قصة سجين تنسم الحرية بعد 15 عامًا خلف الأسوار - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 1:39 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قصة سجين تنسم الحرية بعد 15 عامًا خلف الأسوار

ممدوح حسن:
نشر في: الخميس 31 يوليه 2014 - 11:46 ص | آخر تحديث: الخميس 31 يوليه 2014 - 11:46 ص

أحمد: المخدرات دمرت حياتى وورطتنى فى جريمة قتل

دخلت محكوما علىّ بالمؤبد وخرجت بشهادة ليسانس حقوق

صرخ صرخة عالية، بح صوته من شدة الصراخ، لم يصدق نفسه انه ضمن الذين تم الاعفاء عنهم الـ354 سجينا بقرار من الرئيس عبدالفتاح السيسى بعدما قضى خلف القضبان 15 عاما كاملة، ارتمى فى احضان امه، يبكى ويصرخ والدموع تنهمر على وجهه بغزارة تقابلها دموع فرحة والدته بعودته إلى احضانها.. هو اخر العنقود فى العائلة المكونة من 6 افراد، انهار احمد أبوشحات من شدة الفرحة،ارتمى فى احضان اللواء محمد راتب، مساعد وزير الداخلية لمصلحة السجون، وقيادات المصلحة، اثناء الاحتفالية الكبرى التى اقامتها صباح امس الاول احتفالا بخروجهم، اسرع إلى مسرح السجن ليغنى مبتهجا بالخروج ويخرج من جيبه بضعة جنيهات ويطلقها فى الهواء وكل ورقة باسم احد الضباط والامناء وزملائه المساجين بداية من مأمور السجن ورئيس مباحث سجن طرة إلى زملائه فى الزنزانه ورقص رقصة سريعة ونزل ليشارك زملاءه فرحة الخروج واثناء مروره فى طرقة المسرح الكبير خيم الحزن على وجهه فمازالت السنوات الماضية فى شريط ذكرياته صعبة وسوداء على حد تعبيره.

قال احمد أبوشحات، ابن 44 عاما، والدموع تنهمر على خديه: نعم اخطأت فى حق نفسى وعائلتى وووالدى الذى توفى وانا فى السجن دون ان اعرف بوفاته الا بعد 3 اشهر من رحيله، فقد بدأت حياتى بالاستهتار والضياع وذلك لان والدى ووالدتى كانا ينفذان طلباتى ويصرفان على ببذخ شديد وكنت احصل على مصروف اكبر من اخى الاكبر ولكنى كنت ارى الدنيا فى اللهو والخروج مع زملائى حتى اننى عرفت طعم سيجارة البانجو وبعدها الحشيش وكان كثير من زملائى يشربون المخدرات فى المدرسة وكل منا يتباهى بشرب الحشيش فى الفصل وفى وقت الفسحة وهكذا إلى ان وجدت احد الاصدقاء يطلب منى ان اشترك معه فى العمل ضمن دولاب المخدرات لتاجر كبير واحصل على مبلغ مالى كبير وبشجاعة المراهق الذى لايعرف شيئا عن الدنيا ويغلق أذنيه للجميع اشتركت مع زميلى فى بيع المخدرات وحصلت على اموال كثيرة وشاهدت امى تلك الاموال وعندما سألتنى اجبت لها بانها اموال شغل مع احد المقاولين وبدأت تعلم اننى احصل على اموال كثيرة إلى شاهدت معى الف جنيه فى احد المرات دون ان تعلق واستمر العمل مع تاجر المخدرات وزادت الاموال فى يدى وقمت ببيع المخدرات لزملائى فى المدرسة الثانوية ووصل الامر إلى بيع المخدرات فى الجامعة وتركت المدرسة وقتها دون رجعة.

توقف احمد عن الكلام ليتذكر شريط الذكرايات الاليمة قائلا: رغم صغر عمرى لكننى وصلت فى بيع المخدرات إلى رتبة كوماندا وتحت يدى عدد من الصبية يبيعون المخدرات وكانت المشكلة الاولى فى حياتى هى ان اسرتى علمت بتجارتى وقام والدى بحبسى فى المنزل عده ايام وضربنى علقة ساخنه ليمنعنى عن تلك التجارة وياليتنى سمعت كلامه وقبلت الحذاء الذى ضربنى به وكنت وقتها قد حصلت على كمية من المخدرات والتاجر كان يريد ثمنها منى وحدثت لى مشكلة كبيرة مع التاجر الذى اقتحم منزل اسرتى بالاسلحة وخطفونى من منزلى من اجل المخدرات التى معى وبعدها ذهبت مع التاجر وسلمته نصيبة من الصفقة وتركت اسرتى غاضبا منهم لانهم ضربونى وحبسونى وعشت اكثر من 4 اشهر بعيدا عن الاسرة إلى ان جاء اليوم الاسود فى حياتى عندما وقعت مشكلة لاحد الصبية وقمنا جميعا بالانتقال إلى الشارع الذى يقطن به واطلقنا النار فى كل اتجاه ووقتها سقط احد المارة قتيلا وكان بسبب طلقة طائشة خرجت من المسدس الذى كنت احمله فى يدى والقى القبض على وقتها وتم اتهامى فى جريمة القتل وترويع المواطنين وتم الحكم على بالمؤبد حيث كنت تخطيت الـ21 عاما بشهر فقط.

وقال احمد: دخلت السجن وانا نادم على جريمتى ورفض اشقائى زيارتى او حضور جلسات محاكمتى ماعدا امى التى كانت تدعو لى بالهدايه دائما وبعد عام من حبسى شعرت بالملل ووجدت من يشجعنى على الصلاة وقراءة القرآن وكانت الفرصة امامى لتعلم مهنة النجارة بداخل السجن حتى احصل على مصاريف جيدة به وتعلمت فى وقت قصير وبدات احصل على اجر جيد من عملى بالسجن وهناك مساجين مثلى يرسلون لابنائهم مصاريف لهم نتيجة حصولهم على اجر جيد فى ورشة النجارة.

ويستطرد احمد كلامه قائلا ان الحياة داخل السجن صعبة وكان لابد ان اخرج من الاستسلام للوحدة والاكتئاب عن طريق العمل وكان لى فرصة مع عدد من صباط السجن الذين شعروا باننى ابن ناس والظروف كانت ضدى وعلمت منهم بامكانية مواصلة الدراسة داخل السجن وطلبت من اسرتى احضار شهادة الحصول على الصف الثانى الثانوى وقدمت الاوراق لادارة السجن وكان للعميد المسئول عن النظام التعليمى داخل مصلحة السجون الفضل الاول بالتحاقى بالثانوية العامة داخل السجن واحضرت الكتب وساعدنى الكثير من المساجين فى الحصول على الشهادة الثانوية وتم نقلى إلى أحد العنابر المريحة للطلبة ويوجد بها 4 فى كل غرفة مجهزة بتهوية وانارة قوية وثلاجة وتم إيفاد عدد من المدرسين إلى طلاب الثانوية العامة والحمد لله حصلت على الثانوية العامة بمجموع يؤهلنى لدخول كلية الحقوق التى اخترتها من بين عدة كليات نظرا لظروف السجن ونجحت عام بعد اخر إلى ان حصلت على ليسانس الحقوق العام قبل الماضى وحصلت على السجين المثالى فى السجن واشتركت فى كثير من المسابقات داخل السجن وحصلت على شهادات تقدير من ادارة السجن وكانت عناية الله فائقة فى حصولى على الخروج فى العفو الرئاسى الاخير.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك