ذو القرنين «يبيع» ترامب

طلعت إسماعيل
طلعت إسماعيل

آخر تحديث: الإثنين 1 فبراير 2021 - 8:10 م بتوقيت القاهرة

الأسبوع المقبل سيكون حافلا فى سجل الصراع السياسى الذى خلفته هزيمة دونالد ترامب، أمام خصمه جو بايدن، إذ ينتظر الرئيس الأمريكى السابق بدء محاكمته أمام مجلس الشيوخ، بتهمة تحريض انصاره على اقتحام مبنى الكونجرس «الكابيتول» يوم 6 يناير وارتكاب أعمال شغب أسفرت عن مقتل 5 أشخاص.
خصوم ترامب الديمقراطيين تعهدوا بأن تكون المحاكمة سريعة وعادلة، بعد أن أرسلت نانسى بيلوسى، رئيسة مجلس النواب، فى 25 يناير الماضى، لائحة اتهام ترامب بالتحريض على العصيان إلى مجلس الشيوخ بعد موافقة مجلس النواب عليها.
ولإدانة ترامب وحرمانه من تولى المناصب العامة مستقبلا، سيحتاج الديمقراطيون إلى دعم 17 من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، على افتراض أن كل سيناتور ديمقراطى سيصوت لإدانة الرئيس السابق، وهو أمر ليس سهلا، إذ لم يخفِ الجمهوريون معارضتهم محاكمة رئيسهم السابق، وإن كانوا يميلون إلى توجيه اللوم إليه على خلفية دوره فى الهجوم على مبنى الكابيتول.
ويبدو ترامب وانصاره فى موقف لا يحسدون عليه عقب عملية الفرار الواسعة من سفينته الغارقة، على حد وصف البعض، وكان آخر الهاربين عدد من محامى فريق الدفاع عن الرئيس الأمريكى السابق، الذين تخلوا عن الدفاع عنه قبل بضعة أيام من محاكمته فى مجلس الشيوخ ضمن آلية عزله.
لم يقتصر التخلى عن ترامب عند فريق الدفاع، إذ أعلن أحد مثيرى الشغب البارزين الذين اقتحموا مبنى الكابيتول، والمعروف بذى القرنين، إن ترامب «خانه» لعدم العفو عنه، مؤكدا استعداده للشهادة ضد الرئيس السابق، أو «بيعه» على ما يبدو أمام جهات التحقيق الرسمية.
وحسب ألبرتواتكينز محامى المتهم جاكوب تشانسلى الذى ظهر داخل مبنى الكونجرس راسما علم الولايات المتحدة على وجهه وعارى الصدر ويرتدى قبعة من الفرو بقرون إن موكله كان «مغرما بشدة» بترامب، لكن هذا الحب انتهى عندما غادر الرئيس السابق البيت الأبيض من دون منح العفو لـ«ذى القرنين» الذى قال بدوره إنه وآخرون كانوا يتلقون الأوامر من ترامب.
وعلى طريقة المثل القائل «إذا وقعت البقرة كثرت سكاكينها»، يبدو أن ترامب يواجه سيلا من الطعنات، بعد أن كشفت مارى ترامب، ابنة شقيقه الراحل فريد ترامب، عن تفكيرها فى تغيير اسم عائلتها لقطع جميع العلاقات مع عمها بعد أن تسبب فى ضرر للولايات المتحدة خلال فترة رئاسته، كما قالت قبل أيام.
مارى التى قالت إنها «تخشى الدلالات السلبية التى قد يحملها اسمها فى المستقبل»، لم تقف عند هذا الحد بل كررت الحديث عن نية زوجة عمها ميلانيا ترامب طلب الطلاق، بسبب «مشكلات عاطفية»، وهو كلام ذكرته فى نوفمبر الماضى مستشارة سابقة فى البيت الأبيض، هى أوماروسا مانيجولت نيومان، التى قالت وقتها إن زواج ميلانيا من ترامب الذى دام 15 عاما قد انتهى، وإن «ميلانيا تعد كل دقيقة حتى يخرج زوجها من منصبه لكى تحصل على الطلاق».
طعنة مارى ليست الوحيدة لترامب، فطعنة أخرى جاءته هذه المرة من خارج الحدود، وتحديدا من كندا البلد المجاور للولايات المتحدة، حيث يسعى أهالى أحد أحياء العاصمة الكندية أوتاوا إلى تغيير اسم شارعهم «جادة ترامب» الذى أصبح مصدر إحراج لهم، على حد قول أحد سكان الحى.
وهكذا هى الحياة، التى لا تتوقف عن إعطاء الدروس، فالمقعد الوثير قد يتبخر بين عشية وضحاها، لا فرق بين من انتزعه بالأصوات أو تسلل إليه بالتعيين، فتلك المقاعد يتم تداولها بين الناس ولو بعد حين، وعندها تكثر السكاكين.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved