حين أتتنا مايباخ بالنموذج الأولى من السيارة الخارقة كبيرة الحجم Exelero منذ ما يزيد من عشرة سنوات، انبهر الكثير بحجمها وقدرة محركها والرفاهيات المتوفرة بها، والتي رأى البعض أنها «مبالغ فيها» إلا أن درجة الرفاهية أمر نسبي، فرفاهيات البعض ضروريات لآخرين والفارق بينهما بضعة سنوات ليس أكثر. مثال، منذ وقت ليس ببعيد، كان الوكلاء يكتبون كماليات مثل «تكيف، باور، سنتر».

كخيارات يمكن إضافتها للسيارة، أما الآن فنادرا ما تذكر لأنها أصبحت أساسيات، بل وإن السيارة التي تفتقر مثل هذه الخيارات أصبحت تعتبر غريبة عن السوق!.. من هذا المنطلق، يجوز القول بأن الشركات التي تقدم مثل هذه التقنيات الجديدة على سياراتها للمرة الأولى في الأسواق هي تلك الشركات التي يطلق عليها لقب Trend Setter أو الشركات التي –بشكل أو بآخر- ترسم المستقبل لباقي الصانعين، والمستهلكين على حد سواء. تعتبر مرسيدس إحدى تلك الشركات التي دائما تأتي بكل ما هو جديد ومن ثم تتبعها باقي الشركات.

مثال على هذا الفرامل المانعة للانغلاق، ووسادات الهواء وبرامج الثبات الإلكتروني ومحركات الديزل والقائمة تطول.. كما يلاحظ أيضا أن الشركة في الفترة الأخيرة أصبحت تقدم تصميمات لسياراتها غاية في الأناقة والجمال، مما رفع من معايير الجمال لدى متابعي طرازات مرسيدس بشكل كبير وضع مرسيدس في تحد غير مسبوق، وظن الكثير أن مرسيدس لن تتمكن من تقديم سيارة تبهر الناظرين من أول وهلة مرة أخرى ولكنها أثبتت العكس بتقديمها الغير متوقع سيارة S65 AMG كوبيه فبغض النظر عن أن كونها S و كوپيه .

تأتي السيارة بمحرك من 12 أسطوانة على شكل حرف V يولد عزم دوران يبلغ 1000 نيوتن.متر.. لسيارة بمثل هذا التصميم، كان من الواقعي أن تختار الشركة محركا بمثل هذا الحجم، ففي المادة الصحفية التي نشرتها الشركة.

لا يوجد في عالم السيارات أرقى من محركات V12 فيما يتعلق بالمحركات وأبرز ما يميز هذا المحرك أنه يتمتع بشحن توربيني مزدوج، وغطاء عامود الكرنك المصنع من الألومنيوم لتخفيف الوزن، بالإضافة لأن كل أسطوانة تتمتع بشمعتي احتراق بدلا من واحدة (أجل 24 شمعة احتراق في الإجمال). ورغم أن أحد لا يتوقع أن توفير الوقود قد يكون من الاهتمامات في سيارة توفر هذا القدر من الرفاهية، إلا أن مرسيدس جهزت المحرك بتقنية Start/Stop الاقتصادية والتي توقف المحرك في الإشارات وأثناء فترات التوقف عامة ثم تعيد تشغيله تلقائيا مرة أخرى حين يرفع السائق قدمه من على الفرامل.. ينقل المحرك حركته للعجلات الخلفية من خلال علبة تروس AMG Speedshift Plus 7G-Tronic كما تتحكم في كم القوة المنقولة للعجلات الخلفية تبعا لما يختاره السائق من أنظمة القيادة، فيمكن للسائق الاختيار بين Controlled Efficiency وSport وManual بضغطة زر في الكونسول الأوسط.. أبرز ما يميز السيارة بالفعل وما يضع مرسيدس في نطاق الشركات المبتكرة أو الـTrend Setters كما ذكرنا في بداية المقال، هي نظام التعليق المبتكر.

والذي تبعا لما ذكرته الشركة يعمل على أساس نظام يسمى بـMagic Body Control والذي يوفر تعليق رائع للسيارة من خلال تكامل ثلاثة أنظمة وهي Active Body Control وRoad Surface Scan ونظام Curve Tilting Function. كل هذه الأنظمة تعمل معا لتجعل التعليق يحرك جسم السيارة بشكل يشبه إلى حد كبير انعطاف الدراجات النارية بمعنى أنه في حال الانعطاف يمينا فمن الطبيعي أن جسم السيارة يميل ناحية اليسار بسبب قوة الدفع المركزية، إلا أنه بنظام التعليق الجديد، الذي يعاكس القوانين المعتادة للسيارة فإن السائق لا يشعر بهذا التمايل. أما عن تقنية Road Surface Scan فمن اسمها.

تقوم بعمل مسح ضوئي للمساحة أمام السيارة لتحديد نوع السطح وبالتالي تضبط التعليق بناءا على السطح.. أحد التقنيات المفيدة في السيارة هو أن المقود الـ «إليكتروميكانيكي» يعمل تبعا للسرعة، بمعنى أن على السرعات العالية يغير نسبة انعطاف المقود لانعطاف العجلات وهي النسبة التي يطلق عليها Steering Ratio مما يحسن التحكم في السيارة بشكل ملحوظ كما أنه يجعل ركن السيارة في الأماكن الضيقة أمرا أسهل بكثير لسرعة انعطاف العجلات من جانب لآخر أو Lock-To-Lock كما يطلق عليها.

لا شك من أن السيارة بخطوط تصميمها الجذابة تعتبر علامة قوية في تاريخ الشركة، وهي السيارة التي يمكن بسهولة أن نجزم أنها واحدة من أهم السيارات الكلاسيكية في المستقبل أو Future Classic كما يطلق عليها