يهدف مشروع "تونور" التونسي البريطاني العملاق للطاقة إلى إمداد ملايين المنازل الأوروبية بالكهرباء بحلول عام 2018، وذلك عن طريق توليد نحو اثنين غيغاوات من الطاقة الشمسية المركزة في محطة ضخمة سيتم بناؤها في الصحراء التونسية. ويقول المسؤولون عن المشروع إن الطاقة التي سينتجها تساوي نحو مثلي متوسط ما تنتجه محطات الطاقة النووية.
وسيستخدم "تونور" الطاقة الشمسية المركزة في المشروع عن طريق تركيب مجموعات من المرايا تتعقب أشعة الشمس وتسلطها على جهاز للغلي في أعلى برج مركزي لتسخين المياه إلى نحو 550 درجة مئوية وإنتاج بخار لإدارة مولد للكهرباء، التي تنقل في خطوط هوائية إلى الساحل التونسي ومنه إلى موقع للتجميع في إيطاليا، عن طريق كابل خاص في مياه البحر ثم إلى شبكة كهرباء في شمال إيطاليا يمكن ربطها بأنحاء مختلفة في أوروبا وبريطانيا.
وتوجه بعض الانتقادات إلى الاستثمار في تقنيات الطاقة المتجددة، منها أنها تعتمد بالكامل على عناصر بيئية. لكن خبراء ذكروا أن استخدام تقنية الطاقة الشمسية المركزة في مشروع "تونور" سيتيح التشغيل على أساس توفير "الحمل الأساسي الدائم للطاقة المتجددة"، ذلك أن الطاقة الحرارية المتولدة خلال ساعات النهار ستظل تستخدم في التسخين لإنتاج البخار وإدارة المولد طوال الليل.
ويتزايد الاهتمام بمصادر وتقنيات الطاقة المتجددة في أوروبا، ًخصوصا في الآونة الأخيرة بسبب الوضع في أوكرانيا واضطرابات الشرق الأوسط. ويأتي هذا المشروع في الوقت الذي تجاهد فيه تونس منذ الثورة التي أطاحت بنظام الحكم القديم، من أجل تحقيق النمو الاقتصادي وتفليص البطالة.