كان يوما بطلا قوميا.. رائد الفضاء السوري «الوحيد» لاجئ في تركيا - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 12:51 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كان يوما بطلا قوميا.. رائد الفضاء السوري «الوحيد» لاجئ في تركيا

محمد فارس
محمد فارس
نجلاء سليمان
نشر في: الثلاثاء 31 مايو 2016 - 4:56 م | آخر تحديث: الثلاثاء 31 مايو 2016 - 7:04 م

أكثر من 2 مليون سوري نزحوا إلى تركيا، هاربين من القتال القائم في بلدهم منذ عام 2011، ولكن لم يشهد منهم مغامرة مثل التي عاشها محمد فارس.

أول رائد فضاء سوري، والوحيد، الذي سافر إلى الفضاء عام 1987 مع 2 من السوفييت، إلى محطة الفضاء الروسية "مير"، أجرى خلالها عددا من التجارب أهمها أنه التقط صورا لبلده من الفضاء، وعند عودته إلى سوريا أصبح معظم الناس يعرفون اسمه.

ولكن بعد تصريحاته العلنية ضد النظام السوري عام 2011، كانت النتيجة أنه حاليا أحد اللاجئين الفارين إلى تركيا، يعيش حاليا في اسطنبول، حالته المعيشية أحسن من غيره، ولكن اللاجئين جميعا سواء.

تحول لون شارب فارس من الأسود إلى الأبيض، حيث ظهر أثناء استقبال بعض الزوار في مكتب ابنه في اسطنبول، وبرغم أنه في عمر 65 عاما، إلى أن بنيان جسده ما زال مثل الطيارين المقاتلين، ويمكن التعرف عليه بسهولة لأنه يشبه لوحته المرسومة في شبابه، ويعلقها على الحائط.

بعد رحلته إلى محطة مير الفضائية منذ ما يقرب من 3 عقود، أصبح فارس بطلا قوميا، ونال جائزة "بطل سوريا" من الرئيس حافظ الأسد، وصرح بعدها أنها ليست فكرة جيدة معارضة السلطة الحاكمة.

يقول فارس في لقاء مع موقع راديو "إن بي أر" الأمريكي إن حافظ الأسد كان ديكتاتورا، وقال له "ابق في منزلك"، ولمدة 8 سنوات كان يقبض راتبا كجنرال سوري، دون أن يعمل، وفسر ذلك بأن الأسد لم يتحمل أن يكون أي سوري مشهورا غيره هو.

مثل أي شخص قضى عامين في روسيا، أثناء تلقيه تدريبات على مهمته، مازال فارس مولعا بالروسيين، ومذهولا بهم، رغم ما يفعله الجيش الروسي والسوري ببلاده حاليا.

"أحب الروسيين، لكنني مستاء من الديكتاتور فلاديمير بوتين"، مستطردا: "كيف له أن يدمر منازل الأطفال ويذبح المدنيين؟"، حسب قوله.

يقول فارس إن القائد الروسي يعتقد أنه يمكن أن يفعل بسوريا ما فعله بالشيشان، حيث يساعد الديكتاتور الكبير الديكتاتور الصغير، ويقصد بالديكتاتور الصغير بشار الأسد ابن حافظ الأسد، الذي استخدم القوة والعنف لمواجهة احتجاجات 2011، والتي لم تكن عنيفة في بداية الأمر، وأدى إلى حرب أهلية.

قبل مغادرته سوريا عام 2012، قال فارس إنه شاهد بعينه مجازر ارتكبها سلاح الجو السوري، قائلا: "كطيار مقاتل، أعلم أنهم لا يستطيعون التمييز بين الأهداف المدنية والعسكرية، بين النساء والرجال والأطفال".

يضع فارس اللوم على الحكومة السورية بدمشق في الحرب القائمة، مؤكدا أن الثورة السورية تعرضت للخيانة من بلدان العالم بدءا من أمريكا وإسرائيل مرورا بأوروبا والخليج العربي إلى روسيا.

وعن عودته لسوريا وصف فارس الوضع بأنه "مستحيل ولكن مأمول"، معبرا عن رغبته في العودة، قائلا: "حكم علينا جميعا بالأمل فقط. ونحن نأمل أن نرى وطننا مرة أخرى".

بالفعل أسس فارس حياة له في اسطنبول، فهو يحاضر في مدارس ومؤتمرات، وابنه يدير مدرسة لتعليم اللغات، وعند تعامله مع الطلبة، يحاول فارس التغاضي عن الحماسة التي أصابته وهو طفل عن السفر إلى الفضاء، لكنه لم ينس إحساسه عندما رأى الأرض من الفضاء للمرة الأولى.

«لا يوجد ما هو أجمل بكثير من الأرض»، يصف فارس الكرة الأرضية بأنها "أمن، وتستحق أن تحافظ على سلامها، فالأرض جميلة ويجب أن تظل هكذا".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك