«أفلح إن صدق» الطريقة المثلى لتلقي وعود السياسيين - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 2:44 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

روشتة الضغط العصبي السياسي..

«أفلح إن صدق» الطريقة المثلى لتلقي وعود السياسيين

الدكتور أحمد البحيري، استشاري الطب النفسي ومدير مستشفى العباسية سابقا
الدكتور أحمد البحيري، استشاري الطب النفسي ومدير مستشفى العباسية سابقا
سلمى خطاب
نشر في: الخميس 31 يناير 2013 - 12:50 م | آخر تحديث: الخميس 31 يناير 2013 - 1:56 م

حالة من الإحباط يعيشها أفراد المجتمع المصري نتيجة تزايد الأخبار السيئة التي يتعرض لها المواطن، جراء الأحداث السياسية الحالية وتزايد أحداث العنف في المجتمع بشكل يضع الكثيرين في حالة نفسية سيئة.

 

 

الدكتور أحمد البحيري، استشاري الطب النفسي ومدير مستشفى العباسية سابقا، قدم لقراء "الشروق" روشتة نفسية تساعد على تجاوز المواطن العادي للأحداث التي تمر بها البلاد دون أن يصاب باضطراب نفسي، بداية يفرق البحيري بين أنواع من المشاركين في المشهد الحالي للمجتمع المصري، فهناك اللاعبون السياسيون، سواء في السلطة أو المعارضة، وهناك المتظاهرون في الشارع الذين يسعون لإحداث التغيير، وهناك المواطن الذي يكتفي بدور المشاهد، وتلقي الأخبار والأحداث دون أن يكون مشاركا فيها وليس بيديه إحداث أي تغيير.

 

وهذا النوع الأخير يطالبه البحيري، بتوقع الوقت وعدم التسرع؛ لأن المجتمع الآن في حالة اختلاف وانقسام ولحين يتفق سيأخذ بعض الوقت الذي قد يمتد إلى شهور أو ربما بضع سنين، مشيرا إلى أن المصريين يتوقعون الكثير من الأشياء دون أن يعطوه الوقت الكافي لإحداث التغيير؛ لأن من يحكمون ليسوا بأنبياء أو ملائكة.

 

ويضيف البحيري، "علينا أن لا نثق كثيرا في الوعود التي يطلقها السياسيون من جميع الجوانب؛ لأن تصديق الناس لتلك الوعود هو ما يصيب بالإحباط، وأن نتعامل مع تلك الوعود بمبدأ أفلح إن صدق، ونتمنى لهم النجاح، لكن لا نضع كل آمالنا ومشاعرنا مع شخص واحد أي كان منصبه؛ لأن الأشخاص وسيلة وكل شيء قابل للتغيير".

 

وليس من الصحي، كما يقول الدكتور أحمد البحيري، أن نتذكر في كل وقت الأحزان والمصائب التي مرت بالبلاد، كأن يقول المواطن: "بقيت لنا سنتان على الوضع ده"، "البلد مش هتتغير"؛ لأن ذلك قد لا يعطيه الفرصة ليرى أحداثا سعيدة قد تحدث في نطاق حياته الأسرية أو العملية، فهو بذلك يفسد أفراحه الصغيرة بسبب وضع ليس بيديه تغييره، مشيرا إلى أن أفضل طريقة لرؤية الأحداث السياسية الحالية هي الخروج من المشكلة كأنك لست طرفا فيها، حتى يستطيع الفرد التفكير في حلول موضوعية.

 

كما طالب البحيري اللاعبين السياسيين سواء في السلطة أو المعارضة، بأن يدركوا التغيير الذي يطالب به الشباب منذ عامين، وأن يؤمنوا بالتغيير الطارئ على المجتمع في شكل المناداة بالحرية والإبداع والديمقراطية، موضحا أن الناس قديما كانت تؤمن بتلك القيم لكنها لم تكن على استعداد للموت من أجلها، والتغيير الذي حدث أن الناس أصبحت على استعداد للموت من أجلها، وهذا ما حدث بالفعل أن الكثيرين فقدوا حياتهم أثناء المناداة بتلك القيم، وهناك من فقد عينيه، أو أصيب بإصابة ستستمر معه طوال حياته.

 

لافتا إلى أن "كل القوى في المشهد السياسي الآن لم تكن أساس التغيير الذي حدث وإن كانت جزءا منه، وإنما الأساس في هذا التغيير كان الشباب الذين خرجوا منذ عامين وأسقطوا مبارك، ويملكون من الطاقة ما سيسقطون به أي من يخالف القيم التي يطالبون بها؛ لأنهم لم يطلبوا مناصب سياسية أو مكاسب شخصية، وإنما طالبوا بالحرية والتكافل الاجتماعي اللذين يجب أن يكونا أساس أي دساتير أو تعاقدات يبرمها من في السلطة مع الشعب.

 

وشدد البحيري على، أن الحوار في المجتمع لا بد أن يتحول من إطار الجدل إلي إطار المناقشة وإيجاد الحلول؛ لأن أي حزب مهما بلغ المنتمون له سيكون له معارضون ولن يستطيع التخلص منهم، وأن السبيل هو إبرام الاتفاقات والوصول إلى حلول وسط ترضي جميع الأطراف للعيش معا في سلام، ولكي يحدث هذا لا بد أن تدار تلك الحوارات بمبدأ الكل فائز، وأن لا يتشبث كل من الجانبين برأيه أو بحزمة من المطالب لا يتنازل عن أي منها.

 

وأشار البحيري إلى، أن بعضا من الديكتاتورية قد ينهي حالة الفوضى التي تعيشها البلاد، لكنها لن تصل بمصر إلى مصاف الدول المتقدمة، مؤكدا أن الدول التي وصلت إلى التقدم لا يوجد بها مستبدون، قائلا: "صحيح أن بعض الديكتاتورية ستنهي حالة الفوضى، لكنها لن تصلنا إلى التقدم الذي نريده والدول التي وصلت إلى التقدم لا يوجد فيها مستبدون، وإنما يوجد فيها حكام يؤمنون بالديمقراطية والحريات".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك