في عبث البرامج.. لا أعفي أحدا

خالد محمود
خالد محمود

آخر تحديث: الثلاثاء 1 سبتمبر 2009 - 9:13 ص بتوقيت القاهرة

 متى يتوقف هذا العبث من البرامج على شاشة التليفزيون فى رمضان؟، سؤال كنت اتمنى ألا أعيد طرحه هذا العام خاصة بعد الضجيج الإعلانى والدعائى الكبير الذى مهدنا لأن نشاهد نوعية مختلفة من البرامج تحمل فى مضمونها أفكارا جديدة ومبتكرة ومتميزة ولكن هبت رياح الصدمة من جديد مع بداية إذاعة حلقات هذه البرامج فلم يكن بها جديد، بل تكرار واقتباس وتهريج وهلس واستخفاف وادعاء، وأعود لأتساءل: كيف يفكر أصحاب هذه البرامج والمعدون والمخرجون؟ ولماذا قبل بعض النجوم والفنانين والمخرجين تقديم هذه البرامج التى من المؤكد أنها كانت بالنسبة لهم مجرد سبوبة وأكل عيش لأنهم لو فكروا لدقائق وقرأوا أفكارها بهدوء لما قبلوا أن يجلسوا على كرسى المذيع حتى لو كان الثمن ملايين الجنيهات؟، والحقيقة أنه لا يجوز التجريب على شاشة التليفزيون الآن، لأن هناك ملايين من المشاهدين ترصدك، وإما أن تؤمن بما تقدمه أو تدرك أنك شريك فى لعبة استغلال وقته وتهييف فكره.

اللعبة لها جذور ومصدر هذه الجذور مجموعة احترفت الترويج لأى شىء ولكل شىء وهم أصحاب القنوات وشركات الإعلانات، بأن لديهم أفكارا «تكسر الدنيا» وفى النهاية نرى مسلسلا عنوانه الخديعة.. فالضيوف واحدة، والتيمات واحدة، وهى تنحصر فى التفتيش عن فضائح أو التعليق على مانشتات ساخنة، أو مقالب وسخافات بحجة الكوميديا، ولا أعفى هنا ايضا الضيوف الذين يتاجرون بذكرياتهم وحياتهم ومواقفهم الخاصة، وكى لا أكون مبالغا، هناك استثناءات لبعض الحلقات فى بعض البرامج خرجت بروح مختلفة إلى حد ما، ولكنها لا تمثل أكثر من 3% مما نشاهده، وهى نسبة بها تفاؤل بعض الشىء. لا أريد أن أذكر أسماء البرامج ومقدميها ولكن علينا كمشاهدين أن نمنحهم الدرس الأول، ونعلن عن شعورنا بالاستياء وأننا لن نكون أبدا فريسة سهلة لهذ «المهاترات» ولعلهم يفيقون ويبدأون فى عملية «غسل مخ» لأنفسهم، حتى تنضج أفكارهم على أرض بكر وأن تغير قسوة رد الفعل من أحساسهم بالمسئولية قبل أن تتبدل المشاعر تماما أمام جمع" الفلوس".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved