فل الفل

داليا شمس
داليا شمس

آخر تحديث: السبت 1 أبريل 2017 - 10:00 م بتوقيت القاهرة

وأنا أستمع لريميكس أو إعادة توزيع أغنية «على ورق الفل دلعنى» التى كانت تصاحب من وقت إلى آخر أحداث الفيلم الرومانسى ـ الكوميدى « بشترى راجل» للمخرج محمد على، تذكرت الإجابة التقليدية لصديق عندما تسأله عن أحواله فيرد تلقائيا: « فل.. الفل» أو«كله زى الفل»، حتى لو كان على وشك ترك عمله أو على خلاف مع زوجته، إلى ما غير ذلك. هو يشبه ممثلى الفيلم وجمهوره فى مكان ما، فجميعهم يحاول أن يكون «فل الفل»، ولو خلال مشاهدة العمل الفنى الذى يعرض بنجاح وبلغت إيراداته نحو 2 مليون جنيه. قصة حب طريفة تنسج خيوطها بين البطلة والبطل: نيللى كريم ومحمد ممدوح. لكن ما استوقفنى هو الديكور. نتحرك من منزل لآخر، من عمارات البواكى فى منطقة الكوربة بمصر الجديدة إلى العزبة الريفية البديعة التى يعيش فيها البطل ويحاول إنقاذها من الإفلاس أو الحجز بقبوله صفقة الزواج من نيللى كريم التى ترغب فى الإنجاب.

***

لست بصدد نقد الفيلم ولا رواية أحداثه، بل أعطى فقط الخطوط العريضة التى تسمح بمتابعة موضوعى وهو ديكور بعض الأفلام المصرية الحديثة التى تجعلنا نعيش الحلم ولو لبعض الوقت، فمعظم الناس لا يستطيعون توفير مثل هذه البيوت بأثاثها وأشجارها وشرفاتها.. فقط يمكنهم أن يروها من خلال الصور المتلاحقة والكادرات المدروسة بعناية، عالم بالألوان، لا علاقة له بأتربة القاهرة وجوها الأغبر.
نحن بالأحرى فى كوميديا اجتماعية على نمط هوليوود، تتخللها الكلمات الرومانسية الصعيدية لأغنية «على ورق الفل دلعنى، ما أحملش الذل ده يعنى... أنا لا حيلتى ولا معايا غير الغوايش اللى معايا، ما قلتلك خدها وبيعها وأفضل أنا وياك بس دلعنى». نتحرك وسط أشجار البرتقال والصفصاف، وبين أثاث مودرن بروح شرقية، أو نقضى وقتا ممتعا مع البطل الممتلئ، داخل مطبخه الأمريكى المفتوح على بقية المنزل. نحب الحياة مثله، عندما يستمتع بتحضير الطعام وتقطيع الخضراوات كما فى الإعلانات الجذابة، فيجرى ريقنا، ويصبح كل شىء «فل الفلل» ولو مؤقتا.

***

يتحول الاستوديو إلى مصنع للأحلام، بينما نحن جالسون على كراسينا نلتهم حبات الفشار. نتوحد مع الأبطال فنندمج فى قصصهم ونشاركهم حلاوة الديكور، حتى لو لم تعد النجمات شبيهات لجريتا جاربو وريتا هيوارث وأودرى هيبورن، وحتى لو لم تطرح الأعمال الفنية تساؤلات عميقة حول الحب والمشاعر المعقدة. لكن هى تدخلنا فى حالة، قد تقترب من النوستالجيا كما حدث فى مسلسل «جراند أوتيل» الذى جعل المشاهد يعيد اكتشاف جمال أسوان وفخامة فندق قديم، ازداد إقبال البعض عليه، واكتفى البعض بحلم أن يكونوا ضمن نزلائه فى يوم من الأيام، وقد تقترب هذه الحالة من التشويق كما حدث قبل أكثر من عشر سنوات عبر فيلم «ملاكى إسكندرية» لسندرا نشأت الذى جاء ديكوره وأبطاله على غرار مسلسل أمريكى شهير وقتها يدور فى عالم المحامين. وقد نرجع مرة أخرى لعالم الرومانسية الخفيفة، كما كان الحال قبل نحو سنتين مع فيلم «أهواك»، بطولة غادة عادل وتامر حسنى، الذى أخذنا فى جولة داخل فيلات على البحر أو فى العاصمة، جعلت المشاهد يشعر أن هناك من يعيش فى الجنة بالفعل، وأن عليه ربما أن يكتفى بالمشاهدة، قبل الخروج إلى الشارع والعودة إلى جحيم القاهرة.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved