الحكومة تستنسخ أخطاء الإخوان

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

آخر تحديث: السبت 1 فبراير 2014 - 4:10 ص بتوقيت القاهرة

الجميع انتقد جماعة الإخوان لأنها أصيبت بالغرور فى أيام حكمها الأخيرة، وتصورت أنها مخلدة فى الحكم بعد أن قامت باستعداء الجيمع.

لم يمر على هذا الأمر إلا ستة شهور، وفوجئنا بأن حكومتنا الحالية تكاد تفعل نفس الشىء.

صحيح أن الحكومة لم تصل إلى نفس درجة الإخوان، لكنها تسير فى الطريق نفسه بصورة تبدو كربونية، وتندفع اندفاعا يبدو أنه حتمى نحو الاصطدام بالجميع.

لو أن السلاح أو القوة والاستبداد كانوا قادرين على إخماد ما هو داخل نفوس الناس، ما سقط كل الطغاة عبر التاريخ.

مظاهر استنساخ الحكومة لأخطاء الاخوان متعددة وهذا أهمها:

القرار الذى أصدره وزير الرياضة طاهر أبوزيد بحل مجلس إدارة النادى الأهلى وإحالته إلى التحقيق يشبه إلى حد كبير القرارات الإخوانية فى آخر أيام حكمهم، هو يشبه مثلا قرار تعيين وزير للثقافة غريب عن الوسط، يقوم بإقالة قيادات الوزارة ثم إحالتهم للتحقيق كما فعل مع السيدة إيناس عبدالدايم وغيرها.

ربما تكون هناك اتهامات موجهة لهذه القيادات مثلما هناك احتمال بوجود اتهامات جادة أو مزعومة ضد بعض أعضاء مجلس إدارة النادى الأهلى، لكن العبرة هنا هى القرار السياسى وتوقيته ومغزاه.

انتقدنا الإخوان لأنهم عينوا محافظا للأقصر كان ينتمى إلى الجماعة الإسلامية التى ارتكبت مذبحة الأقصر الشهيرة ضد السائحين فى 17 نوفمبر1997، لكن الحكومة الحالية أيضا عينت وزراء ومسئولين اصطدموا بقوى مجتمعية كبيرة ودخلوا فى معارك عبثية خرجت منها الحكومة خاسرة.

انتقدنا الإخوان لأنهم حاولوا السيطرة على الجامعات وأخونتها، ثم فوجئنا أن الحكومة الحالية تكاد تخسر الطلاب جميعهم.

يبدو مفهوما أن تدخل الحكومة وأجهزنها فى صدام واسع مع طلاب الإخوان لأنهم لا يعترفون بقانون التظاهر، او بشرعية نظام 30 يونيو، لكن ما هى الحكمة أن تخسر الحكومة بقية الشباب من مختلف التيارات السياسية!!.

ستقول الحكومة وأجهزتها إنها لا تريد أن تخسر هيبتها ويجب أن تطبق القانون.

كلام نظرى سليم، لكن علينا أن نذكرها أن هذا ما قاله مبارك أيضا وحبيب العادلى فى أيامهما الأخيرة، وعندما ثار الشعب على النظام سقط كل شىء بما فيها الهيبة والشرعية.

السياسة هى فن المواءمة والوصول إلى الحلول الوسط واتخاذ القرار السليم فى التوقيت السليم وبالتالى فإن العجرفة والتمترس حول الآراء الحادة والمتصلبة لن تضر إلا صاحبها.

لا يوجد شىء مجرد فى السياسة، هناك مرونة دائمة.

انتقدنا الإخوان فى أيامهم الأخيرة لأنهم أصروا على خسارة كل قوى المجتمع الأساسية بما فيهم بعض الحلفاء مثل حزب النور وعاشوا بمفردهم وسط جزيرة منعزلة معتقدين أنهم قادرون على الاستمرار.

اليوم فإن بعض أجهزة الحكم بدأت تدخل فى صدامات عبثية مع قوى أساسية كانت رقما مهما فى ثورة 30 يونيو.

السؤال البسيط هو: ما الذى تستفيده الحكومة وأجهزتها مثلا من مهاجمة التيار الشعبى وزعيمه حمدين صباحى؟، ولماذا يتم ترك بعض الأبواق لمهاجمته والسخرية منه؟ ولماذا يتم التعامل مع أحزاب وقوى وشخصيات ليبرالية مدنية بهذه الطريقة وكأنهم مجرد أرقام أدت دورها وعليها الانزواء.

إصرار بعض أجهزة الحكم على هذه الخسائر المجانية والعبثية أمر يدعو إلى القلق بشأن المستقبل.. أفيقوا يرحمكم الله.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved