مالك عدلى يروي ذكريات 4 أشهر فى السجن: الأمن كان يجلس بينى وبين زوجتى أثناء الزيارة ويسجل حتى كلمة وحشتنى - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 2:08 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مالك عدلى يروي ذكريات 4 أشهر فى السجن: الأمن كان يجلس بينى وبين زوجتى أثناء الزيارة ويسجل حتى كلمة وحشتنى

الناشط والمحامى الحقوقى مالك عدلى
الناشط والمحامى الحقوقى مالك عدلى
حوار ــ ليلى عبدالباسط:
نشر في: الأربعاء 31 أغسطس 2016 - 10:05 م | آخر تحديث: الخميس 1 سبتمبر 2016 - 11:18 ص

• حظيت بمعاملة جيدة.. وحبسى انفراديًا جريمة تعذيب فى حد ذاته

• علمت بحكم مصرية «تيران وصنافير» من خلال تهريب زوجتى لجريدة المقال فى زجاجة مشروب الكركديه

• لم أعتبر نفسى محتجزًا ولكننى كنت مخطوفًا.. وحظيت بمعاملة طيبة من أفراد مصلحة السجون

• كنت فى مكان أشبه بالمقبرة.. وموقفنا أقوى من الحكومة.. وستأتى أجيال ستحاسب المسئولين حسابًا عسيرًا

طالب الناشط والمحامى الحقوقى مالك عدلى الحكومة بالاعتذار للشباب الذى سجن على خلفية الدفاع عن مصرية جزيرتى تيران وصنافير خصوصا بعد حكم القضاء الإدارى الذى قضى «ببطلان توقيع اتفاقية ترسيم الحدود» بين مصر والسعودية، كما قضى باستمرار تبعية الجزيرتين للسيادة المصرية، مؤكدا فى حواره مع «الشروق» أنه «ستأتى أجيال ستحاسب المسئولين حسابا عسيرا».. وإلى نص الحوار.

• كيف كانت ظروف احتجازك؟
ــ لم أعتبر نفسى محتجزا ولكننى كنت مخطوفا، وهناك فرق بين المحتجز والأسير وبين المخطوف، لأن هناك قوانين تحكم تقييد الشخص المحتجز، والذى أعلمه أن فى بلدنا هناك قانون للائحة السجون تطبق على المحتجز، وأنا كنت أبعد ما أكون فى تطبيق قانون السجون ولائحتها التنفيذية علىّ، وحبسى الانفرادى جريمة تعذيب فى حد ذاته، إذ لا يجوز أن تزيد مدته على 30 يوما، ولكنى دخلت فى 6 مايو وظللت حتى 28 أغسطس وبقيت محبوسا فى زنزانة حبسا انفراديا دون أى سبب أو مبرر.

• ولماذا لم تطبق عليك لائحة السجون؟
ــ تم حرمانى من أبسط الإمكانيات الآدمية، فلم يكن هناك مرتبة أو وسادة، وناضلت لدخول راديو أو كتب إلى الزنزانة، ولم يسمح لى بالجرائد، وأثناء الزيارات يوجد فرد أمن يجلس بينى وبين زوجتى يسجل كل حرف حتى كلمة «وحشتنى»، فعندما كنت أريد أبسط حقوقى كالمياه أو قص أظافرى يقولون لى نستأذن رئيس المباحث أولا، هناك حالة من العبث.

• كيف أثرت تلك الظروف على حالتك الصحية؟
ــ عندى مشكلة فى العمود الفقرى سأعرف أبعادها خلال الأيام القادمة بعد الكشف الطبى، وأصب بالتهاب فى الأذن الوسطى، وكذلك لدى مشكلة فى عرق النسا، والرئة بسبب سوء التهوية داخل الزنزانة التى كانت ضيقة جدا بشكل لا يطاق حيث بلغت مترين ونصف فى ثلاثة أمتار وكان يوجد داخلها حمام دون حواجز.

• هل تعرضت للانتهاكات داخل السجن؟
ــ لم يحدث معى انتهاكات أو تعذيب أو اعتداء بدنى، واللافت للنظر أننى حظيت بمعاملة جيدة وطيبة على المستوى الإنسانى من كل أفراد مصلحة السجون ضباطا وإدارة الترحيلات، ولكن كان هناك شبح ما قرر أن مالك عدلى لابد من تكديره وأن أدفع الثمن قبل أن أفكر أى تفكير مستقبلا، ولكن الضباط وأفراد الأمن حاولوا فى حدود المسموح لهم أن يهونوا علىّ، «وقرروا الاستجابة لتعليمات شفهية غير مكتوبة فى حرمانى من حقوقى كسجين».

• ماذا تقصد بشبح ما؟
ــ كنت دائما عندما أطالب بحقوقى وسبب حرمانى منها يقال لى تعليمات، كنت أعرف ــ من خلال زوجتى ــ أن هناك تضامنا كبيرا سواء على المستوى المحلى أو الدولى، وعلى مستوى المنظمات والمجلس القومى لحقوق الإنسان ونقابة المحامين والأطباء والصحفيين، وكل ذلك لم يشفع عند النظام للتعامل معى على أننى سجين وفقا للقانون، وتقدمت للنيابة بـ22 بلاغا عن ظروف احتجازى وكان منهم واقعة الاعتداء علىّ أثناء القبض، والاستيلاء على مقتنياتى ونقودى ــ التى لم ترد إلىّ ــ وكل ذلك لم يفتح تحقيق فيه.

• كيف كانت واقعة القبض عليك؟
ــ كنت فى المعادى، وكان هناك أفراد مدنيون مسلحون فى سيارات ملاكى، قاموا بتهديدى بالسلاح فى صدرى وظهرى، وعصبوا عينى، واصطحبونى إلى مكان اتضح انه قسم المعادى فيما بعد، «تم سبى وقذفى»، وحاولوا تلفيق اتهام لى أننى فى حالة سكر، وعرضونى على طبيب بمستشفى المعادى لكتابة تقرير بعدم اتزانى بسبب السكر «المزعوم»، ولم أفهم هل التهمة أننى سكرت أم أننى بقلب النظام، أم أننى بقلب النظام وأنا سكران!.

• هل توقعت قرار إخلاء سبيلك؟
ــ أنا شخص قدرى وعندى يقين بالله، ولدى أسرة، ولم ارتكب جريمة، وبالنسبة لى الحبس كان مسألة وقت وهو ابتلاء على أن أصبر عليه، خاصة بعد كمّ التضامن الواسع على المستوى المحلى والدولى، وتظل زوجتى هى الجندى المجهول فى المعركة، فهى لم تقصر معى.

• كيف استقبلت حكم القضاء الإدارى بمصرية تيران وصنافير؟
ــ واحدة من أسعد لحظات حياتى أن أكسب قضيتى، وأن الأيام الصعبة داخل السجن لم تكن ببلاش، وأننى على حق بالمستندات بحكم المحكمة، وعلى حق فى رأى الناس فى الشارع، وكل هذا أثلج قلبى، فكنت فى مكان أشبه بالمقبرة أرى العالم من فتحة فى باب الزنزانة، وعرفت الحكم من خلال تهريب زوجتى لجريدة المقال فى زجاجة مشروب الكركديه.

• وكيف ترى قرار إخلاء سبيلك وعمرو بدر على مسار نظر قضية الجزيرتين؟
ــ محظوظان لأن الاستئنافين اللذين تقدمنا بهما كانا أمام دوائر قررت تطبق القوانين، ومحمود السقا كان لديه استئناف رفض، فأنا وعمرو من المتهمين حسنِى الحظ، وتقديرى أنه ليس بالضرورة أن يكون إخلاء السبيل له علاقة بمؤشرات القضية. ونجحنا فى كسب القضية فى محكمة أول درجة والحكومة موقفها ضعيف ونحن فى موقف القوى، والحكومة هى من تذهب لتقديم إشكالات فى التنفيذ أمام محاكم غير مختصة، وتحاول تمرر قوانين لتعطيل الحكم، وهى المسئولة عن اختيار دائرة غير محايدة للنظر فى القضية، ونحن قمنا برد الدائرة ولأول مرة يقبل طلب الرد فى تاريخ مجلس الدولة المصرى وذلك انتصار لنا، ومصممون على ان من ينظر قضية تتعلق بالسيادة المصرية يكون شخصا محايدا تماما وكلى يقين أننا سنكسب القضية أو على الأقل اننا لم يُضحك علينا.

• ماذا تقصد بـ«أحد ضحك علينا»؟
ــ حتى لا يخرج أحد بكتاب عن سعودية الجزيرتين، ولم يُحاكم على تهمة بث أخبار كاذبة مثلا على الرغم من حكم المحكمة بمصرية الجزيرتين، ويخرج إعلاميون يخوِّنون من يقول إن الجزيرتين مصريتان، ولا أستوعب مفهوم الخيانة عند بعض عقليات الإعلاميين الذين يدافعون باستماته عن ملكية غيرهم فى أرضهم، ويهمنى أن يعى الشعب أن الأرض ملكنا وتم التفريط فيها، هنا سنقول لله الأمر من قبل ومن بعد، وسنحاسب المسئولين بعدها.

• كيف ترى تبنى الحكومة وجهة نظر سعودية الجزيرتين؟
ــ المحكمة تقول إن الأرض مصرية والحكومة تقول ليست ملكنا، وهذا يشبه احتلال إنجلترا لجزر الفوكلاند وعدم اعترافها باحتلالها، ومتعجب من إصرار الحكومة على رد الجزر.

الحكومة مدينة بالاعتذار لأى شاب تم حبسه أو ضاعت ساعة من عمره، أو دفع غرامة 100 ألف جنيه، أو تعرض للضرب أو الإهانة أثناء القبض، على خليفة التعبير عن رأيه بشأن مصرية الجزيرتين.

وننتظر مسئولين فى الدولة المصرية للاعتذار والاعتراف بأن الشباب كانوا على حق، وأقول لهم اتقوا ربنا فى مستقبل البلد ومقدرات مصر، وستأتى أجيال ستحاسبكم حسابا عسيرا.

• كيف ترى التهم التى وجهت لك؟
ــ جزء من التهم فكاهى، اتهمونى بحيازة منشورات مع شخص مجهول وعندما سألت أين المنشورات أو أين الشخص المجهول لم يدلنى أحد، واتهمت ببث أخبار كاذبة بأن تيران وصنافير مصرية رغم الوثائق التى تؤكد عكس ذلك، واتهمت أننى أقلب نظام الحكم.

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك