غنت لابن الفارض وأم كلثوم ورابعة العدوية.. والجمهور أهداها الورود
فى ثياب «غجرية»، كما تحب أن تعرّف نفسها، وبصوت ألهب حماس الآلاف من جمهورها، الذى اصطف لساعات، فى طوابير طويلة أمام بوابة قلعة صلاح الدين الأيوبى، غنت الفنانة التونسية غالية بن على، بضعة أشعار ومقاطع صوفية لسلطان العاشقين ابن الفارض، ولرابعة العدوية، وللشيخ أمين الجندى، وغنت كذلك لسيدة الغناء العربى الراحلة أم كلثوم، على مدى نحو ساعة كاملة، مساء أمس الأول.
الغجرية التى بدت فى ثياب زرقاء مزينة بالورود، وتدلت من رقبتها مسبحة طويلة كالتى يحملها «المريدون» من الصوفيين، غنت لرابعة العدوية «راحتى يا إخوتى فى خلوتى.. وحبيبى دائما فى حضرتى.. قد هجرتُ الخلق جميعا أرتجى منك وصلا.. فهو أقصى منيتى».
وغنت الأربعينية السمراء لابن الفارض، فى مديح الرسول صلى الله عليه وسلم، وآل بيته : «مالى سوى روحى، وباذلُ نفسه فى حب من يهواه ليس بمسرف.. فلئن رضيتَ بها فقد أسعفتَنى، يا خيبة المسعى إذا لم تسعف.. لو أسمعوا يعقوب ذكر ملاحة فى وجهه.. نسى الجمال اليوسفى.. وعلى تفنن واصفيه بحسنه.. يفنى الزمان وفيه ما لم يوصف».
غالية، المولودة فى بروكسل عام 1968 وانتقلت برفقة عائلتها للعيش فى مدينة «جرجيس» جنوب تونس عند سن الثالثة، غنت أيضا «هيّمتنى»، التى تقول بعض كلماتها : «هيّمتنى.. تيّمتنى.. عن سواها أشغلتنى.. أخت شمسٍ ذات أُنسٍ.. دون كأس أسكرتنى»، لمؤلفها الشيخ أمين الجندى، الذى يلقبه كثير من تلاميذه بـ«أشعر أهل الغرام»، وقد توفى فى مدينة حمص السورية عام 1841 م.
وشهد حفل الفنانة التونسية، فى الليلة قبل الأخيرة من مهرجان القلعة للغناء والموسيقى، حضورا كبيرا للجمهور، الذى تجاوز سعة مقاعد محكى القلعة، المقدرة بثلاثة آلاف مقعد، وأهداها أحد معجبيها، باقة ورود، وضعت إحداها بشعر رأسها، ثم ألقت الورود مرة أخرى على جمهورها.
وغاليّة، ليست مغنية فحسب، وإنما فنانة تشكيلية وممثلة أيضا، وتعتمد فى موسيقاها على المزج بين«الجاز» و«الفلامنكو»، ولا تغفل الفلكلور العربى فى أعمالها الغنائية، كما خاضت عدة تجارب سينمائية، منها «موسم الرجال»، بمشاركة هند صبرى، للمخرجة التونسية «مفيدة الثلاثى».