علق الكاتب الصحفي، عماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة «الشروق»، على تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتحذيره من العبث بأمن مصر وتكرار ما حدث منذ 7 سنوات، قائلًا إن التصريحات الرادعة ليست جديدة على الرئيس السيسي، لكن زاد استخدامها في الفترة الأخيرة، وربما تكون مرتبطة اليوم بفترة الانتخابات والتصريحات التي تخرج.

وأضاف «حسين»، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «آخر النهار»، المذاع عبر فضائية «النهار»، مع الإعلامي معتز الدمرداش، مساء الأربعاء، «السيسي طالب الصحفيين والإعلاميين من قبل، بأنه قبل التصدي لأي قضية، لابد أن يكون الإعلامي ملم بها وفاهم السياق ويقرأ ويتابع ويحلل بشكل جيد، للموضوعية لديه حق في هذا الأمر لأن الساحة الإعلامية في مصر بها اجتهادات وفتاوي بالفعل غير منطقية مش ضد الحكومة بل معها، وبعض المحسوبين على الحكومة يفتون بأشياء من شأنها أن تتسبب في الإضرار بالأمن القومي المصري».

وأشار إلى مناشدة الرئيس الإعلاميين، خلال حضوره مؤتمر صحفي مع نظيره السوداني، ورئيس وزراء إثيوبيا، أول أمس، بالحفاظ على العلاقات مع الدول الأخرى؛ لأن بعض الرسائل الإعلامية التي خرجت من البلدان الثلاثة، تسببت في أضرار فادحة بالأمن القومي المصري، متابعًا: «هذه الرسائل الإعلامية خرجت عن حسن نية، لكن ما حدث كان مثلما يقول المثل الشعبي: جه يكحلها عماها».

واستطرد أن تصريحات السيسي اليوم كانت في نفس السياق المشار إليه أعلاه، لكن في اتجاه آخر، وموجهة للذين يتحدثون عن الاستقرار السياسي والانتخابات، مضيفًا: «كنت قريب من مقعد الرئيس السيسي اليوم، ورأيت تعبيراته، كان حاد جدًا، غاضب جدًا، حاسم، وهو قليلًا ما ينفعل بمثل هذه الصورة، حتى إن بعض الإعلاميين راودهم الشك في أنه ربما يخفي شيئًا ما يجعله يتحدث بهذا الشكل».

وتابع أنه لا يمكن معرفة بمن يقصد الرئيس أو لمن وجه رسائله الغاضبة إنما يمكن أن يجتهد البعض، لكن المؤكد أن هذه التصريحات حصاد لكل المتربصين بأمن مصر داخليًا وإقليميًا ودوليًا.

وذكر أن الرئيس عبد الفتاح السيسي اعتاد استخدام تعبير الأشرار منذ زمنٍ بعيد، إنما اللهجة الصارمة والتلويح بإجراءات محددة، لا تعني إلا أن هناك معلومات محددة حركية تم رصدها، موضحًا أن هناك انتقادات كثيرة وجهت لمصر مؤخرًا من الداخل والخارج من المعارضين والإخوان وبعض القوى الدولية، ما يشير إلى أنه تم رصد تحركات على أرض الواقع، وهذه الرسالة الغاضبة موجهة لهؤلاء الذين يتحركون.

وأكمل: «عندما يتم قول إنه لن نسمح بتكرار ما حدث قبل 7 سنوات، والتداعيات التي نتجت عن 25 يناير، هي رسالة للذين جربوا هذا الأسلوب، يجب الربط بين محاولة تركيا محاصرتنا من أكثر من جهة، وتحركات الكونجرس الأمريكي، تجاه مصر، لا نستطيع أن نفصل بين تطور ما يجرى في الساحة الداخلية وبين ما يحدث في الخارج».

وأشار إلى أنه ربما يكون هناك توقع حكومي أن ترشح الفريق سامي عنان للرئاسة، والقوى التي التفت حوله، والتصريحات التي خرجت من بعض كوادر الإخوان المسلمين بدعمه، هو محاولة لإعادة الإخوان مرة أخرى، مضيفًا: «دعوات البعض لمقاطعة الانتخابات ولإقامة المسيرات السلمية، مع التطورات التي يشهدها المحيط الجغرافي لمصر، ربما تكون مؤشرًا لفهم السياق الذي أطلق الرئيس السيسي من خلاله تصريحاته الغاضبة اليوم».

وأصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، خلال افتتاحه مرحلة الإنتاج المبكر من حقل «ظهر»، تصريحات شديدة اللهجة، حذر خلالها من أي محاولات للعبث بأمن مصر، وحياة مواطنيها، أو تكرار ما حدث في مصر منذ سبع سنوات.