عزت العلايلى: مصر تمر بأصعب فترة فى تاريخها.. واشتعال الشارع دليل على أننا لسنا «تنابلة» - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 4:13 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عزت العلايلى: مصر تمر بأصعب فترة فى تاريخها.. واشتعال الشارع دليل على أننا لسنا «تنابلة»

عزت العلايلي
عزت العلايلي
حوار ــ إيناس عبدالله:
نشر في: الأربعاء 31 أغسطس 2016 - 8:17 م | آخر تحديث: الأربعاء 31 أغسطس 2016 - 8:21 م
- هناك مسئولون كبار ينظرون للفن باستهانة ومشكلتنا عدم اقتناع الأنظمة الحاكمه بأهميته

- السينما وحشتنى جدا ووجدت ضالتى فى «تراب الماس» بعد سنوات طويلة من الابتعاد لا أتذكر عددها

- ورغم إيمانى بحرية الإبداع لكن هناك أفلام لابد من محاكمة صنَّاعها

- محمد رمضان سيأخذ وقته مثل غيره ولست راضيا على الهجوم الشديد الذى يتعرض له ولا أعلم سر قسوة البعض عليه

- الجمهور سبنى أمام زوجتى وأمى بسبب «الاختيار».. واستقبلت هجومهم بابتسامة لكن كنت أموت بداخلى

- قلبى «بيتقطع» على التليفزيون المصرى.. وأثق فى قدرة صفاء حجازى على إنقاذه

- شهرتى وراءها جيل من المخرجين الكبار قادنى حظى للتعاون معهم

- هناك أعمال أسقطتها من حساباتى ولا أريد استعادة ذكرياتها مرة أخرى

- لا أرى برلمانا ولا أعرف ماذا يفعل النواب.. والإعلام يبحث عن نفسه

- عاشق للتعاون مع الشباب وسعيد بتجربة التحكيم فهى تقربنى من أفكار هذا الجيل

شرد بذهنه بعض الوقت ليحصى عدد أعوام ابتعاده عن السينما، ثم ضحك مؤكدا انه لا يتذكر، وقال كأنه يحدث نفسه، «أكيد سنين طويلة أوى». وهى بالفعل كذلك، فبلغة الأرقام ابتعد الفنان عزت العلايلى عن السينما منذ حوالى 15 عاما، حيث شهد فيلم «جرانيتا» انتاج 2001، آخر ظهور سينمائى له، ليتفرغ عزت العلايلى للدراما التليفزيونية، واحيانا الاذاعية، كما شارك فى بطولة مسرحية واحدة فى هذه الفترة وهى «أهلا يا بكوات» عام 2006.

ومنذ أيام قليله، أعلنت أسرة فيلم «تراب الماس» عن انضمام الفنان عزت العلايلى لفريق العمل الذى يضم كلا من احمد مراد ــ مؤلفا، ومروان حامد ــ مخرجا ــ ويشارك فى البطولة كل من منة شلبى، و آسر ياسين وخالد الصاوى، ومحمود حميدة، وميرفت امين، وسوسن بدر. وكما استقبل الوسط الفنى الخبر بفرحة، كانت الفرحة أكبر للفنان عزت العلايلى نفسه، مؤكدا أن خبر انضمامه لهذا الفيلم، كان بمثابة أسعد لحظة فى حياته.

عن سر هذه الفرحة سألته فقال:

* السينما وحشتنى أوى، ومهما انشغل الفنان فى اعمال اخرى سواء تليفزيونية او مسرحية، لكن تبقى للسينما سحر خاص بها، وهى تمثل سعادة تغمر قلب الفنان، وتشعره بحالة انتعاش، وهى الحالة التى اشعر بها حاليا، وانتظر تلك اللحظة التى يتم اعلانى فيها عن موعد التصوير، لأستعيد اجمل لحظات حياتى حينما كنت اشارك فى بطولة افلام كبيرة وأحقق معها أحلاما وطموحات عديدة.

* ما الذى جذبك فى «تراب الماس» وهل كانت لك شروط قبل التعاقد؟

ــ لم يكن لدى أى شروط، وكان شرطى الأول والاخير ان يحوز العمل على رضايا، وهو ما حدث بالفعل، فالتجربة رائعة كتبها مؤلف شاب، موهوب وهو احمد مراد، ويخرجها مخرج شاب متميز هو مروان حامد الذى نال اشادة كبيرة من النقاد والجمهور على بصمته الاخراجية التى تميزه رغم قلة اعماله، كما ان العمل نفسه يضم نخبة من الفنانين سواء من جيل الشباب الذى اسعد دوما بالتعاون معهم، او بنجوم كبار واصحاب تاريخ فنى محترم، وعليه هذه التوليفة فى حد ذاتها كافية لكى أوافق على الفور دون الالتفات لعدد المشاهد التى اقدمها او لأى أمور اخرى.

* وماذا عن طريقة كتابة اسمك على التيتر، ألم تشر لهذا الموضوع ولو من بعيد أثناء التعاقد؟

* حينما كنت شابا يافعا، وقفت امام نخبة من النجوم الكبيرة امثال محمود المليجى ويحيى شاهين، الذين لم يمانعوا على الاطلاق ان يتصدر اسمى التيتر، قبل اسمائهم، بل ورحبوا بى واحتضنونى، فهذه هى حتمية الزمن، وجيل يسلم جيل.

*هناك من يرى ان السينما المصرية تشهد أسوأ عهد لها، فكيف ترى عودتك فى ظل هذه الرؤية؟

ــ لا أتفق معها اصلا، فأنا انسان متفائل بطبعى، وأؤكد ان السينما المصرية، برغم كل المشاكل التى تواجهها وتؤثر على مسيرتها لكنها باقية، وموجودة وستعود بقوة، وهناك افلام قوية سواء على مستوى الانتاج والتأليف والاخراج والتمثيل، ومع الاعتراف انها قليلة، لكنها موجودة، المشكلة فقط ان السينما التجارية هى التى تتسيد المشهد، فقديما كان هناك الفيلم التجارى والغنائى والبوليسى وجميع اشكال الدراما، لكن بمرور الوقت كل هذا سيعود، فالمشاهد يحتاج للتنوع، والسوق قادرة على استيعاب كل اشكال الدراما.

* ما سر تفاؤلك بعودة السينما لمكانتها، خاصة ان لك اكثر من تصريح ابديت غضبك لتجاهل الحكومة لهذه الصناعة المهمة؟

ــ كما قلت انا متفائل بطبعى، واعلم ان هناك عشاقا للسينما، مهما حدث من ظروف وعقبات لن يقفوا مكتوفى الايدى، وسيبذلون كل جهدهم لتقديم اعمال قوية، تسجل فى التاريخ، فالسينما هى ذاكرة الامة، واذا كان هناك من يتعامل معها بمنظور تجارى، فهناك من يتعامل معها بعشق واقتناع، ولازلت اصر ان هناك عدم اهتمام من قبل الحكومة بالفن، ومشكلتنا الحقيقية ان الدولة ممثلة فى الانظمة الحاكمة غير مقتنعة بأهمية الفن والثقافة والآداب الذين يمثلون احد اهم عناصر بناء دولة قوية ومحترمة وذات حضارة، وفى كل مناسبة ادعو الرئيس والحكومة بالاهتمام بالفن ومد يد العون له، وحدث لقاء بينى وبين وزير التخطيط وتحدثنا فى امور مهمة جدا تخص الفن، ولكن للاسف هناك مسئولون كبار ينظرون للفن باستهانة، واذكر اننى التقيت بأحد هؤلاء وابديت له اندهاشى الكبير من المبالغ المالية الوهمية التى يفرضونها على صناع السينما للموافقة على التصوير فى بعض الاماكن مثل الاهرامات والمطار وغيرها، وفوجئت به يقول لى إن 10 آلاف جنيه فى الساعة الواحدة ليس مبلغا كبيرا لفيلم مدته ساعتان ويحصد الملايين، فهو يظن انه حينما يمنحنا تصريحا لمدة ساعة اننا سننتهى من تصوير الفيلم كاملا فى هذا الوقت مقابل هذا الرقم، فوجدت نفسى ارد عليه بنفس منطقه واقول له ان ساعة هى مدة طويلة جدا للانتهاء فى الفيلم فربع ساعة كافية لعمل فيلم طويل!!

* وماذا عن الجمهور نفسه، فهناك من يرى اننا نعانى من ردة فنية فى ظل وجود حملات يقودها افراد عاديون للمطالبة بايقاف عرض فيلم ما، أو مسلسل؟

ــ الجمهور تطور بشكل كبير، وأصبح اكثر ذكاء واطلاعا، وعقل الطفل الآن فاق عمره الطبيعى، بسبب وجود الانترنت وكثرة الفضائيات، ولا أستطيع ان اقول إن هناك ردة فكرية، خاصة اننى اتفق مع بعض هذه الحملات، فهناك افلام بالفعل تستحق محاكمة صناعها ومحاسبتهم، وهذا طبيعى اذا كان العمل يقلل من قيمة الإنسان، فلابد من رفعه من دور العرض فورا.


* ما رأيك فى ظاهرة الفنان محمد رمضان؟

ــ سوف يأخذ وقته، مثل غيره، ومن الظلم الحكم عليه مبكرا، ويجب منحه فرصة، ولا أدرى السبب فى الهجوم الشديد عليه، والقسوة التى يتعاملون معه بها، فلنصبر عليه، وربما يخيب رمضان ظنهم السيئ فيه، ويقدم اعمالا جيدة.

* وماذا عنك هل عانيت من هذه القسوة فى بداية مشوارك؟

ــ لقد شتمنى الجمهور ومعى امى وزوجتى أثناء عرض فيلم «الاختيار»، فلم يستطع الجمهور فهم العمل واستيعاب قصته، فنالوا منى، وكنت حينها فى ريعان شبابى، فرحان وسعيد، ولكن شعرت بصدمة كبيرة من هذا الرد الفعل القاسى، ورغم اننى قابلت سبهم لى بابتسامة لكن كنت اموت بداخلى، وشعرت بحزن استمر معى فترة لا بأس بها، حتى استطعت تجاوز هذه التجربة، ولكن فى المقابل زملائى فى العمل احتضنونى واحتوونى، ولم يحاربونى ابدا، بخلاف ما يحدث حاليا، وهو عيب، فالفن يستوعب الجميع ولا يجوز ان يسخر فنان من آخر، أو يتعالى احدهم على الثانى، وغيرها من الامور المؤسفة.


* تضمنت قائمة أفلامك عددا من الاعمال تعرضت لهجوم شديد وتعرضت نفسك لانتقادات كثيرة، فهل هل أنت راض عن كل افلامك؟

ــ بالطبع لا، وهناك اعمال اسقطتها من حساباتى، ولا اريد تذكرها، او الاعلان عن اسمائها، واترك هذا للجمهور وحده، فالكمال لله وحده، وانا عن نفسى اجتهدت فيها ولكنى لم اوفق، وفى المقابل قدمت اعمالا اعتز بها كثيرا، تعاونت فيها مع كبار المخرجين أمثال يوسف شاهين وبركات وعلى بدرخان وحسين كمال وصلاح ابو سيف ومحمد فاضل وانعام محمد على، فلقد كنت سعيد الحظ وانا التقى بهذا الجيل الكبير، الذى اضاف لى، واستفدت منهم مثلما استفدت من اساتذتى الكبار وانا اتعلم بالمعهد العالى للفنون المسرحية.

* هل المال كان سببا فى موافقتك على الاشتراك فى هذه الاعمال التى اسقتطها من حساباتك؟

ــ أعوذ بالله، لست انا هذا الرجل، ولم اشارك فى عمل على الاطلاق بسبب حاجة مالية، ولكن كما قلت المسألة كلها تتعلق بالتوفيق وحده،فلقد بذلت ما عليّ ولكن لم يتحقق ما كنت اتمناه، فأنا عاشق للفن، بكل ألوانه، وعملت بالسينما والتليفزيون والاذاعة والمسرح، وانا بالاساس ابن المسرح القومى وأحد مؤسسى فرق مسرح التليفزيون، وامنية حياتى ان اقدم مسرحية خاصة أن آخر مرة وقفت فيها على خشبة المسرح كان عام 2006 فى مسرحية «أهلا يا بكوات»، وهناك وعد بتقديم مسرحية جديدة بمؤلف جديد ومخرج جديد ايضا، واتمنى ان يتحقق الوعد، وسعدت كثيرا بالاشتراك فى لجنة تحكيم للاعمال المسرحية للشباب مؤخرا، فأنا مؤمن بالمواهب الجديدة، ولمست عقولا جريئة ومتفتحة وشعرت بسعادة كبيرة وانا اتابع هؤلاء الشباب وكانت فرصة جيدة قربتنى منهم.

* وماذا عن اختيارك رئيسا للجنة تحكيم مسابقة نور الشريف للفيلم العربى بمهرجان الاسكندرية؟

ــ حينما عُرض عليّ هذا الامر رحبت به بشدة، لنفس السبب وهو التعرف عن قرب لافكار جيل جديد من المبدعين المصريين والعرب، وان كنت لا اعرف كيف سأنسق بين عملى باللجنة وانشغالى فى تصوير فيلم «تراب الماس» والمتوقع تصويره بعد عيد الاضحى فى وقت متزامن مع اقامة المهرجان، لكن بشىء من التنظيم، سأستطيع الجمع بينهما.

*مواقفك السياسية المعلنة تدفعنى لسؤالك عن رأيك فيما يحدث بالشارع المصرى حاليا؟

ــ مصر تمر بأصعب وأدق مرحلة فى تاريخها، والرئيس يسعى لوضع قواعد واسس استراتيجية تمتد لسنوات طويلة، ولا يوجد ادنى شك ان الشارع مشتعل وهذا امر اراه جيد، ودليل على اننا شعب ناضج ولسنا «تنابلة»، فأنا اريد شعبا يقول رأيه بكل صراحة ولا اتصور ابدا ان يعاقب الرئيس أى شخص يقول رأيه فيما يحدث خاصة لو كانت الاراء هجومية، اما عن البرلمان فلا اراه ولا اعلم ماذا يفعل نوابه، وكدت اصدق انه ليس لدينا برلمانا، ولا اعلاما قويا، فكل المحطات مع احترامى لهم كل منها تبحث عن نفسها وامكانية استمرارها، رغم وجود نماذج من الاعلاميين مبشرة بالخير تهاجم وتنتقد بموضوعية واقول لهم هل من مزيد، وفى المقابل هناك نماذج من الاعلاميين غاية فى السوء يعملون بنظرية «عنكب شد واركب» يصعدون مع الامواج ويطبلون ويزمرون بلا وعى.

* أخيرا هل لديك أى مشروع درامى خاصة انك مبتعد منذ قرابة 4 أعوام؟

ــ بالفعل هناك تفاوض للاشتراك فى بطولة مسلسل جديد، ليس الجزء الثانى لـ«الجماعة» كما يتردد، فأنا لست موجودا بالجزء الثانى واتمنى التوفيق لكاتبنا المحترم وحيد حامد صاحب القامة الكبيرة، لكن مسلسلى الجديد لا استطيع الاعلان عن تفاصيله حاليا، فأنا لم أتعاقد عليه حتى الآن، وهو عمل جيد، أثار اعجابى، خاصة اننى لست راضيا منذ وقت عن الدراما المصرية، والتى يشوبها الاستسهال وهناك طاقات «بتضيع» واعمال «مسلوقة»، واتمنى فى هذا الاطار ان يعود التليفزيون المصرى لمكانته فحقا «قلبى بيتقطع عليه»، فهذا الكيان العريق قدم للدراما التليفزيونية اعظم واكبر الاعمال، وانا اعول على صفاء حجازى رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون، فأنا اثق فيها وفى عقليتها الناضجة، واحترمها بشدة واتوقع ان ينصلح حال التليفزيون المصرى فى عهدها وتنجح فى انقاذ ما يمكن انقاذه.
 


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك