حنان وفاطمة.. أسطوات فى مهن «مُرة» - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 6:00 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حنان وفاطمة.. أسطوات فى مهن «مُرة»

كتبت ــ لمى أحمد:
نشر في: الأحد 31 ديسمبر 2017 - 10:30 ص | آخر تحديث: الأحد 31 ديسمبر 2017 - 10:30 ص

لا تحتاج الصعيدية حنان جمعة مغادرة منزلها للعمل فى الفلاحة كأغلب نساء محافظة بنى سويف، فبيتها الريفى البسيط يستقبل يوميا نساء ورجالا كُثرا لتصليح أحذيتهم وحقائبهم.

فى 2005، توفى زوج حنان وترك لها ستة أبناء فى مراحل تعليمية مختلفة، وماكينة خياطة هى الإرث الوحيد، وقد تعلمت حنان تلك المهنة لتكون سندا لهم ومصدر الدخل الوحيد لهذه الأسرة.

حنان تستحق لقب الأم المثالية، فهى تعمل فى مهنة «مُرة»، بحسب تعبيرها، فتحتاج معداتها إلى صيانة باستمرار، وإذا كان الشىء يحتاج إلى تصليح بسيط تقوم هى بشراء ما يلزم وتصلحه، أما إذا كان صعبا فإنها تلجأ إلى شخص ما لمساعدتها.

يتراوح سعر تصليح الحذاء بين 3 جنيهات و5 جنيهات، وسعر تصليح الحقيبة 5 جنيهات، تحقق منها دخلا لا يكفى احتياجاتها فى ظل ارتفاع الأسعار بشكل كبير.

لدى حنان أمنية وهى تستقبل عاما جديدا، تقول بأسى: «نفسى ابنى الكبير يتوظف، وأعرف أجهز بنتى، ونفسى ألاقى حد يساعدنى عشان تعبت.. تعبت بجد من كل حاجة».

حنان واحدة ضمن أمهات كثيرات يضطررن للعمل فى مهن قاسية كتلك، صنفت على مدى عقود طويلة خلت بأنها مهن للرجال فقط، من أجل توفير لقمة العيش والحياة الكريمة لأسرتها.

قصة حنان متشابهة إلى حد كبير مع الأسطى فاطمة عوض، كما يلقبها أبناء قريتها، التى اضطرت البحث عن مهنة حتى تستطيع من خلالها أن تطعم أبناءها الأربعة وتنقذهم من الفقر والجوع بعد أن تركهم رب الأسرة.

لم تجد عوض فرصة العمل سوى تفكيك البوتاجازات والخلاطات لمعرفة ما بداخلها وتركيبها مرة أخرى، وبعد أن أتقنت تصليح الأجهزة الكهربائية؛ اتخذتها مهنة لها منذ 10 سنوات متتالية.

تقول فاطمة بابتسامة بسيطة كشفت مقدار تعبها، إنها فى كثير من الأحيان تترك العمل أو تؤجله من أجل الألم الذى يلحق بها من كثرة وقوفها وتركيزها به.

ولكن الآن أصبح العمل أكثر بكثير ولا يوجد هناك وقت للراحة أو الكسل حتى لا تمد يدها إلى أى شخص وتطلب المساعدة، تضيف: «إحنا عندنا عزة نفس فهضغط على نفسى بقدر الإمكان عشان أأكل ولادى من عرقى وشقايا».

مع كل هذه المعاناة التى تعيشها فاطمة، إلا أن أقصى طموحاتها هو أن تعمل فى وظيفة ثابتة عن عملها الحالى حتى تستطيع العيش هى وأبناؤها.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك