«مباع» صرخة سينمائية عميقة من أبوظبى ضد الاتجار الجنسى فى الأطفال - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 3:36 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

المخرج جيفرى براون: هناك ما بين 20 و 30 مليون شخص مستعبد وهو ما دفعنى لتقديم فيلم يساعد هؤلاء الصغار

«مباع» صرخة سينمائية عميقة من أبوظبى ضد الاتجار الجنسى فى الأطفال

رسالة أبوظبى: خالد محمود
نشر في: الجمعة 31 أكتوبر 2014 - 11:56 ص | آخر تحديث: الجمعة 31 أكتوبر 2014 - 11:56 ص

خالد محمودبات من الطبيعى ان تفرض القضايا الساخنة والشائكة نفسها على مخرجى السينما مؤخرا، خاصة تلك التى تمس انسان اليوم البسيط المهموم بواقعه وحاضره، والحائر بمستقبله.

وقد طرحت شاشة مهرجان ابوظبى السينمائى هذا العام مجموعة من القضايا الاجتماعية والسياسية والانسانية فى ثوب افلام سينمائية محذرة من السكوت على شر توغل فى كل شىء، حتى الروح والمشاعر، ومحرضة على انتفاضة جديدة ضد كل من يعبث بحياتنا ويزيد وينقص من نبضها كيفما يشاء. فقد شاهدنا اعمالا مثل الامريكى «٩٩ منزلا» تتبنى نقدا لاذعا للنظام المصرفى فى امريكا الذى يتيح لأصحاب المال والسلطة ان يحكموا قبضتهم على ممتلكات الفقراء بطرق غير اخلاقية، وفى فيلم «تمبتكو» للمخرج عبدالرحمن سياسكو رأينا كيف يحاكم الجهاديون نوايا الناس، وخطورة اقتحامهم نسيج المجتمع، وكذلك طرح الفيلم النمساوى «سلطة الطاقة» الآثار التدميرية للطاقة.

الفيلم الامريكى «مباع» او «صولد» الذى رغم انه طرح قضيته بشكل مباشر، وهى الاتجار بالاطفال للعمل فى الدعارة، فإن واقعيته الشديدة فى ذلك الطرح كانت بمثابة صدمة انسانية كبرى، توغلت داخل وجدان المشاهد بفضل لغة سينمائية شديدة الثراء بكل مفرداتها، بدأ من السيناريو الذى مهد بأسلوب سردى بديع وايقاع سريع، وكأنه يريدك ان تلهث وراء مصير ابطال حكايته وقضيتهم الكارثية، ومرورا بأداء مفعم بالمشاعر، وصورة قوية فى تعبيرها وهى تنقل واقعا دراميا قاسيا لمجموعة من الفتيات والاطفال بشفافية شديدة.

الفيلم الذى شهد مهرجان ابوظبى عرضه العربى الاول والمقتبس عن قصة الكاتبة والصحفية الامريكية باتريسيا ماكورميك، والتى حققت اعلى المبيعات فى وقتها واحتلت مقدمة البست سيلر، يمثل تجربة من الصعب نسيانها، بل ان مخرجه جيفرى دى براون يدفع بمشاهده للانتقال من عالم كان يظنه خيالا إلى واقع لم يكن يتخيله، فهو يطرح احدى قصص الأطفال الأليمة الذين وقعوا ضحية الاتجار فيهم، وبالتحديد لفتاة نيبالية تدعى «لاكشمى» فى الثالثة عشرة من عمرها يبيعها أهلها مضطرين فى الهند كى تعمل كخادمة فى المنازل بعد وعود بحياة افضل، لكنها تباع لتعمل فى الدعارة فى كالكوتيا بالهند، لتمر بعدة مواقف صعبة فى منزل القواد ممتاز وشريكته القوادة يطلق عليه «منزل السعادة»، تحاول النيل من براءتها، ولتواجه هناك واقعا مختلفا، تجبر فيه على معاشرة الرجال كل ليلة، ويتم تهديدها بالضرب، تلك المواقف جسدتها باقتدار الممثلة الصغيرة نيار سايكا، بأدائها المذهل وتعبيراتها المليئة بالدهشة والخوف وحلم كامن وراء عيونها للخلاص، حيث يظهر الفيلم الرعب الذى تعيشه ويعيشه كل من تتعرض لهذا العالم من العبودية واستغلال الجسد، تلك اللحظة التى بدت مع ظهور مصورة صحفية «جيليان انرسن»، والتى تحاول انقاذ لاكشمنى وغيرها من الفتيات بعد شاهدتها فى وراء شباكها او سجنها تستغيث «ساعدونى» هنا ادركت المصورة التى اتت لعمل موضوعات عن المجتمع الفقير، ان وراء هذه الاستغاثة شيئا ما، ربما كارثة كبرى، وأرادت ان تكون جزءا منها، وهذا ماجعل الاحداث اكثر تشويقا، وليهبا لمشاعرك، وبالفعل تنجح المصورة فى الايقاع بالقواد والقوادة، وتحرير القتيات من الاطفال، وتدخلهم مركز تأهيلى تعليمى خاضع لإحدى المنظمات ليحيوا حياة اخرى، وكم كان مشهد النهاية عظيما، حينما امسكت الفتاة «لاكشمى» بشمعة وتضعها امام وجهها لتضىء مستقبلا جديدا وتلتقط المصورة الصورة لتسجل ابتسامة غابت طويلا وراء دموع وآهات ليلى معذبة، وتظهر فرحة كادت تطوى الى الابد.

الشىء المهم فى هذا العمل والذى يحسب لكاتب السيناريو جوزيف كونج المخرج جيفرى براون الذى شارك فى كتابة السيناريو ايضا، انه اطلق صرخة سينمائية عميقة مدوية ترتجف معها الروح ويهتز لها الضمير، من اجل الالتفات إلى الاتجار باطفال اماكن كثيرة فى العالم.

الفيلم يعد هو أول عمل روائى طويل للمخرج الأمريكى جيفرى براون، والذى أكد أن قضية الاتجار فى البشر هى التى دفعته للقيام بهذا الفيلم، وقال فى حوار مع «يورو نيوز»: «حين بدأت تصوير الفيلم، لم أكن أعلم أن العبودية منتشرة وأن هناك ما بين 20 و30 مليون شخص مستعبد. كنت أعلم أنها قضية، لكننى لم أكن أملك المعلومات. وما دفعنى لذلك هو محاولة القيام بشىء ما لمساعدة هؤلاء الأولاد». الممثلة جوليان أندرسن التى جسدت دور المصورة صرحت من قبل انها وافقت على المشاركة فى الفيلم «المخرج والمنتج جيفرى، جاءنى منذ فترة طويلة مع النص ولم تكن واضحة ومحددة، وسألنى إن كنت مهتمة بهذه القضية وإن كنت أريد أن أكون جزءا منها. وعندما قرأت السيناريو وجدت النص قويا جدا، فعظمت عندى المسألة ووافقت على المشاركة رغم عدم وضوح الشخصية». وأضافت: «لطالما كنت أظن أن الاتجار فى البشر يحصل فى مواقع بعيدة عنا، ولكن فى الواقع، اكتشفت أن المشكلة قريبة منا أكثر مما كنا نظن»، فيما اشار المنتج شيرنج لاما فى حوار له مع «سى إن إن» إلى أن بلاده نيبال تعانى من هذه الأزمة، وقال: «لا يمكنك أن ترى أطفالا فوق عمر العاشرة فى هذه القرى، إنه مشهد مروع».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك