشكل طبيعي، ولكن إلى حين ذلك على المسلمين أن يعيشوا هناك دون حكم الشريعة، خصوصا وأن صورتها ومعانيها تشوه بشكل كبير من طرف وسائل الإعلام، فتبدو وكأنها منهج سلطوي. ويضيف "أبو ناجي" بأنه إلى حين تطبيق الشريعة يجب على المسلمين في ألمانيا العيش بسلام مع الألمان في دولة القانون والنظام، وإلى محاولة الابتعاد عن كل ما يخالف الشرع والدين.

مظاهرة لسلفيين بالعاصمة برلين

توزيع القران في ألمانيا

من أجل تحقيق هذا الهدف الحلم ترك أبو ناجي التجارة وجني الأموال، كما قال، وتفرغ للدعوة. وقد استطاع مع زملائه الأئمة عقد حلقات دراسية للتعريف بالإسلام وتم نشرها على الانترنت، كما عملوا على توزيع المصاحف بعدة لغات بين الناس مجانا. ويؤكد أبو ناجي بكل فخر بأن دار النشر تمكنت منذ عام 2011 من توزيع أكثر من 1.6 مليون نسخة من القران باللغة الألمانية في ألمانيا وحدها، وتم تمويلها من التبرعات.

سلفيون متشددون

بعد انتهاء الزيارة أقلنا أحد زملاء أبو ناجي ويدعى ايرمان اوروك بسيارته إلى محطة القطار، وعلمنا منه بأنه ساعد "أبو ناجي" لمدة طويلة، وعبر عن قلقه من أن المؤسسة لم تتابع تواصلها مع عدد من الأشخاص الذين اعتنقوا الإسلام عن طريق دار النشر هذه، حيث تركوهم لنفسهم دون رعاية، وهو ما قد يساهم في انجذاب بعض هؤلاء المسلمين الجدد إلى االسقوط في براثين دعاة العنف نتيجة مدهم بمعلومات خاطئة عن الإسلام من أطراف متطرفة.

استنادا إلى بيانات مكتب حماية الدستور، هناك في ألمانيا أكثر من 6300 سلفي متشدد، فيما تتزايد الإعداد بشكل متسارع.، ولا توجد علاقات تربط بين كل السلفيين ودار النشر "اقرأ". فالسلفية تضم جماعات كثيرة، وجزء صغير منها له توجهات متطرفة ، بينما ينهج آخرون الجانب الدعوي والتوجيهي، غير أن الانتقال من السلفية المتشددة إلى الجهادية المتبنية للعنف أمر وارد، كما يلاحظ العاملون بمكتب حماية الدستور.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك